القلق والجريمة هو سوء تنظيم التصرف .../سيد صباح بهبهاني
Wed, 18 Mar 2015 الساعة : 10:14

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ الرعد/ 28.29 .
أن مشكلة الإنسان ومحنة في عالمنا اليوم ..هو القلق وسوء تنظيم التصرف أصبح من الأخطار التي تحرم الفرد والجماعة من نيل السعادة !..
القلق الذي يؤرق يكون سبب حرمان الشخص النوم .. والقلق الذي يربك التفكير فلا يستطيع الشخص تنظيم أفكاره أو التصرف بحكمة وانضباط . وهذا القلق الذي يعيش سهم في أعماق الوجدان يمزق العمق ..فلا يشعر الفرد بالراحة والاستقرار .. ويشد العصب فيترك الإنسان متشائما متوتراً يثور لأتفه الأسباب ..وهنا يعيش مرارة الحياة وينغص عيشه .. فلا يسرّه سرور .. ولا يحلو له حلو الطعام أو الشراب أو بهجة الحياة .
وهذا القلق الناجم لا يكتفي بكونه مرضاً نفسياً يذهب بالصحة النفسية .. بل يتحول إلى مرض عضوي يربك أجهزة الجسم وأعضاء البدن . والقلق نفسه مشكلة أستعص على الطب المادي والحضارة المادية اليوم ولا سيما الإحصاءات الطبية المسجلة والمعلنة تسجل رقما مرعباً وأن 73% من الأمراض الجسدية سببها الأمراض النفسية الناتجة معظمها من القلق . وعلى الرشيد أن يعرف القلق .. وكيف ينشأ ؟ وما هي أعراضه ؟ ولماذا .. وكيفية علاجه ؟ تلك الأسئلة واردة في دراسات علماء النفس .. وفي ضوء المعالجة بفكر وروح العقيدة والتشريع الإلهي..ومحاولة التغلب عليه . ويقول الدكتور أحمد عزت راجح في أصول علم النفس / ص 576 الطبعة الثامنة ..أن القلق هو مرض نفسي .. وهذا المرض عبارة عن حالة إنذار للتهيؤ للخطر المحتمل بعد أن تعرض الإنسان لحالة خوف سابقة .. فهو كما عرف : (( انفعال مركّب من الخوف .. وتوقع الشر والخطر والعقاب )) . ويقول الدكتور محمد عثمان نجاتي / مقدمة كتاب الكف والعرض والقلق لفرويد / ص13 . كما عرف به (( حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يتملك الإنسان ويسبب له كثيراً من الكدر والضيق والألم )) . وهذه التوقعات والمخاوف هو رد فعل الجسم الفسيولوجي .. لذا تظهر آثاره الفسيولوجية على الجسم ويتحول إلى أمراض جسدية مثل أمراض الجهاز الهضمي .. وأمراض الحساسية والصداع والشعور بالإعياء واضطراب ضغط الدم وتغير نسبة السكر في نسبة الحال اليومية ومخاطرها ونسبة الشكر على مدى الوقت الطويل وتشنجات القلب وحالاته العصيبة وعدم تنظيم الشهيق والزفير ....الخ . ولهذا السبب يقرر علماء النفس أن الخوف هي المادة الأساسية لفقدان الصحة وعبئ الجسد والتوتر النفسي وكما يقررون أن في كل نفس خوفاً .. لذا فانّ في كل كائن حي قلقاً .. ولكن بدرجات متفاوتة كما يقول علماء النفس منه الخوف البسيط دون التأثير على الصحة النفسية ودون أن يتحول إلى خطر في الجسم ..ومنه ما هو معقد وخطر في حجمه وعمقه ونسبة تغلغله في نفس المصاب .. لذا فهو يترك قلقا خطيراً وهذه الحالة الحالات تكون في النفس العذاب والشقاء والقلق كما عرفناه هو ردّ فعل نفسي وجسمي على الشعور بالخطر والخوف وعلما هو موقف دفاعي لا شعوري ضد الخوف و الخطر المتوقع لحدوث خوف مجهول ... خوف لا يجد التعبير عن نفس المصاب مجالا للتخلص منه ..لذا يبقى مكبوتاً وتظهر علامات نفسية غير مرضية و تخل في توازنه واستقراه الشخصي . ويقول الدكتور محمد عثمان في مقدمته للقلق الموضعي /الكف والعرض والقلق /ص14 .
1 ـ (( وهو خوف من خطر خارجي معروف ..كالخوف من حيوان مفترس .. أو من الحريق .. أو من الغرق .. وهذا النوع من الخوف أمر مفهوم ومعقول .. فالإنسان عادة ما يخاف من الأخطار الخارجية التي تهدد حياته )).
2 ـ يقول الدكتور محمد عثمان في القلق العصاب : (( وهو خوف غامض غير مفهوم ..ولا يستطيع الشخص الذي يشعر به أن يعرف سببه)). وهذا اللون من القلق هو خوف مثير يتصوره الإنسان المصاب في أي لحظة .. وعرفنا ما هو القلق وأنواعه .. ويجب إذن نعرف لماذا .. القلق أصلاً ؟
المحللون النفسيون وعلماءه يتناولون في تحليلاتهم حالة القلق المرضية بالدراسة والتحليل لعدة أسباب ومنها :
1ـ الخوف المجهول 2 ـ الشعور بالكراهية والعدوان ضدّ الآخرين 3 ـ الشعور بالعجز عن مواجهة المثيرات 4 ـ الشعور بالعجز عن إشباع الحاجة 5 ـ الخوف القضاء بالحكم والعقاب ...الخ .
وهذه أبرز الأسباب التي تولد القلق في النفس .. ويجعل الإنسان متوتر قلق متشائما متردد يسيطر عليه خوف غامض يترقب حدوث المكروه كما وصفه القرآن بقوله : ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ ﴾ المنافقون / 4 . والعلاج من هذه المخاوف هو الأيمان وهو القادر لحل عقدة الخوف وسدّ المنافذ التي ينشئ منها. وكيف ينشأ هذا لقلق إطلاقا .. و قبل أن ندخل في صلب الموضوع أوضح رأي علماء النفس في قوى الجهاز النفسي .. وعمل كل قوة منها . فعلماء النفس يقسمون الجهاز النفسي إلى ثلاثة أقسام .. وكل قسم لهو وظيفته ..الأقسام هي :
أ ـ العقل الباطن ويسميه علماء النفس ( اللاشعوري) . ب ـ ( العقل الواعي ) . ت ـ (الضمير ) وهذا التقسيم يطابق مع تحليل الفلاسفة وعلماء النفس والأخلاق الإسلاميين فهم يرون أن الكيان النفسي للإنسان يتكون من أ ـ الغريزة : وهي المنطقة التي يطلق عليها علماء النفس غير الإسلاميين اسم ( الهو ) alhw
ب ـ العقل : وهي المنطقة التي يطلق عليها علماء النفس غير الإسلاميين ( الأنا ). Alina
وهو العقل الذي يوجه السلوك بما يستوعب من الإدراك .. الذاكرة .. التخيل والوهم ...الخ .
ت ـ النفس اللوامة : وهي المنطقة التي يطلق عليها اسم الضمير وهي تمثل دور الرقيب والذي يؤنب وصفها القرآن : ( وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) القيامة /2 .وهي تسمى (الأنا الأعلى) في عرف علماء النفس غير الإسلاميين وعند( الإسلاميين الضمير). وبعد أن عرفنا تكوين الجهاز وعرفنا القلق وهو المرض المدمر للإنسان ويجعل سعادته شقاء ونعيمه عذابا من الداخل النفسي والخارجية التي تنعكس على الآخرين أيضا .كما عرفناه في التوضيح .أ.ت .
وهذه المخاطر المتوقعة مرة تكون خطر أدبيا .. إساءة السمعة .. ومخالفة .. العقيدة .. القانون أو الأعراف الأدبية المألوفة في المجتمع ..مادياً ..المرض ..العقاب ..سقوط الطائرة .. خوف التاجر والمستثمر من الخسارة المادية في حالة اضطراب الأسواق التجارية و فتورها لصغار التجار ...الخ .
وكما عرفنا أن القلق هو رد فعل نفسي وفسيولوجي على المخاطر التي تهدد الذات ويشعر بها العقل الواعي فيعمل على مواجهتها .والمطالب هنا وردود الأفعال تأتي من الغرائز أو الضمير فتتعارض مع مدركات العقل الواعي وقناعاتها التي يحاول أن يوفق بين مطالب الغريزة من جهة .. وبين مطلبيهما والعالم الخارجي من جهة أخرى.. وحين يحدث التعارض وعدم الانسجام بين القوى الثلاثة ومطالبها .. وعندها يعجز العقل عن تحقيق الوفاق والانسجام بينهما يحدث الشعور بالخطر فينتج القلق كظاهرة نفسية .إذن فالقلق نتيجة لاختلال وظائف الأجهزة النفسية الثلاثة وكيفية تصريف الطاقة الجسدية .. أو تحقيق الاستجابة للمطالب الغريزية كالطعام والجنس....الخ.. أو مطالب المجتمع والتوفيق بينهما جميعا..وعندها يعجز عن ذلك يتكون الخطر ويبدأ الشعور بالخطر ويعبر عن نفسه بالانفعال ..أو التوتر .
وهنا نستطيع أن نعرف حالة الشفاء بعد أن عرفنا حالة الشقاء التي يمر بها الإنسان القلق .
إن دراسة الفقه والأفكار والمفاهيم الإسلامية توضح لنا عناية الإسلام بالصحة النفسية والأخلاقية .. كما توضح عنايته بالصحة الجسدية .. وتنظيم المجتمع .. وتعبيد الناس لله سبحانه .. وكما قال تعالى : ﴿فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ الأنعام /48. ﴿فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا﴾ الجن/13 . ﴿وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ الأنعام /80 ـ 82. ﴿يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ﴾ المائدة / 16 . ﴿قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ طه / 46 . ﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ طه / 47 .﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ طه /124 .﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ الأنبياء / 107 . ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ غافر/7 . ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطعمهم مَّن جُوعٍ وآمنهم مَّن خَوفٍ ﴾ قريش /3 ـ 4. ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ طه / 118 ـ 119 . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ﴾ البقرة / 208 .
وإن أبرز ما عالجه التشريع والفكر الإسلامي ومبادئ التربية والأخلاق في الإسلام هي مشكلة الأمن الفردي والاجتماعي .. ومحاربة الخوف والقلق .. وتوفير الأمن والطمأنينة للإنسان بطرق مباشرة وغير مباشرة .. قرأنا تحليلية متأملة في محتوى الآيات الآنفة توصلنا إلى حقائق نفسية واجتماعية .. وهي أن القرآن قد وفّر للإنسان مستلزمات الأمن النفسي .. والحماية من الخوف والقلق . وبعد ما أتضح لنا .. أسباب القلق ومنشئه وتوصل علماء النفس وأطباء العلاج النفسي .. ولكي يتضح لنا منهاج الإسلام لتحقيق الأمن والطمأنينة ومعالجة الخوف والقلق وأبرز أسبابها هي : أ ـ الخوف الناشئ من مرحلة الطفولة نتيجة فقدان الحب والحنان ..فقدان احترام شخصية الطفل وسوء تعامل المحيطين به أو فقدان الوالدين ..ولا سيما الآم .. بالموت أو الطلاق أو غيابها عن البيت أو بسبب مثيرات طبيعية أو اجتماعية أخرى. وركز الفكر الإسلامي هذه المسألة وأولى عناية خاصة فدعا وحث الآباء علة احترام شخصية الطفل .. ومنحه الحب والحنان والعناية به .. وحذر من المعاملة القاسية والإساءة إليه .. واحتقار شخصيته ..لينشأ سويّ الشخصية .. بعيدا عن مشاعر الكراهية والشعور بالنقص والخوف من التسلط المثيرة للقلق . وقال خير الثقلين رسول الله أبو الزهراء محمدا صلى الله عليه وآله وأصحابه في هذا الصدد روي عنه : )) أحبوا الصبيان وارحموهم)) وري عنه أيضا : (( من قبل ولده كتب الله عز وجل له حسنة ، ومن فرحه فرّحه الله يوم القيامة)) . روي عن الإمام الصادق رضوان الله عليه وسلامه : (( الغلام يلعب سبع سنين ، ويتعلم الكتاب سبع سنين ، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين)). روي عنه رضوان الله عليه : (( دع أبنك يلعب سبع سنين ، ويؤدب سبع سنين ، والزمه نفسك سبع سنين ،فأن أفلح وإلا فلا خير قيه )). وأن هذه التربية والعناية بالطفل هي كما أفادت الدراسات النفسية من أسس الضمانات لحماية الطفل من الخوف والقلق الذي ينشأ في طفولته .. فيتطور في أحيان كثيرة .. ويلازمه كحالة مرضية في مستقبل حياته . وكما يحصن الحب والحنان النفس الإنسانية من الخوف والقلق .. فان اللعب في الطفولة له وظيفة نفسية هامة .. فهو عبارة عن عملية تفريغ حالة الخوف والقلق لتسلم النفس من الكبت .. فانّ مصادر الخوف في الطفولة عديدة تبدأ عن خوفه من فقد أمه ..أو انفصاله عنها عند الفطام ..أو حدوث مخاوف من الحيوانات والظواهر الطبيعية ..أومن القسوة عليه واحتقار شخصيّته ..الخ ..لذا حث الفكر الإسلامي علة فسح المجال أمام الطفل ليلعب ..فان لعب الطفل يعمل على تفريغ حالة الخوف وإنقاذ العقل الباطن لدى الطفل من الكبت والقلق الذي يظهر فيما بعد على شكل حالات مرضية. وألان قد عرفنا ما هو القلق وما هي أسبابه وكيفية علاجه .. وهكذا أحكم الإسلام نظام الأمن التربوي والوقاية من القلق والخوف .. ويجب علينا كأفراد هذا المجتمع أوصينا أيضا من باب مكارم الأخلاق العناية باليتيم .. لينشأ في ظل الحب والحنان .. بعيدا عن التشرد والشعور بقسوة الحياة عليه .. لينشأ سوي الشخصية ..بعيدا عن الإحساس بالقلق والخوف . قال تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى /9 . وكما نهى عن قهر اليتيم وتعريضه للكبت .. هاجم أولئك الذين يسيئون إليه بقوله : (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) الماعون / 2 . ووصايا الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه وأئمة أهل البيت رضوان الله عليهم في الحث على كفالة اليتيم والإحسان إليه مثل : روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه : (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ـ وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ـ )) . رواه الإمام البخاري وأبو داود والترمذي الترغيب / ج3 / ص346 . وري عنه صلى الله عليه وآله وأصحابه أيضا : (( كن لليتيم كالأب الرحيم ، واعلم أنك تزرع كذلك تحصد )) المتقي الهندي / كنز العمال / ح6008 . وروي عن الإمام علي كرم الله وجهه ورضوان الله عليه : (( الله الله في الأيتام فلا تغّبوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (( من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار)) الكليني /الفروع من الكافي ج7 /ص51 .
وهكذا يعالج الإيمان كارثة القلق ..ويوفر السعادة النفسية .. وأن كان ذي ذنب مع الله فليتب وعلما التوبة كفارة الذنوب ومصدر حب الله ونهاية لعذاب الضمير والقلق المتركز من ارتكاب المخالفة ولذا فتح الله سبحانه باب التوبة فقال : ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ البقرة / 222 . وقال تعالى : ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ الزمر / 53 . وهنا فقد عفا الله وغفر إنشاء الله لذا يعيش التائب راحة الضمير والسلامة من القلق المتأتي من الإحساس بالذنب .وهكذا يجب أن نكون مع الله إذا أردنا واليوم أن كثير من الإرهابيين هم مصابين بهذه المخاطر القذرة التي تحثهم للقتل والاغتصاب والقتل كما يفعلونه في أعمالهم اليوم وخصوصاً هم يلطمون بالإسلام لطمت ويصفون أنفسهم بالدولة الإسلامية داعش وغير والإسلام منهم برئ لأن الإسلام يبدأ بالسلام وينته بالسلام وحرم القتل والزنا والاغتصاب وبيع الحرائر وأن داعش هي عصابات هيئة للقتل والاغتصاب وهدم التراث الذي ينص القرآن الكريم في القرآن كما يقول : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن وَإِنْ كُنْت مِنْ قَبْله لَمِنَ الْغَافِلِينَ } سورة يوسف , ويعني هو يقص علينا ما حدث قبل ألف السنين ولهذا أن تراث العالم السبقنا يجب حفظ لنرى كيف كانوا وكيف نمت العمران في زمنها وكيف وصلوا أعلى في وقته واليوم تأتي حثلت إرهابية بدعم من بعض دول لها مآرب خاصة انتقامية ودول محورية تدعي السلطنة ونعيدها لبني عثمان على حد زعمهم وأقول لكل المواطنين لم يرهبوكم وأنت يداً واحدة أتحدو وتعاونوا وتآخوا سوف ترهبوهم وتعيدوا مجدكم بروح المحبة والحب وكسر شوكة الطائفيين والمنافقين الذين يضعون في صفوف الشعب الطائفية البغيضة ولهذا اتحدوا وتعاونوا وأدعم الجيش والحشد الشعبي تحت قيادة الدولة والعشائر أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدمكم ولا تنسوا أن حب الوطن من الأيمان وليتنافس المتنافسون لبناء الوطن ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي منها نصيباً وللمؤمنين والمؤمنات أيضاً نصيبا , وعلى بعض المقرضين من الأزهر الشريف أن يعيدوا النظر في كلامهم ويعتذروا للعراق ولا يعجلوا بوضع العوائق بدعم خليجي وسعودي كما فعل ناصر في الستينيات في اليمن وقتلوا الأبرياء من اليمنيين مقابل دولارات سعودية ولا تنسوا أن الحشد الشعبي هم يمثلوا كل القوى العراقية والمذاهب والأديان التي في العراق ولا فرق بين هذا وذاك المهم الدين لله والعراق الوطن لجميع العراقيين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
أخوكم المحب صباح بهبهاني


