على ذمة جعوال-راضي المترفي
Wed, 21 Sep 2011 الساعة : 8:51

حدثني جعوال عن ابيه عن عمه عن عسكري متقاعد لايذكر اسمه انه سرد له هذه الحكاية : اصيب نائب عريف بلوثة عقلية جراء الضغوط التي يتعرض لها العسكريون في ذلك الزمان وبما ان التسريح امرا منكرا في زمنهم قرر امر الوحدة تركه على هواه وكتب على المطالعة المقدمة له من سرية الموما اليه ( خلوه يسرح ويروح ) فما كان من هذا النائب العريف الهمام الا التجوال في الوحدة حرا يرتدي ما شاء من ملابسه العسكرية فمرة تراه ( حاسر الرأس ) واخرى بدون ( بسطال ) وثالثة (مزاعلهن اثنينهن ) وكان الجنود يحاولون دائما التحرش به املا في ان يسمعهم كلمات لم يعتادوا سماعها من ( آمر حضيرة - حوك) لايرضيه استعداد احد افراد حضيرته مالم تسمع ( الطبه ) في المقر وصادف ان كان هذا – المجنون – في مكان تواجد به السيد المساعد فلم يستعد له ولم يؤدي التحية مما اغاظ سيادته فنادى عليه واوقفه امامه ووبخه قائلا امام جمع من المراتب : ( اما تستحي ان تكون انت نائب عريف وهتلر نائب عريف )
فضحك ورد عليه قائلا : ( اما تستحي انت ان تكون رائدا وعبد السلام جلود رائدا ) وهنا ضحك جميع المراتب الموجودين مما جعل السيد المساعد يستشيط غضبا ويعاقب الجميع بعقوبات امتدت من ( التعليم الاضافي الى حجز ثكنه ) مرورا بما بينهما في حين فلت منها – ابو جنيه – بعدما هز يده استنكارا او استهزاءا وترك المكان . تذكرني هذه الحكاية الحزينة على طرافتها بما عانيناه نحن العراقيين وأشقائنا العرب من تسلط العسكر وتدخلهم حتى في ادق تفاصيل الحياة اليومية ومحاولاتهم المستميتة لاصدار اوامرهم التي تعلموا على اصدارها في ساحة العرضات في كل مكان وضعهم حظنا – المصخم – فيه . انا هنا لااتحدث عن طبقة العسكر الحكام مثل القذافي وعلي صالح وعبد السلام عارف وكريم السودان الفريق البشير والمشير طنطاوي خليفة حسني الخفيف وانما اتحدث عن بعض مراتب (الجيش المنحل ) الذين وجدوا انفسهم في الزمن الديمقراطي وعلى غفلة منهم خارج اسوار الجيش وساحة العرضات وميادين التدريب مفارقين ( البيريه والعصا والاوامر ) وهجر صبغ (البسطال) وحلاقة (اللحية ) التي اعتادوها . ولم يجدوا بديلا عن ذلك الا بأنتمائهم الى احد الاحزاب او التيارات السياسية وهي على راي المثل المصري ( على قفا من يشيل ) في الزمن الديمقراطي وبما ان هذه الاحزاب تمتلك وسائل تعتمد عليها في جذب الجمهور لها لم تجد افضل من هؤلاء لتضعهم في مناصب رئيس تحرير ومسؤول القسم الاعلامي والمشرف على الفضائية التابعة للحزب وهكذا وجدوا فرصتهم بتطبيق ماتعلموه خلال ثلاثين عاما في ساحة العرضات على المساكين من الذين لم يكملوا الخدمة وهربوا منها في زمن القائد الضرورة مع تنفيذه تهديده الشهير بقطع (الأذان ) وقد يقترحون باعتبارهم خبراء اعلام على السيد او الشيخ او الاستاذ رئيس المؤسسة بأن يرتدي كل العاملين بالجريدة او الفضائية ملابس خاكي ويحضرون التعداد والرياضة الصباحية عندها ساكون مضطرا لتكرير فعلتي الشنيعة مرة اخرى وارتكاب جريمة الهروب الرسمي لكن في الزمن الديمقراطي .