آيدلوجية السرقه/نعيم كرم الله الحسان
Tue, 24 Mar 2015 الساعة : 20:59

تنفتح الثورات والحركات في بداية تأسيسها على ثراء آيديلوجي وفكري وأدبي وأخلاقي يقل نظيره يبشر به رجالاً كقناديل مضيئه تحترق تضحية ً وتفانياً من أجل الوصول إلى الأهداف التي غالباً ماتوسم بالعدالة ونصرة المظلومين والوقوف إلى جانب الفقراء والمعوزين .يصاحبها وهج هالة ترقى الى مصاف القدسيين والأولياء ...ودوماً وعلى مر الزمان كان محور الصراع هو الإمساك بالسلطه والوصول إليها هوالهدف والمحرك الأساسي كوسيله لتحقيق الأهداف التي فقد الثائرون المخصلون أرواحهم وكيانهم وممتلكاتهم من إجلها وتحولوا إلى قصص ملهمه للسائرين على درب الصدق والتضحيه
ولكن بعد مضي الزمن اللازم واللحظه القدريه الحاسمه تبدأالدوره من جديد ..وهي دورة الإنحدار ودورة الإنتكاسه الرهيبه
حيث يظهر القابعون في عتمة الضمير جيلاً كاملاً مسلحاً بكل حيل الشيطان ليبرهنوا خطأ الثائرين حينما غرقوا في وهم النزاهه ... وأنهم كانوا يجهلون أن السلطه ماهي إلا الوسيلة الأعظم والأرقى للحصول على المال وأن الثورات كلها ماهي إلا مظهراً من مظاهر الوصول إلى المال والسلطه هي وسيلته الأقوى في تحقيقه
وهكذا يرينا التاريخ عبث الأقدار ودوامة الظلم وأن الأحداث وكل المظاهر ماهي إلا إستبطان لحقيقه جوهريه هي إيدلوجية السرقه..
يعبر هؤلاء الإنذال سراق الحقائق والتاريخ والمال العام الى الضفة الأخرى..التي من أهم مزاياها موت الشعور وأولوية الحفاظ على المكاسب وعدم الإستجابه لنداء الضمير ..ويزداد التمحور حول الذات والأسره والبطانه وتصبح مثاليات الزمن الجميل زمن المبادئ ونكران الذات والتضحيه والموت من أجل المواقف ..عبارات مقززه ينفر منها هؤلاء الرجال الجوف على حد تعبير الشاعر الأنكيلزي ,إليوت,
ورغم ذلك ورغم ماجرى من مسح لمعالم الثورة أو الحركه إلا أن المواقف والكلمات لاتبلى .حينمايترهل الوطن بالسراق والمحتالين والمؤدلجين تظهر الثورة من جديد لتعصف بهم وتلقهم في جهنم وساءت مصيرا
وهذا هو جيلها الناهض يحمل مبادئ المخلصين الاوائل هو حشداً من التضحيه ونكران الذات وهبة الدم والروح ..إن أمام الحشد الشعبي مهمتان أساسيتان بعدما تكون وولد ولادة طبيعية نقيه وهو تعبير عن الذات العراقية المقهورة الثائره ..
المهمة الأولى القضاء على بهيمية داعش وعصاباته وزمره
والمهمه الثانيه هي الثوره العاصفه على السراق والفاسدين والذين خدعوا الشعب العراقي على مدى إحدى عشر عاماً من الدم والقتل والتقطيع ونهب الثروات والإثراء من مال الجياع والفقراء
نأمل من الله أن يصنع الشعب العراقي ثورته الحقيقيه التي تطيح بكل موميات السرقه والذين أترفوامن مال الله والثوره تصنع قادتها وأبطالها