كل حال يزول 8 – الشيخ الخالد -زاحم جهاد مطر

Wed, 21 Sep 2011 الساعة : 8:30

ملاحظة : كل الاسماء الواردة هي اسماء غير حقيقية.
يا سادة يا كرام ، لكم مني تحية وسلام ، يقول الراوي ، في كتاب الحاوي ، وفي باب قتل العلماء ، وتغييب الحكماء ، يذكر أحد الرواة ، ممن هم من الثقاة ، ان كُتب التاريخ تقول ، بان الطغاة اعداء للمصلحين والعدول ، وبما ان الوالي كان طاغياً ، وفي حكمه باغياً ، لا يقبل لحكمه الجرح والتعديل ، ولا لافكاره الشرح والتعليل ، ان قال نعم .. فعلى الولاية ان تقول نعم ، وان قال لا .. فعلى الولاية ان تقول لا ، فهو صاحب الفكر الواقد ، ونقاشه غير وارد ، حتى وان سهى وغلط ، وعن طريق الحق شطط ، فعلى الكل القبول ، والرضا بما يقول ، فظن نفسه وحيداً بصفاته ، عالماً متفرداً بكمالاته ، يكره النقد والتجريح ، بالتصريح او التلميح، لانه العاقل المدبر ، والحكيم المفكر ، وهذا عكس المنطق والعقل ، في كل الملل والنحل ، لذلك تصدى له الكثير ، من أهل العقل والتدبير ، ولكن السيف سلاح الظالم ، ضد المفكر العالم ، وكان الشيخ السدري ، هذا الداعية الهمشري ، أول من تصدى ، ولنظام الحكم تحدى ، وقال في خطاب اثير ، امام جمع من الجمهور ، ها وقد علمتم ، من تسلط على رقابكم وعرفتم ، انه من يذيقكم سوء العذاب ، هذا المدعي الكذاب ، حاذروه اذا ادعى ، ولأهل الصيام والصلاة ان رعى ، وان تحدث بالعدل والسواسية والحقوق ، فانه يريد الظلم والعقوق، وان تحدث بالامانة ، فانه أول من يخون الامانة ، وانه منافق دعي ، وبغي مدعي ، وان هذا الوالي وزمرته ، شلة من المرتزقة ، وهو يحمل افكاراً هدامة ، ولا يغرنكم هندامه ، ودعا الى محاربة الوالي الفاسق ، والى كل من يعمل معه كالمنافق ، والزمرة الفاسدة والبطانة البائدة ، وقال بفصيح الاحكام ، ان طاعة الوالي حرام ، وانه مجرم وقاتل وسارق ، وكذاب ومدعي ومنافق ، وقال بالحرف الواحد ، يا ايها الأماجد ، الويل لأهل الولاية ، وهذا الوالي يحكم الولاية ، فسوف يندم الجميع ، على هلاك الجميع ، ولات ساعة مندَمِ ، حيث لا يفيد الندم ، وتسربت الاخبار ، الى الوالي الجبار ، وجلس الوالي وفكر ، وصمم وقرر ، فارسل العيون والمخبرين ، في مجلس الشيخ يجلسون ، وينقلون بالتفصيل ، كل قال وقيل ، وعرف الشيخ هؤلاء ، وبانهم دخلاء ، وقال معنا من سار على هواه ، وباع آخرته بدنياه ، واشار اليهم بالتحديد ، ورفع سبابته للتأكيد ، وقال قولوا لواليكم الفاسق ، انه مجرم وقاتل ومنافق ، هذه رسالتي اليه ، وسأدعوا الناس عليه ، وطَرَدَ المخبرين من المجلس ، دون خوف من قتل او حبس ، وفي اليوم التالي ، أرسل له الوالي ، مندوباً يحمل هدية كبيرة ، ودعوة للزيارة اثيرة ، فقال مثلي لا يزور مثله ، لا أخضع ولا انحني له ، وتمثل بالقول المأثور ، والمثل المشهور ، اذا وجدت الحكماء على أبواب العلماء فنعم الحكماء ونعم العلماء واذا وجدت العلماء على أبواب الحكماء فبئس العلماء وبئس الحكماء ، ووصل هذا الخبر ، الى صاحب القرار والأمر ، فنظر في امره ، وقرر التخلص من شره ، وقبل اذان الفجر ، نزل رجال الغدر ، وسيق الى مكان مجهول ، وهو بالقيد مكبول ، وبعد فترة من التعذيب والتنكيل ، عثر على جثته عابر سبيل ، عظامه مهشمة ، وأكتافه محطمة ، لحيته منتوفة ، ويده معكوفة ، والعينان مقلوعتان ، والرجلان مكسورتان ، أصابعه بلا أضافر ، فليقرأ أصحاب الضمائر ، هذا ما حصل للسدري، من أهل الدين والقدر ، وهكذا يا سادة يا كرام ، انتهينا من قصة الشيخ الهمام ، الذي صار مثالاً للشهادة ، على طريق الحق والارادة ، لم يكن الأول ولا الأخير ، لان الرافض مقتول ، والناقد مكبول ، وقافلة الموت تسير ، تحمل الأهل والعشير ، ويقتل التافه السفيه ، كل عالم وفقيه ، ولكن .. كل حال يزول ، والى الماضي يؤول ، وعندذاك ، يعرف الشيطان من الملاك ، وكل يتلقى أعماله ، ويحاسب على أفعاله ، ويوم المظلوم أشد على الظالم ، من يوم الظالم على المظلوم ، فتذكر يا ظالم ، والى مقال آخر ، في يوم آخر .   

* كافة الاسماء الموجودة هي اسماء غير حقيقية.

Share |