الجيش الشعبي أم الحشد الشعبي/جمال حسين مسلم
Wed, 18 Mar 2015 الساعة : 23:56

كلمات قليلة تسطر وصف تجربتين شهدت عليهما في دار الفناء هذه , أولهما تجربة الجيش الشعبي ,وهي مليشيات مسلحة , كانت تمثل واحدة من الخطوط الأمنية التي شكلها النظام العفلقي السابق لحماية نفسه وتدمير الأخرين في الوقت نفسه ... وهي عدة خطوط مرتبطة جميعا بشخص واحد لاغير.. ولكنها لاتتقاطع مع بعضها ولا تعرف بعضها , جزء من مخططات الرعب التي عاشها الشعب العراقي في معتقله الاظلم من 1963-2003 , وكان من المقرر لما سُميه بالجيش الشعبي انْ يؤدي مجموعة مهام داخلية في العراق ويتحرك في كثير من الأحيان لمساندة القطعات العسكرية المقاتلة في الحرب العراقية - الايرا نية... والحقيقة ان فكرة الجيش الشعبي تقوم على أسر عدد من المدنين العراقيين للمشاركة في الأعمال العسكرية آنذاك , ايمانا منهم بالدفاع عن الحزب وافكاره وقيادته...هذا ما يسطر من الكذب والبهتان في الجرائد والكتب الحزبية والندوات ...والحقيقة الكاملة والتي يعرفها القاصي والداني وفرعون واتباعه كلهم اجمعين , والتي لاشك فيها ,ان جموع الناس الذاهبة في صفوف الجيش الشعبي ,كانت تؤخذ بالقوة والقهر وتحت التهديد , مماحدى بكثير من النالس إلى الهروب بحثا عن ملاذ امن إلى حين انتهاء مرحلة الانذار في الشارع وذهاب الناس الى ساحات التدريب العسكري ,و في كثير من الاحيان كان المسؤولون في الدولة يتحينون الفرص ببعض العوائل لكي يرسلوا الرجال كمتطوعين في الجيش الشعبي, ويستفردون بعوائلهم لتحقيق كثير من الاغراض الدنيئة اللااخلاقية , من الجانب الأخر كانت قطعات الجيش الشعبي في المعركة تمثل اجبن القطعات العسكرية وتمثل نقاط الضعف العسكرية الكاملة في الجبهة ,وفي كثير من المواقع كانت تقع في الأسر مثل الخرفان , ولكنهم حين يعودون إلى شوارع بغداد , ينتحلون حلة جديدة تقوم على الاستهتار واعتقال ومراقبة الناس , وكأنهم اسود على المواطن العادي ... تجربة عسكرية فاشلة بمعنى الكلمة ... مقوماتها القهر والاسبتداد والغطرسة ؛ ذهب ضحيتها كثير من ابناء الشعب العراقي ولاسيما ممن يجبرون على هذه التجربة المريرة من أصحاب الامراض المزمنة وكبار السن وفي بعض الأحيان فاقدي العقل أيضا كبديل عددي جاهز ..
أما اليوم فالتاريخ يسجل بحروف من نور وذهب لمجاميع الحشد الشعبي من كل طوائف العراق , ولاسيما من ابناء الجنوب وبعض القبائل العربية في غرب العراق وشماله واخوتنا المسيحين على قلتهم ...هؤلاء الرجال الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة للدفاع عن العراق وأرضه وشعبه وتاريخه والوقوف في وجه أقسى موجة سوداء دموية ,حين ألقى الله كلمته على صدر سماحة الامام الاعظم والازهر السيد علي السيستاني .. تصدوا بكل بسالة لمجاميع تنتهج القتل والذبح وسفك الدماء وزهق الأرواح الطاهرة المطهرة ,اندفع هؤلاء الشجعان الى سوح القتل دون مطاردة أو اكراه حزبي ..وفي غضون أيام وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من مليون متطوع فلم تستوعبهم ساحات التدريب العسكري ..يقاتلون الأوغاد وما قتالهم الا للدفاع عن الحق وأهله واعلاء راية الله اكبر الحقيقية ....وها هي الأيام والأشهر تمر كمر السحاب ,وتتوالى علينا أخبار الانتصارات من سوح القتال , تسخر من مجالس الخبراء الغرب وتقض مضاجع العسكري الغربي , وصارت دلالات النصر الحسية والمادية تشع نورا في قلوب الناس ؛ حتى تسابقوا للشهادة وتنافسوا عليها ؛ وولى عدوهم مدحورا ومهزوما ,ذليلا ,في آمرلي والضلوعية وجرف الصخر وتكريت وبيجي والعلم... فها هو الفرق بين التجربتين لا يحتاج إلى دليل أو برهان ولكننا بحاجة إلى التوثيق ؛ لكي لاننسى ولا تنسى الأجيال من بعدنا .
جمال حسين مسلم


