متى يبلغ الهديُ محِلَّه ـ رسالة الى الحاج عراق-عقيل الموسوي ـ المانيا
Wed, 21 Sep 2011 الساعة : 9:01

بعد مجزرة النخيب كتبت رسالة الى دولة رئيس الوزراء , فكنت اكتب حرفاً واشطب اخر ليختفي حرفٌ ثالث خلف قطرة دمٍ سالت من بريء أو دمعةٍ من ثكلى او يتيم , ولكني تركت الرسالة اخيرا يحتضنها درج النسيان حين علمت أنّ دولته لم يرث عصا موسى عليه السلام , لأكتب هذه الرسالة بعدها الى الحاج عراق الذي لو مات ـ لا سمح الله ـ او قُتل فأنها ستصل السيد المالكي حتماً فهو ابنه البار وعليه تقع مسؤولية دفنه وتأبينه
الرساله......
لبّيك اللهم لبّيك ... قلتَها وانعقد احرامك يا سيدي في العام 2003 , وحرّمت على نفسك الصيد الذي حرّمه الله وأنت حُرُم , وتركت هوام الجسد* تعبث بأطرافك نهباً وفسادا , وأعدت تلبيتك مراتٍ ومرات واعلنت الوحدانية لله الواحد القهار ... لا شريك لك لبّيك , وخرجت يوم التروية بدماء ابنائك تروي ظمأى الجوار الذين لا زالوا يطلبون المزيد المزيد , ووقفت في عرفات حامداً لله انعمه معترفاً بسلطان ملكه الذي يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء بيده الخير انه على كل شيء قدير ... انّ الحمدَ والنعمةَ لك والملك , ليستغلوا وقوفك هذا ناهشين ثناياك وآكلين متاعك وما اعددته لهذا الوقوف العظيم , مغتنمين فرصة ذوبانك وخشوعك وأنت بين يدي الجليل مبتهلا طالبا الصفح الجميل ... لاشريك لك لبّيك , ويمر ليلُك ثقيلا حين يغيب بدره قبل اوانه خلف غيوم الطائفية وانت تفيض منهكاً الى المزدلفة حاملاً جراحك ودماءً سالت من كل جوانبك تُلزمك كفّارةً اثر كفارة باحثاً عن تسعٍ واربعين حُصيّةٍ هي زادك وتقواك وسلاحك الذي تحارب به شياطين الكون الذين وقفوا في طريقك , ويشرق صباحُ منىً ولازلنا نحلم بك وانت تستلَّ كيسك وتخرج منه اولى سبع حصيّاتٍ ترمي بها جمرة العقبة الكبرى , ارمها يا سيدي .. لِمَ لا ترمها .. لا أظن ذلك خوفاً منك ولا جبنا .. ربما لأنك لا تمتلك ما استيسر من الهدي .. ألم يكفِ ما قدّمه ابناؤك من كل المحافظات من أضاحٍ كي تتردد في رمي الجمرة الأولى ؟؟ ارمها بالله عليك .. ارمها فلعلّ الله يحتسب لك ضحايا النخيب كبشاً عظيما , ارمها فوالله الذي لا اله الّا هو سأهبك نفسي حينها ولن اجعلها اعزّ عليَ من نفس اسماعيل وستجدني ان شاء الله من الصابرين .. ارمها فداك النفس والمال والولد , فعدوك مذ رآك محرماً لم يضف اكثر من نقطةٍ تحت حاء صفتك ليتخذ له صفةً يمارسها ضد بنيك يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين .. ارمها ليس لتكتسب لقب الحاج , فأنت كذلك مذ رفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل , كيف لا تكن حاجّاً وانت من يحج الكون اليك مؤتزراً ملبياً ومهرولاً بين خافقيك بدل السبعة سبعين واكثر .. ارمها مصحوبةً بسبعٍ تكبيراتٍ كي تخلع احرامك بعد الهَدْيِ والتقصير تستجمع قواك لتسحق هوام الجسد من القُمّل والبراغيث وما حولك من الجراد والضفادع انها بقية عذاب الله لليهود ، اولئك هم الجنود ، الوهابية وبعث ( الصمود ) ، ارسلوهم عليك آل سعود ، احفاد عادٍ وثمود ، تنتظرهم النار ذات الوقود ، أذ هم عليها قعود ، فتبّت يدا ابي متعبٍ وتب , وأكمل بعدها طوافك وصلاتك وسعيك لتبيت في منىً آمناً مطمئناً ومن تعجّل في ثمان سنوات فلا اثم عليه.
سيدي ايها الحاج عراق .. لك امنياتٌ من ابنائك مؤجلةٌ يمرّنون السنتهم على نطقها مصحوبة بابتسامة الفرح ،، حجٌ مبرورٌ وسعيٌ مشكورٌ وتقبل الله الطاعات , واحبسوا دمعاتكم سادتي القرّاء لأني ذرفتها نيابة عنكم
هوام الجسد* هو كل ماهامَ على جسد الانسان من حشرات وطفيليات كالقمل والبراغيث والتي يحرم قتلها طيلة فترة الاحرام