معمل نسيج الناصرية يحمّل الحكومة مسؤولية تحويله الى "خانة الخاسرين" ويقترح حزمة مشاريع لإنعاش واقعه
Wed, 25 Mar 2015 الساعة : 8:27

وكالات:
شكت إدارة معمل نسيج الناصرية، اليوم ، من تدهور واقع الإنتاج وتوقف بعض خطوطه، نتيجة تقادمه وعدم توفر المواد الأولية والاحتياطية، ما أدى إلى تحوله الى خانة المشاريع الخاسرة بعدما كان يحقق أرباحاً قبل سنة 2003، وفي حين حمّلت الحكومتين المحلية والاتحادية مسؤولية "تهميش الصناعة المحلية" وعدم تحديث خطوطها وترهل عمالتها، أكدت إمكانية انقاذ المعمل، واقترحت حزمة مشاريع لإنعاش واقعه وتمكينه من الربح خدمة للاقتصاد الوطني.
وقال مدير المعمل، رزاق حسين الركابي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المعمل يعمل منذ تأسيسه بخطين إنتاجيين أولهما للأقمشة وهو متوقف منذ سنة 2003، والثاني لإنتاج البطانيات يعمل حالياً بنصف طاقته تقريباً نتيجة توقف بعض المكائن لعدم توفر المواد الاحتياطية لصيانتها وتأهيلها"، مشيراً إلى أن "المعمل ينتج حالياً 60 ألف بطانية سنوياً بحسب المخطط الإنتاجي المحدد له، يمكن زيادتها إلى 120 ألفاً في حال توسيع الخطوط الإنتاجية وتوفير المواد الأولية والاحتياطية".
وأضاف الركابي، أن "تسويق إنتاج المعمل يتم مركزياً عبر الشركة العامة للصناعات الصوفية، التي يتبع لها، حيث تتعاقد بدورها مع دوائر الدولة والوزارات لاسيما الدفاع"، مبيناً أن "شركات وزارة الصناعة والمعادن ومنها معمل نسيج الناصرية، تعد خاسرة لعدم وجود دعم حكومي حقيقي لها لاسيما تلك التي تمول ذاتياً على الرغم أنها كانت رابحة قبل سنة 2003، وداعمة لاقتصاد البلاد".
وعدّ مدير معمل نسيج الناصرية، أن "سياسة تهميش الصناعة المحلية أدت إلى عدم تحديث خطوط الإنتاج وترهل العاملين في الشركات"، لافتاً إلى أن "إنقاذ معمل نسيج الناصرية وجعله يربح يكمن باستحداث خطوط إنتاجية متطورة أو بناء مشاريع جديدة".
وأوضح الركابي، أن "مساحة معمل نسيج الناصرية كبيرة إذ تبلغ 71 دونماً، يمكنها استيعاب المزيد من المشاريع الإنتاجية وتشغيل الأيدي العاملة المتوفرة"، مؤكداً أن "المعمل يضم حالياً ألفاً و347 منتسباً يتقاضون رواتبهم على وفق نظام التمويل الذاتي".
وتابع المسؤول الصناعي، أن "المعمل قلص عدد منتسبيه في السنوات السابقة من خلال نقل الكثير منهم إلى دوائر أخرى أو إحالتهم على التقاعد"، مستطرداً أن "إدارة المعمل أعدت دراسات جدوى اقتصادية لتطوير العملية الإنتاجية، منها واحدة تتعلق بإنتاج الملابس الخاصة بالملاكات الطبية والصحية، خلال العمليات الجراحية، فضلاً عن الكمامات الطبية والملابس الخاصة بالمرضى الراقدين في المستشفيات".
ورأى الركابي، أن ذلك "المشروع المقترح لو تحقق يمكن أن يسد حاجة المحافظات الجنوبية تماماً من تلك الملابس والمواد، ويسهم بتشغيل أكثر من 200 منتسب بالمعمل، ويعزز وضعه الاقتصادي".
ومضى مدير معمل نسيج الناصرية، قائلاً، إن "المعمل أعد دراسة أخرى لإنتاج مادة الكاربد التي تدخل ضمن صناعة فرش الأرضيات، بالاستفادة من بعض أنواع النفايات المتوفرة في المحافظة كمواد أولية".
وبشأن معوقات تطوير الإنتاج في المعمل، قال الركابي، إن "المعوق الأساس يتمثل بعدم توفر المواد الأولية، كغزل الأنسجة والصوف، نتيجة الشحة الناجمة عن تعذر استيرادها من قبل المجهزين لاسيما عبر المنافذ الرئيسة في كل من تركيا وسورية، نتيجة الظروف الأمنية".
وواصل الركابي، أن "المعوق الآخر يتمثل بعدم وجود دعم للمنتج الوطني من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية برغم المطالبات المتكررة والمخاطبات الرسمية في هذا المجال واللقاءات المتكررة مع رؤساء الدوائر وأعضاء مجلس المحافظة والنواب والمسؤولين من دون جدوى".
وكانت إدارة محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، بيّنت مطلع العام 2014 المنصرم، أن معامل المحافظة بعامة تعاني مشكلة تقادم خطوط الإنتاج، وهي بحاجة إلى تحديث وتطوير لتتمكن من منافسة البضائع الأجنبية المطروحة في الأسواق المحلية.
وكانت محافظة ذي قار قد أعلنت في النصف الأول من العام المنصرم، عن تعاقد معمل نسيج الناصرية على شراء خطوط متطورة من كوريا وتايوان لتحديث إنتاجها في قطاع صناعة البطانيات، بكلفة 11 مليار دينار، إلا أن عملية تسلمها وتنصيبها واجهت جملة من المعوقات التي حالت من دون تشغيلها.
المصدر:المدى برس