شيئٌ من السذاجه السياسيه/نعيم كرم الله الحسان
Sat, 28 Mar 2015 الساعة : 15:45

في أحد أيام الحرب العراقيه الإيرانيه كانت تدور بيننا نحن السجناءفي سجن أبي غريب حوارات ونقاشات حاده وتناقل أخبار عن الحرب وجبهات القتال وكيف تؤل هذه الحرب التي بدت وكأنها لانهائيه وكان المتحمسون يرون بأن إيران ستحقق أهدافها وشعاراتها في العراق وأن عام الحسم سيأتي وستدخل القوات الإيرانيه الى بغداد ويصبح نظام صدام في خبر كان ..وكان هناك شخص يتطاير الحماس من عيونه وشفاهه عندما يطرح قناعاته تلك ..وصادف في أحد الأيام أن يكون نقاشه معي وبعدما إستمعت لأرائه ..قلت له {أنا من رأيي أن لاخيار أمام إيران سوى القبول بالقرار 598 الملزم للطرفين بوقف إطلاق النار وأن الحرب سوف تنتهي لاغالب ولامغلوب لأن هناك دول وقوى كبرى تتحكم بمسار الأحداث في العالم وهناك تحالفات وعداوات بين الدول وتاريخ من سوء العلاقات وغيرها} فماكان من ذلك الشخص إلا أن زعق في وجهي وقال أنت كافر أنت نجس والتفت للجماعه الجالسين قائلاً ..يا أخوان {أنا بعدما آكل وياكم إذا هذا يظل وياكم } وهذا نموذج يكاد يكون الغالب في التعاطي مع الأحداث الكبرى والمنعطفات الحاسمه في حياة الشعوب وهوالذي عبر عنه الإمام علي ع حينما قال ..ماكان خوف موسى إلا من دول الضلال وغلبة الجٌهال ..وهم أولئك الذين لا يرون للحياة منطق إلا منطق العاطفه والعمى العاطفي المتأتي من الجهل وعدم تسيد العقل في قيادة مسار الأحداث .
صحيح أن للإنسان خيارات وتشاكل في الإنتماءات وعاطفه تجاه جهة ما أو دولة ما أوتيار ما ولكن لايصح التماهي ومسخ الشخصيه وألغاء الكيان الذاتي للإنسان وأصالة ثقافته وأعتقاده ...وأن العالم هومجموعة أمم ولكل أمه كينونه خاصه وثقافة خاصه ومزاج نفسي خاص حتى لوتشاكلت الأمم في الدين أوالإ تجاه السياسي ..وأنه يعد من الخطايا الكبرى التي لاتغتفر أن يتماهى شعب ما في أمة ما مهما كانت العلائق بينهما ..إنها خطئية كبرى لأنها بالضدمن القانون الطبيعي والناموس الذي جعله الله في هذه الأرض {ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحده ولايزالون مختلفين }118 سورة هود
نعم تلك هي الحقيقه الجوهريه لوجود الأوطان والبلدان والشعوب والأمم التي يجب أن لاتطغى عليها الإنفعالات والأحداث الطارئه أو التشوهات الوقتيه ..
وفي خضم الاحداث التي تجري في المنطقه شاهدت أحد الجماعات في أحد البلدان يستنسخ شعار دولة من دول المنطقه ويتخذه شاره وعلم له ورغم أن ذلك الشعار إنتهى مفعوله وأن الدولتين قد جلستا إلى طاولة المفاوضات وبدأتا إتجاه في تحسين العلاقات بينهما
ورغم أن الشعار يستعدي كل دول العالم ولايجعل مجال لوجود تعاطف أو صديق او مجال للحوار أو ماشاكل ذلك إلا أن الجماعه يتخذونه وكأنه آيه من القرآن ...
وأعتقد أن ذلك الشعار والفهم والتماهي سيدفع الناس هناك ثمنه دماءاًودماراً وخراباً يمكن تفاديه بالحصافه والإستقلاليه والقراءه السليمه للأحداث والعالم