فزاعة الجماعات الإرهابية ونهب أموال الدول النفطية!/د.الفائزي

Thu, 19 Mar 2015 الساعة : 0:07

لا يعارض الكثيرون في المنطقة والعالم ضرورة التصدي للجماعات الإرهابية او حتى تلك الجماعات المتطرفة او التي تتخذ من الدين وسيلة لتحقيق مخططاتها السياسية والنفعية الدنيئة.

نحن باعتبارنا ندافع دوما عن الأفكار والقرارات التي تصب لمصلحة إقامة مجتمعات مدنية في المنطقة والعالم ولا نؤيد بتاتا أي نظام او حكومة تختبئ وراء الدين او القومية او حتى الطائفية لان جميع الدول فيها أقوام وطوائف وديان مختلفة ولا يجوز حكم طائفة دينية او مذهبية او قومية على سائر الطوائف الأخرى الا من خلال إيجاد مجتمع مدني وإنصاف سياسي وحكومة متعددة الأطياف والحكم بمتطلبات وضروريات إنسانية قبل الأصول الوطنية والشرائع الدينية.

ولا نؤيد بتاتا الانقلابات العسكرية مهما كانت أهدافها لان العسكريين بطبيعة ذاتهم وأخلاقهم ونواياهم يعتمدون على الإرهاب والقمع وتخويف الآخرين لفرض سيطرتهم وخير دليل على ذلك مدى فداحة الجرائم والأخطاء التي ارتكبها قادة الانقلابات العسكرية التي شهدناها في العقود الماضية في المنطقة والعالم وجميع هؤلاء اوجدوا أنظمة دكتاتورية وحكومات مستبدة كانت الأسوأ في تاريخ البشرية حتى الان.

ما حدث في مصر من انقلاب عسكري بواسطة عبد الفتاح السيسي خير نموذج على قولنا هذا بالرغم من اننا لم ولن نؤيد حكومات تختبئ وراء الدين مثل الإخوان وغيرهم من أنظمة لا مستقبل لها سوى تكفير الآخرين والاستبداد ونهب المال العام باسم الدين بهدف تشويهه والإساءة للشرائع السماوية أكثر من الكفار والمشركين!

من ابرز أسلحة الأنظمة العسكرية وكذلك المستغلة للدين الاختباء دوما وراء تهويل الأعداء الوهميين وتضخيم قدرة الجماعات الإرهابية او الدول الأخرى بهدف اصطناع عدو دائم للتغطية على فشل تلك الأنظمة او سحب أموال دول اخرى تخشى تلك الجماعات المتطرفة على الأخص!

نظام السيسي او ما يطلقون على أنفسهم بالجنرالات في مصر خطط بدقة متناهية لشفط مليارات دولار من أموال الدول النفطية والدول التي تخشى الجماعات المتطرفة او حتى تلك لدول التي تنوي محاربة الإسلام بشكل غير مباشر أي بواسطة أنظمة المنطقة ،وما الأفضل من الأنظمة العسكرية في هذه الظروف؟!

نتساءل ونبحث عن أجوبة واقعية دون تهويل وأكاذيب إعلامية

كيف تحولت سيناء ومدن في مصر فجأة الى مناطق لنشط جماعات إرهابية ومزرعة للعناصر المتطرفة دون أي رادع امني وعسكري من نظام مثل النظام المصري الذي 90% من مواطنيه وموظفيه يعملون كمخبرين ومرشدين للنظام والأجهزة الأمنية من بياع الفول الى شرطي المرور وجامعي الزبالة!، وشهدت معظم مدن مصر تفجيرات وعمليات اغتيالات واسعة لعناصر الجيش فقط اقصد الجنود العاديين ومقتل العشرات بل في الإعلام المصري المئات منهم قبل عدة أسابيع من انعقاد اكبر ملتقى اقتصادي في مصر لجمع المساعدات والمنح المالية لنظام السيسي بالمليارات؟!

ياترى لماذا وصف النظام المصري حركة حماس وسرايا القدس وغيرها من الجماعات التي تعتبر من وجهة الكثير من شعوب المنطقة انها تقاتل إسرائيل على الأقل، بالجماعات الإرهابية وتصنيفها انها تهدد امن مصر وسائر الدول العربية والغرب أيضا!.والثمن الذي حصل عليه نظام السيسي وراء ذلك خاصة وان إسرائيل قطعا لا تدفع إزاء مثل هذه المواقف بل أحالت كعادتها دفع الأموال لدول نفطية وعلى رأسها السعودية التي كانت كريمة جدا مع نظام السيسي في هذا المجال ، وكل يوم نسمع عن 3 و 5 و10 و 20 مليار دولار هبة من هذه الدول الى نظام الجنرالات الذين من السخرية كانوا يرددون على تلك الدول دوما هذه العبارة التهديدية: هاتوا المزيد من الفلوس، والا فان الإخوان سيقطعون الرؤوس!.
 أعطونا الدولار بدل الجنيه   وإلا الإرهاب يسوّد عيشتك يا بيه!

ومن المستغرب ان تشهد دول عربية نفطية وغير نفطية ما سمي بنهوض ونشاط الخلايا النائمة للجماعات الإسلامية لاسيما الإخوان فجأة ودون سابق إنذار في تلك الدول في فترة قبل انعقاد الملتقى الاقتصادي الدولي في مصر؟ هل هي مصادفة ام مخطط ومؤامرة من الطرفين (الإخوان والجنرالات في مصر) لشفط المزيد من أموال تلك الدول وتخويفها بفزاعة الجماعات الإرهابية، اقصد ما تسمى الدينية؟

أليس مستغربا ان يقف الازهر المصري وغيره من مشايخ الدين الرسميين ووعاظ الجنرالات والأنظمة المستبدة الى جانب الغرب والأبواق الإعلامية المأجورة بتشويه سمعة المقاتلين الذين يجاهدون بالأنفس والمال  لمواجهة الجماعات الإرهابية الحقيقة مثل داعش في العراق وسوريا، ثم يكشف السياسي المصري محمد البرادعي عن 3 مليارات دولار (لاشيء يعتبر هذا الرقم) منحة سرية من دول نفطية الى بعض شيوخ الأزهر المنحطين أخلاقيا ودينيا وبائعي دينهم لصالح ديناهم للإدلاء بتصريحات تافهة واتخاذ موقف مخزية لصالح الجنرالات في مصر وأنظمة النفط المستبدة!؟

ياترى كيف تعاظم الإرهاب في مصر بشكل فجائي في فترة قبل انعقاد الملتقى الاقتصادي الدولي في شرم الشيخ وقتل العشرات او المئات من الجنود الأبرياء في سيناء ومدن مصرية (مع شكنا الأكيد من ان افلام القتل والإرهاب المزعومة أعدت وصوّرت مسبقا في استوديوهات مصر او هوليود) لتخويف الدول المانحة بعظمة ونشاط وخطر الجماعات الإرهابية التي تخطط لاحتلال الجيرة العربية واكتساح أوروبا والوصول الى الأمريكتين واستراليا بعددها الذي لا يتخطى مئة مقاتل واخطر أسلحتها الكلاكنشوف!

يا ترى لماذا لم يتمكن الإرهابيون المزعومون في مصر إطلاق ولا طلقة واحدة ولا القيام بقتل أي جندي  ولا تفجير حتى العاب نارية خلال فترة انعقاد الملتقى الاقتصادي الدولي خاصة وان هذا الملتقى عقد في شرم الشيخ الذي لا يبعد سوى أمتار عن منطقة نشاط ما يسمون بالإرهابيين في مصر !؟

اليوم وبعد شفط نظام الجنرالات في مصر على 60 او 100 مليار دولار جيوب الدول المانحة (وهي أموال كانت تستحقها شعوب أخرى) والسيسي يعلن انه بحاجة الى 300 مليار دولار على الأقل لمقاتلة المئة إرهابي في شبه جزيرة سيناء، يا ترى هل يتم إسدال الستار على مسرحية التهويل بالجماعات الإرهابية ام ان عمليات الشفط من الدول الأخرى سوف تستمر بواسطة أنظمة الجنرالات الدكتاتورية التي وعدت الدول المانحة في الواقع بزيادة هائلة في إنتاج الأفلام المصرية الهابطة وزيادة عدد الراقصات المصريات من نصف الشعب الى 90% منه لتعظيم نشوة الخليجيين الخمارين في ملاهي مصر الليلية وجعل الشعب المصري أكثر الشعوب لتعاطي المخدرات، والاهم من هذا وذلك السجود هذه المرة لشيوخ الدول النفطية بدلا من الركوع إمامهم وتبويس شروجهم وقضبانهم بدلا من الأيادي واللحى!

مهزلة لا بعدها مهزلة من جانب الجميع لاسيما الدول المانحة والنفطية

لعن الله كل أحمق وغبي وأخزى كل منافق ومخادع للرأي العام والأمة الواحدة!، في الدنيا قبل الآخرة

ان الخطر الأساسي هو الذي يهددكم الآن من جانب تنظيم داعش لا سواه.

لقد كان من الأجدى بكم ان تقدموا ولو عشر ما قدمتموه لنظام البوق العسكري عبد النفاخ السيسي (نظام محدش يأدر مواجهتنا .. في النفاق والشفط طبعا !) للقوات والمجاهدين الذين يقاتلون داعش على ارض العراق (والذين حرموا حتى من الغطاء الجوي للتحالف) لان داعش لو انتصر في العراق لا سامح الله فانه سيغزوا اول ما يغزوا الدول العربية النفطية وسيسقط أنظمتها غير القويمة خلال ساعات فقط.

فهل حقا تخشون غزوا مثلا من شبه سيناء لدولكم ؟، وهل ان حفنة من المقاتلين والإرهابيين حسب وصفكم من بدو صحراء سيناء هي الخطر الأساس على أنظمتكم وتهدد أوروبا والعالم وقادرة على إسقاطكم، ام ان الجنرالات كما خدعوكم دوما خدعوكم الان وصوروا لكم ان العدو الواقعي والخطير هم بدو سيناء وليس داعش الذي سيقف على أبوابكم قريبا في حالة تخليكم عن دعم أبناء العراق الذين قاتلوا ويقاتلون دفاعا عنكم ليس الان فحسب بل في حقب تاريخية مضت.

خلاصة القول ان سقط العراق سقطتم وان سقط السيسي وأمثاله فلا يصيبكم ضرا بتاتا!، فهل من متعقل يسمعننا ؟ .

*********
بقلم:د.الفائزي
مالمو السويد

Share |