مؤتمر الصحوة الإسلامية -.. رضا السيد
Wed, 21 Sep 2011 الساعة : 8:34

ليس غريبا أن تكون مميزا . ولكن الغريب أن يكون هذا التميز له ميزات أخرى تجعله أكثر تميزا من الآخرين . فبعض الأشخاص يمتلكون العديد من الصفات التي تجعل منهم مثار اهتمام من قبل الآخرين بسبب ما يملكه من خواص تثير الآخرين على متابعة كل ما يقوم به من أعمال او خطابات او زيارات او لقاءات او تواصل مع الغير . فما يقوم به هذا الشخص يعبر عن مدى اهتمامه هو شخصيا بان يكون هناك نوع أخر من تقارب في وجهات النضر ليتم بالنتيجة الوصول إلى قواسم مشتركة يمكن من خلالها تحقيق توافقات تساهم في ترطيب الأجواء وفك الاختناقات بين بعض الفرقاء وخصوصا في بلدنا الحبيب العراق ، الذي يشهد موجة من الاختناقات السياسية التي سببت مجموعة من الأزمات وليس أزمة بعينها . فكان لما يقوم به هذا الشخص يمثل حجر الزاوية في كل ما يجري الان في العراق . أنا أتكلم عن شخصية عراقية شاركت مؤخرا في مؤتمر الصحوة الإسلامية واثبت حضورها بشكل فعلي ويتلائم مع متطلبات المرحلة الراهنة ، وهو سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي أكد خلال المؤتمر على إن الإرهاب يعتبر الخطر الأكبر على الصحوات الإسلامية في عالمنا اليوم , مبينا إن الصحوة الإسلامية أصبحت حقيقة متنامية وفاعلة على الأرض تلقي بتأثيراتها على واقع الشعوب الإسلامية وعلى العلاقات الدولية ولم تعد مجرد نداءات او تمنيات او شعارات . كما إننا ( والكلام لسماحة السيد عمار الحكيم ) اليوم نجد تراجعا ملحوظا في التيارات السياسية والثقافية والاجتماعية المتأثرة بالفكر الغربي والبعيدة عن الإسلام والتي استطاعت أن تمسك بعوامل التأثير في الحياة الاجتماعية عموما وبالسلطة على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية مستنتجا إن هناك نجاحات حققها مشروع الصحوة الإسلامية بفضل الله ( سبحانه وتعالى ) والمثابرين على المشروع . وشدد السيد الحكيم على إن هناك تحديات تواجه الصحوة الإسلامية في المستقبل الذي يحمل في طياته تحولات تاريخية كبرى، داعيا إلى الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها من موقع التبصر بالأمور والجهوزية الكاملة واستبيان موقع الصحوة الإسلامية من هذه التحولات. موضحا سماحته إن نجاح الصحوات الإسلامية لا يتحقق بالمشاعر الطيبة والأماني الصالحة بالعودة للإسلام والتحرر من التخلف والتبعية فحسب ، وإنما بإنضاج مشروع واضح المعالم يبتني على أساس المرونة في التطبيق بحسب الظروف الموضوعية لكل بلد والإطار العام الذي يجمع العالم الإسلامي في أهدافه وتطلعاته وحقوق شعبه. واقترح السيد الحكيم تحويل مؤتمر الصحوة إلى المؤتمر دائم وتنظيم له أمانة عامة دائمة له تعمل على تشكيل لجان تخصصية من خبراء ومختصين من مختلف مناطق العالم تأخذ على عاتقها دراسة هذه الإطارات ووضع التصورات المناسبة لها وتدارسها وتحليلها ورصدها وتحديث المواقف تجاهها وتقديمها إلى المؤتمرات القادمة ، وكذلك تقييم مستوى نجاح الصحوات في العالم الإسلامي والتزامها بالمشروع العام . هذا الكلام عزيزي القارئ يدل على مدى ثبات الموقف والرؤية الصائبة والبعيدة التي يمتلكها سماحة السيد الحكيم جعلت منه محط أنظار واهتمام جميع الحاضرين ووسائل الإعلام .