على مدى السنوات التي مرت على انطلاق العملية السياسية في العراق بعد سقوط الصنم شاهدنا استضافات واستجوابات وحتى تجاوزات على رؤساء الحكومة من علاوي المعين مرورا بالمنتخبين الجعفري والمالكي صاحب الدورتين وحتى العبادي الذي حضر للبرلمان لاكثر من مرة على رغم من ان حداثة وقلة مدة حكومته جكومة التوافق الوطني والمدعومة من الجميع لدرجة ان من داعميها من يسميها الحكومة "الانبطاحية " على حد تعبيرهم ؟؟!!
بالمقابل فأن رئيس اقليم كردستان العراق رسميا " و واقعيا رئيس الدولة "الكردية" التي تعيش على اكتاف العراق لم يستدعى ولم تتم استضافته في البرلمان الاتحادي وحتى حين ياتي الى بغداد فالمراسيم واللقاءات تكون بمثابة تشريفات استقبال رئيس دولة .
السؤال الاهم هل يستطيع البرلمان العراقي استجواب رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني او هل يستطيع حتى استضافته في البرلمان لمناقشته حول كركوك مثلا او حول مستقبل العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية او حول الثروة النفطية وغيرها من القضايا .
ام هل يستطيع رئيس الحكومة الاتحادية ان يطلب مثلا من رئيس الاقليم حضور اجتماع لمجلس الوزراء ويلزمه بذلك او يستطيع ان يامر مثلا بحضور رئيس حكومة اقليم كردستان والزامه بحضور اجتماع مثيل ؟؟!! نشك في القدرة على الطلب ونشك اكثر في الاستجابة .
كل ذلك يوحي ان العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية علاقة دولتين والفرق الوحيد ان الدولة الغير معلنة تعيش على خير الدولة الام دون ان تعطي اي شيء حتى الاعتراف الاخلاقي بمرجعيتها الادارية للحكومة المركزية .
بالتاكيد وبعيدا عن المناكفات السياسية والعنتريات والشعارات " ان لا احد عاقل يقف امام حلم "الدولة الكردية" ان كانت ترفع عن كاهلنا كل هذا العبء المالي والاقتصادي . وترضي اخوتنا الاكراد .
فأما دولة واحدة تكون فيها اربيل مثل البصرة والناصرية او دولة كردية جارة نتمنى لها الامن والسلام والرخاء ولكن من خيراتها وليس من خيرات الاخرين .
فأما عيش بمعروف او تسريح بأحسان ..