ملك الأردن يطلب الغفران من خلال الحكيم/باقر العراقي

Thu, 26 Mar 2015 الساعة : 1:01

الأردن بين نار الإرهاب الذي اكتوت به قبل أشهر،  من خلال القتلة البشعة للطيار الكساسبه، والانفعالية المجتمعية التي حصلت بعد تلك الحادثة، وبين نار علاقاتها التي اعتمدت فيها على بوصلة الخارجية الأمريكية، وما تلتقطه من فتات الاغنياء، وما ينتجه عرابوها من علاقات جديدة.
بعدا أن اتهمت علنا من قبل القيادة السورية، بإيواء الدواعش وتدريبهم على أراضيها، تحولت بشكل مفاجئ الى رأس الرمح، وخاصة في الضربات الجوية، ثم أوفدت رئيس أركان الجيش الأردني إلى العراق، للتنسيق في كيفية التنسيق بين الدولتين، لغرض التخلص من خطر داعش.
اليوم يستقبل الملك الأردني السيد عمار الحكيم في البلاط الملكي، يلتقي بالرجل الأقوى في العراق، فالحكيم من ناحية يمثل أطروحات غالبية التحالف الوطني، الذي يتألف من 180 برلمانيا، ومن ناحية أخرى يمثل خط المرجعية النجفية، ويتماشى مع ما تطرحه حول التطورات الخاصة بالعراق، بعيدا عن كل الظروف الخارجية.
المملكة الأردنية الهاشمية، نستطيع أن نصفها "بالبراغماتية"، لأنها تبحث عن مصالحها أينما وجدتها، فهي ولدت من رحم المصلحة، التي حتمت عليها أن تكون بمواجه النار وتحيط نفسها بالجليد، وتكون في خضم الحرب، وتمسك غصن الزيتون، فهي الدولة الأضعف ويحيط بها الأقوياء من كل جانب.
السياسة الأردنية سياسة ناجحة، فبعد أن تخوف الملك كثيرا من "فوبيا" مد الهلال القادم، ها هو اليوم يطلب الصعود الى سفينة الأقوياء، فالحكيم يمثل الطيف الواسع والعمود الفقري لذلك الهلال، وطلب اللقاء معه يمثل طلب الغفران والتوبة، ليبتعد عمليا عن إخوته الخليجيين، الذين أراد استدرار عواطفهم المتحجرة، بهذه التصريحات.
الحكيم يلتقي الجالية العراقية، ويوضح لهم كيفية تحرير صلاح الدين، ليفند اللغط الذي يحدثه البعض، بعد خروج داعش، يتحدث بصراحة ويقول أن الأردن في مواجهة خطر داعش، وهذا ما تستشعره المملكة فعلا، من خلال التأهب والاستعداد، كما أن القوات العراقية هي التي تقاتل وتمسك الأرض، وما سليماني إلا مستشار جاء بطلب من الحكومة العراقية.
الحكيم استغل زيارته بالدعوة لتشكيل تحالف عربي ضد داعش، وهو أحد مشاريعه التي يذكرها مرارا وتكرارا، والملك الأردني عرف كيف يداعب مشاعر العراقيين، ويطلب الصفح من خلال دعوة اللاعب الأقوى على الساحة السياسية العراقية.

Share |