مصطلح تسطيح العقل/عصام الطائي
Sat, 4 Apr 2015 الساعة : 17:10

مصطلح تسطيح العقل يعني فقدان رؤية الامور بشكل صحيح لعدم المعرفة الصحيحة مما يؤدي غالبا الى تغليب جانب العاطفة على العقل وما يؤدي الى نشوء عقل مضطرب ومشوش وحائر ومتردد وهذا يتفق مع المصطلح في علم النفس الذي هو الفصام في الشخصية فمرض انفصام الشخصية يجعل الشخص يقع في الاوهام والتخيلات فيتخيل ويتصور او يتوهم امور غير واقعية ويعتبرها بتصوره هي الواقع.
وهذا التسطيح يؤدي الى الاستحواذ على عواطف ومشاعر الناس وهذا يعود الى المصالح السلطوية بصورة كبيرة اي مصالح الحكومات والدول والتي غالبا تكون مصالح تخدم الحكام وليس الجماهير ويسخر الاعلام لصالح تلك الحكومات مما يؤدي الى تسطيح ذهنية الجماهيروفق منطلقات غير واقعية.
وهناك المصالح الشخصية والعائلية والعشائرية والقومية والحزبية الغير واقعية احيانا وكلها تعمل على ازاحة الوعي عن الناس من خلال جعل مبرر لسلوكها حتى ولو كان خاطئا او لا يمثل الحق والعدل والاستقامة وحتى ولو كان سلوكيا غير اخلاقيا حيث يظهر بصورة يبرر ذلك السلوك وكل ذلك بسبب الاستحواذ على عقول الناس وتسطيح كثير من الحقائق مما يجعل الكثير من الناس تقع في الاوهام والتخيلات بان تلك المصالح تمثل المصداقية بينما هي بعيدا عن تلك المصداقية.
والغرض من التسطيح هو ان يكون اللاوعي هو السائد وتغيب الوعي ويسخر الاعلام لمصالح السلطات الحكومية بشتى الدول مما يجعل بناء عقل بسيط وساذج يصدق لكل امر او قضية او حدث بدون تمعن وادراك واقعي للامور والقضايا والاحداث ويساهم في بناء العقل البسيط والساذج كذلك الخطاب الديني الطائفي والخطاب السياسي المؤدلج ومع وجود تعليم يعتمد على التلقين لا على الاسلوب النقدي ومع وجود ثقافة منحرفة كل هذه الامور تعمل على تزيف الحقائق وقلب الامور فيكون الصديق عدوا والمحب مكروها والحق باطلا والفضلية رذيلة والاستقامة انحرافا والدفاع عن المبادى خيانة والاعتداء على الاخرين فيه شرعية ومبرر من قبل هذه السلطة او تلك .
ومع خلق وعي مغيب وتحشيد للعواطف والمشاعر والانفعالات في احداث غير واقعية وغير صحيحة وغير نبيلة وغير اخلاقية وغير سليمة كما هو الان في التحشيد على الحوثين بشكل خاص وعلى اليمن بشكل عام من قبل حلف الشر المتمثل بالاخص بالسعودية ودول الخليج ومن اتبعهم من دول الذل والخيانة التي باعت شرفها بدراهم معدوات يكون دور الجمهور محكوما لمقتضيات اللاوعي وبعيدا عن الوعي وان المطلوب من الجماهير التي يوجب عليها الاختيار الصحيح والفهم الصحيح والقول السديد والموقف الواقعي وطبعا ذلك غالبا لا يتم نتيجة لتغيب دور العقل الا نخبة من الواعين والذين يقولون كلمة الحق
لقد طرح وحيد عبد المجيد في مقال ضد هيكل ضد العقل مسالة التسطيح العقلي في جريدة الاهرام من قبل الحكام للجماهير ومن خلال اتهام هيكل بكونه قد خطأ في التنبأ على الاحداث واعتبر هذا خطا كبيرا بينما وفق تعبير وحيد عبد المجيد هناك كثير من التنبئات لم تتحقق من قبل مفكريين كبار في السياسه وكل ذلك التحريض ضد هيكل لكونه قال كلمة الحق بالدفاع عن اليمن بان هذا الحرب لا مبرر لها يقول وحيد عبد الحميد في مقالته ( ان التردي المتزايد في حال العقل العام بعد عقود من التحريف وانهيار التعليم وتدهور الثقافة وضعف الاقبال على القراءة ادى ذلك الى تسطيح عقلي تقوم وسائل الاعلام بدور كارثي في ترسيخه).
ان عالمنا المعاصر بمظهره العام يعيش شتى حالات التسطيح للعقول من تسطيح في الاعلام المزيف والى الاعتقادات المزيفة المتمثلة بالفكر التكفيري والى ثقافة لا تنشأ الوعي وتعليم لا يعتمد على العقل النقدي مما ادى الى نشوء المفاهيم الزائفة والاقوال غير السديدة والمواقف المنحرفة كالمواقف المنحرفة من قبل حلف الشر المتمثل بالحكومات المعتدية على اليمن وعلى الشعب اليمني فالخزي والعار لكل الظلمة وكل تابع ذليل لهم.
عصام الطائي