بابا الفتيكان بين المثالية المسيحية وغطرسة الغرب/عصام الطائي
Thu, 19 Mar 2015 الساعة : 0:24

مشكلة الفكر المسيحي بشتى مذاهبه غالبا يحلق في اجواء المثاليات مما يؤدي الى تعامل مثالي مع الواقع ومما يؤدي بالتالي الى عدم الانسجام مع الواقع مما يزيد ويكرس المشاكل والازمات لان التعامل وفق مبدأ المحبة والتسامح لا يمكن ان يعالج بعض المشاكل والازمات التي تحتاج الى حزم وقوة وارادة فاعلة فالتعامل وفق مبدأ المحبة والتسامح والتعامل معه بصورة مبالغ فيها يجعل الظلم يتمادى ويزداد فاعليته في المجتمعات الانسانية فالتركيز على لغة المحبة كما هو سائدا في الفكر المسيحي هو عملية تبسيط للقضايا وتصور ساذج في التعامل مع الاحداث والقضايا والوقائع بالاخص القضايا التي تتعلق بالانفس والاعراض والاموال وهذا عكس الاتجاه الاسلامي لا الاتجاه الذي يمثله التطرف فان اتجاه التطرف يمثل الصورة السلبية التي ازادت فاعليتها في الفترة الاخيرة ولا يمكن ان يكون التعبير الصحيح عن تصورات ومفاهيم وافكار الاسلام باي حال من الاحوال.
وان اختزال الحياة بفكرة المحبة والتسامح لا يمكن الاقتناع به مع مافيات عالمية وقوى تستخدم شتى اساليب الخداع والنفاق العالمي فالغطرسة الغربية التي تمثل الاتجاه المادي للحضارة الغربية والتي سببت المظالم الكثيرة بحق كثير من شعوب الارض لا يمكن مجابهتها بلغة المحبة والتسامح لان الغرب يفهم لغة المصالح الذاتية والانانية فقط ويتعامل بكل سياسيته على اساس المصالح الذاتية لذلك كان المطلوب من بابا الفاتيكان وغيره اعادة الحسابات في هذه اللغة الساذجة التي تزيد من المظالم فهل يعقل ان طائرات التحالف ترى الاعتداء على الناس يقابله سكوت مطبق من التحالف الدولي بان لا يحق للطيار باي حال من الاحوال بضرب هدف هو يراه بل ما يراه الغرب وبالاخص امريكا اليس هذا الا تعبيرا عن النفاق الغربي الذي كان على البابا وامثاله ان يتحرك ضده ويرى الالاف من المسيحيين تلاقي العذاب من داعش وغير داعش الا كان الاجدر بالبابا وامثاله ان يحرك الجماهير في الغرب لقول كلمة الحق امام ظلم ظاهر للعيان ويدفع الغرب للتحرك بفاعليه وصدق لمحاربة داعش علما ان الغرب وبالاخص امريكا لا تريد القضاء على داعش بل تحييده واضعافه وهذا افضل دليل على نفاق الغرب .
ان ما يقترفه الاتجاه التكفيري من مظالم بحق الناس وما تطرحه الرموز المسيحية محاولة منها تبسيط قضايا الحياة بلغة المحبة والتسامح لاناس ليس في نفوسهم اي رحمة وشفقة وهو تعبير اخر على تقبل الظلم فهذه الطفله المسيحية التي ظهرت عبر الانترنت تتكلم بلغة المحبة والتسامح حتى مع القتلة وان كان مثل المحبة والتسامح ضرورية في حياتنا الا مع امثال هكذا فكر تكفيري لا يمكن ان يفهم لغة المحبة والتسامح لان لغة المحبة والتسامح هي صفة العظماء في التاريخ الذين كانو يعفون عند المقدرة اما الاتجاه التكفيري فلغته الانتقام عند المقدرة وهي لغة الضعفاء ولغة الجبناء ولغة الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا الا انهم كما وصفهم القران بتعبيرات مختلفة منها المفسدون والمفسدون في الارض وغيرها من التعابير القرانية فلا يمكن لتصرفات السلوك التكفيري الذي تمثله القاعدة وداعش وغيرها من المسميات مصداقا حقيقيا لما يتبناه الاسلام من افكار وتصورات واراء.
وان اكبر نكسة تعرض لها المسلمون بعد الحروب الصليبية هي ظاهرة انتشار دائرة الفكر التكفيري في الساحة العربية والاسلامية مما سبب الاساءة البالغة للمسلمين وللاسلام على حد سواء حيث اظهر الغرب المسلمين والاسلام بصورة تظهر لاي انسان على وجه الارض بان المسلم والاسلام يعني الارهاب ولكن في المقابل كان افضل فترة يمكن لاي انسان الاطلاع على افكار وتصورات ومفاهيم الاسلام وان الغرب يحاول زيادة التناقضات في الساحة العربية والاسلامية ومن واجب كل مسلم مخلص ان يعمل لازالة كل تناقض في الساحة العربية والاسلامية من خلال تحجيم الفكر السلفي بشتى الوسائل ومجابهة مؤامرات الغرب فان كلاهما يشترك في خلق وزيادة التناقضات في الساحة العربية والاسلامية.
عصام الطائي