وجنت على نفسها/طالب خليف البدري

Tue, 31 Mar 2015 الساعة : 1:09

من سخريات القدر أن تسيطر السعودية على الجامعة العربية وتشكل بأموالها حلفا عسكريا ضد أفقر الدول العربية  اليمن بالتأكيد أن دول الخليج الا عربية أداة بيد أمريكا تحركها كيف تشاء لتنفيذ مخططاتها القذرة أما مصر وتركيا وباكستان والسودان فهم عبيداً للمال السعودي وينعقون بما ينعق به آل سعود وإذا سارت الامور حسب ما خطط له الامريكيون وعملائهم وعندما تنجح السعودية بدورها فانها ستتمادى وتبحث عن أهداف أخرى وبالتأكيد أن حزب الله اللبناني هو الخطوة القادمة وبعده سوريا وأخيرا العراق وهناك ألف حجة وحجة للتدخل في العراق كحماية السنة والانتهاكات الشيعية وووو ولا يخفى على أحد أن السياسيين العراقيون السنة أرضية خصبة للاستغاثة بالقوة العربية والترحيب بها وعندها سيتحقق الهدف الاساس للحملة العسكرية وهو القضاء على الهلال الشيعي وتحييد إيران والضغط عليها من أجل التنازل عن البرنامج النووي والذي أرعب الامريكان والصهاينة والعجيب في هذه الهجمة البربرية أن تكون بحجة ارجاع الشرعية للحاكم اليمني المنتخب من قبل الشعب والاعجب أن تقود الحملة دولة لا تعرف للشرعية طعماً وتحكمها أسرة واحدة منذ ثمانين عاما وتسمى هذه الدولة باسم هذه الاسرة وأن يكون أمراء المناطق والوزراء والقادة وجميع المناصب الحكومية من أبناء الاسرة والاعجب أن الاقليات في هذه الدولة يعانون الامرين من الظلم والحرمان والزج بالسجون المظلمة لمجرد ممارسة طقوسهم أو المطالبة بحقوقهم وبلامنازع أصبحت الدولة الاولى في إنتهاكات حقوق الانسان هي السعودية باعتراف المنطمات الدولية المختصة بحقوق الانسان
والمضحك المبكي إننا ولسنوات طوال نحلم باتحاد العرب وتشكيل قوة عربية عسكرية موحدة وعندما يحدث هذا الحلف وتتشكل هذه القوة يكون هدفها البلد العربي المستضعف اليمن نعم ضد اليمن وليس إسرائيل
وقرائتي المتواضعة للاحداث أن السعودية لن تسير بعيداً بهذا الاعتداء وستبحث عن وساطات وحلول لانهاء النزاع والخروج بشكل مشرف من المستنقع اليمني ولن تتحمل حرب طويلة تستزف قواهم وأموالهم  لان الطيران لم ولن يحسم معركة شاهدنا هذا عام ١٩٩١ بالعراق وعام ٢٠٠٦بلبنان هذا أولا .ثانيا أن الحوثيين لن يقفوا مكتوفي الايدي والتجارب السابقة أثبتت قوة إرادتهم وجلدهم وقدرتهم على الصمود وتحمل الضربات فثمان حروب سابقة لم تقضي عليهم بل خرجوا أقوى مما كانوا وفي الحرب الاخيرة استطاعوا هزيمة الجيش السعودي واليمني معا ولا بد أن الحوثيين جعلوا في حسابهم التدخل السعودي وأعدوا الخطط لمواجهته وأؤكد أن السعوديين لن يتحملوا آستنزاف الدم وهذا لن يكلف الحوثيون الا عدة صواريخ على مراكز نفطية وصناعية وحتى بشرية ومصافي تحلية المياه التي يعتمد عليها الخليجيون كمصدر للمياه وهذا ينطبق على الكويت وقطر والامارات ولا أشك أن هذا هو الرد الحوثي إذا استمر العدوان الخليجي ثالثا لن تتجرأ قوة في العالم أن تضحي بأبنائهاوالدخول بحرب برية ضد الحوثيين لبسالة الحوثيين وخبرتهم بالحروب ولطبيعة اليمن الجغرافية القاسية والتاريخ الحديث يحدثنا عن خروج الجيش المصري أيام عبد الناصر بخسائر كبيرة جداً عند تدخله في بداية الستينات من القرن الماضي
أما عن موقف إيران وحزب الله فلن يتدخلوا الا عندما يكون الموقف يسير باتجاه الانهيار الحوثي وهذا مستبعد جداعموما الاستمرار بالعدوان الى النهاية له تداعيات لا يحمد عقباها فسوف تضطر إيران الى التدخل وتدخلها يؤدي الى التدخل الباكستاني والتركي لحماية السعودية وعندئذ تقوم الحرب الاقليمية حرب نستطيع تسميتها بالحرب السنية الشيعية المباشرة أو الحرب الروسية الامريكية بالنيابة وهذا كله ليس في مصلحة دول المنطقة
ولا في مصلحة شعوبها والمستفيد الاول والاخير هو الكيان الصهيوني وهذا ما تعمل عليه  السعودية وحلفائهافبتزعم السعودية للجامعة العربية بعد إزاحة رموزها الكبار بثورات الربيع الوهابي إبتداء من  إزاحة بن علي وحسني مبارك والقذافي ليصفى الجو لملوك آل سعود وها هي وتحت مظلة الجامعة تهدم بلد عربي وتقتل شعبه وبحجج واهية وبتبريرات ساذجة ومتناقضة فقرار التدخل المسلح بليبيا تحت حجة حماية الثوار الليبيين وقرارها بدعم الفوضى بسوريا والدعوة الى التدخل العسكري لولا الفيتو الروسي بحجة حماية الثورة السورية من وحشية النظام ورأى العالم كله ماذا حل بليبيا من دمار وفوضى وارهاب وما حل بسوريا من إرهاب تعدى حدود سوريا ليهدد العالم كله
كل هذا ببركات المال السعودي والقطري وها هم لم يستفيدوا من أخطائهم ليعودوا ويكرروا التجربة باليمن ولكن هيهات فلن تسلم جرتهم هذه المره لان التجربة أثبتت أن اللحم اليمني مر لا يسهل أكله وأثبتت كذلك أن الايرانيين لا يعرفوا الفشل والهزيمة وكذلك حلفائهم ثبت هذا في سوريا رغم دعم العالم كله للمعارضة المسلحة مهما كانت مسمياتها داعش نصرة جيش حر الا أن إيران وحزب الله وبدعم سياسي روسي أفشل المخطط العبثي لتدمير سوريا وكذلك في العراق فلولا فتوى السيد السيستاني والدعم الايراني المباشر والواضح بالسلاح والتدريب والخبراء لاصبح العراق لقمة سائغة بيد داعش وثبت هذا في لبنان فبدعم وتدريب وتسليح ايران صمد حزب الله بل وانتصر ضد أعتى عدو لم تستطع كبريات الدول العربية الوقوف بوجهه بل أصبحوا كالفئران يبحثون عن مفر ولكن حزب الله أسقط نظرية البلد الذي لا يقهر وهذا ما سيحدث إن شاء الله باليمن وسيهزم الجمع ويولون الدبر وسينتصر المظلومين بوعد إلاهي والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
ومهما تكالبت قوى الشر والظلام فإن الليل لا بد أن ينجلي وقريبا جدا يتضح أن السعودية إرتكبت حماقة أكبر من حجمها وأنها حاولت أن تمارس دورا ليس لائقاً بها وباختصار وبكلمتين لا يمكننا أن نقول إلّا أن السعودية سقطت في المستنقع اليمني وارتكبت حماقة وخطأ لا يغتفر أي أنها جنت على نفسها فمن ينقذ براغش من الوحل اليمني

Share |