طبيب هندي يفر من الناصرية-عقيل عبد الجواد

Tue, 20 Sep 2011 الساعة : 11:40

اصيبت والدتي بهشاشة العظام ولم تفلح كل العلاجات والنصائح والتشخيصات في شفائها او وقف تدهور المرض على الأقل .
ثم سمعنا بمجيء طبيب هندي اختصاص عظام يدعى ( اوبرا ) بمبادرة من مستشفى الامل الاهلي فذهبت اليه وطلب ان تجري تحليلين لم يسبق ان طلبهما أي طبيب محلي راجعته سابقا ً , احدهما تحليل [dexa ] للعظم والآخر تحليل للدم لكي يعرف نسبة ( ( B12ونسبة فيتامين (D ) حيث افترض ان نقصهما ادى الى ظهور هذه الاورام .
وهي مقاربة ذكية لم يقم بها أي طبيب آخر سبق وراجعناه لربما لعدم اهتمامهم بمعرفة سبب المرض قدر اهتمامهم ان يستمر المريض على مرضه ليراجعهم اكثر من مرة , على طريقة البلدية بالرفض العنيد لأجراء تخطيط اساس للمدينة فكل إنشاء فيها يتم ليس بمحله وعموما ً فأن أنشاء الشيء اكثر من مرة افضل من القيام به لمرة واحدة وللأبد .
لم يتم العثور على فحص الدم حتى بالبصرة في حين عثرنا على تحليل ( dexa ) في مستشفى بن البيطار الأهلي .
ولو كنت مسؤول في مديرية الصحة لأحسست بالخجل الشديد من ان ابناء محافظتي يسافرون الى محافظة اخرى لأجراء تحليل وكأننا لسنا من ابناء 2011 بل لا زلنا نعيش ايام الستينات والخمسينات والكلام ذاته موجه الى صحة البصرة .
وعدنا بما متوفر من التحليلات لنفاجأ ان الطبيب قد غادر المستشفى بعد ان تذكر البعض ان وجوده غير قانوني ولذا وللخشية على صحة المواطنين فعليه ان يغادر . فتوقف عن رؤية المراجعين , تحرينا عن مكانه وزرناه بمخبئه السري لنطلعه على النتائج وقد غادر مقره السري بعد يومين عائدا ً الى اربيل .
وكان العذر لطرده أن وجوده غير قانوني !! لكنه كان قد استحصل الموافقات الأولية من مديرية الصحة كما انه مارس عمله تحت أشراف طبيب عراقي وهو ما يعني توفر الشرط الثاني .
لكن كلها كانت أسباب معلنة اما الحقيقية فهو ان البعض قد راعهم عدد المراجعين الكبير الذي جاءه ومهارته في اختصاصه فخشوا ان نجاح تجربته يعني قدوم أطباء آخرين وبأصناف شتى وبالتالي ينفتح باب يصعب اغلاقه وهو خسرانهم لمراجعينهم إذ ان المهم ليس ان يخلص العراقي من مرضه بل ان يتم إفراغ جيوبه قبلها فهو الأهم حتى من صحته .

ما يؤلم ان الطبيب العراقي _ الذي غزت عبقريته العالم وأطبقت شهرته الآفاق حتى ان النظام الصحي لدى واحدة من افضل الدول المتقدمة بالعالم –بريطانيا – مرفوع على أكتافه من خلال آلاف من الأطباء العراقيين البريطانيين يعملون فيه -
هذه العبقرية والعلمية والمهارة تراجعت لدى البعض من أطباءنا فتراخوا وأصبحوا غارقين بمراجعين بسطاء على (گد ايدهم ) .
مراجعين تنطق كل جارحة من جوارحهم حين ذهابهم لطبيب ( التبربش أولا العمى ) .
وبدل من ان يُرحب بالمنافسة كوسيلة لتطوير قابلياته... نرى هذا البعض يحلمون بغلق الابواب امام المنافسة في عالم يصغر يوم بعد آخر وهم يعلمون باستحالة ذلك لكنهم يريدون تأخير حصوله الى ابعد فترة ممكنة .
فإلى متى يدفع أبناء المحافظة الثمن ...!!
في كل العالم القطاع الخاص سبّاق الى تطوير نفسه وخلق المغريات إلا لدينا فأصحاب العيادات – البعض منهم - يحاولون ان يغلقوا الابواب والشبابيك ..ولا هما راحمين ومقدمين خدمة جيدة للناس تستحق الذكر ولا هما مخلين رحمة الله تنزل عالناس ويتنفسون عليهم ان يسمحوا بعرضهم على أطباء ماهرين .
ان حياة الانسان وألمه لا يفترض ان تكون خاضعة للمزاج ولمن يريد ان يبقى الحال على ما هو عليه فصحة الانسان شيء عزيز يجب ان يعمل له الف حساب بل ان تتخذ التدابير من اجل تلافي تدهورها من الأساس .

[email protected]

 

Share |