قادة "مصر" و "شيوخ الأزهر".. مع مَنْ يدفَعُ بـ "العاجل"!! فتُلَبّى طَلَباتهُ؛! لا مَعَ مَنْ يعدها بـ "الآجل"! .. العراق مثلاً!؟ .. فكان موقف "شيخ الأزهر"!!؟/سامي عواد
Wed, 18 Mar 2015 الساعة : 9:51

مِصْرُ "أُمُّ الدُّنيا"! و"أم كامب ديفيد"!!؛ في أزمة سياسية واقتصادية ومن ثم اجتماعية خانقة تضعها على حافة الهاوية أو هي الآن على مستوى الحكم الحاضر على شفير تلك الهاوية فتح صندوق الصدقات في "شرم الشيخ", لانتشال الحكومة المصرية من التفكك والتشرذم والمجاعة تقودها إلى تهديد المنطقة المبطن بترديدها عبارات بائسة وهي "استقرار مصر؛ استقرار للمنطقة"! و "انهيار اقتصاد مصْر يؤثر في الوضع الاقتصادي والسياسي في المنطقة!!" وهنا المقصود بـ "المنطقة" هي دول الخليج وعلى رأسها حكام العائلة السعودية في بلاد الحجاز, تلك البلدان التي رغم أنها قد سلمت مفاتيح إماراتها ومشيخاتها إلى الغرب بشكل عام وأميركا بشكل خاص إلا أنها تحتاج إلى مَنْ يحميها ويحمي وجودها الهش وأن يكون قريبا منها وحاضراً حينما تتعرض كياناتها الهزيلة للخطر من تحرك شعوبها! للإطاحة بها بدلا من الأجانب! لشرعنة الدعم القومي الأخوي!! لأنظمتهم العميلة الفاسدة, فليس أمامهم غير "مصر" وحكوماتها! وكما كانت في السابق عندما تزعمت الجيوش العربية!! الهزيلة لمواجهة العراق وكبح اندفاعه للسيطرة على دويلات الخليج وبقيادة أميركا العليا لتلك الجيوش التي كان الجيش المصري أكثرها وفي مقدمتها.
واليوم فإن الحاجة ملحة أمام حكام الخليج إلى "مصر" وجيشها مرة أخرى لمواجهة التحديات الجديدة وهي الوضع في اليمن وكذلك الوضع في العراق وتنامي قوة ونفوذ ما يدعون بطائفة الشيعة التي تخشى من اتساع سيطرتها على الدول المجاورة! ودول الخليج وخاصة حكام عائلة آل سعود الوهابية أن تسود تلك القوى في المنطقة إضافة إلى نفوذ إيران أو وقوفها مع الشعوب الثائرة ضد الظلم والعمالة.
إن منح "مصْر" 12 مليار دولار لن يصرف لها أو يوضع تحت تصرفها لولا تعهدها بالوقوف إلى جانب تلك الدويلات الخليجية الهزيلة الخائفة! والتي تشتري أرواح أبناء مصر وسفك دمائهم في مواجهات خاسرة ومنهكة للجيش المصري ومستنزفة لطاقاته وإمكانياته التي تخشى منه "إسرائيل" للدفاع عن "مخانيث الخليج"؛ وربما سوف تساهم بمبلغ إضافي لدفع القيادة المصرية في مواجهات متعددة وفي مقدمتها الخطر القادم من "اليمن"!! تلك المساعدات التي سيدفع ثمنها الشعب المصري أبناءه في تلك الجبهات ولا تساعد – تلك القروض- كما يعتقد في انتشال الشعب المصري الفقير والجائع بل ستزيده فقراً وجوعاً وتزيد ثراء الأغنياء وتجار الحروب وسيضطر إلى أن يتواجد أبناءه من العمال والفلاحين في ساحات القتال والمواجهة التي لا تعني مصر؛ بدلا من ساحات المصانع وواحات المزارع!.
كانت البداية هي تحرك مشايخ الأزهر؛ وعاظ السلاطين بتصريحات مدفوعة الأجر! مبنية على أخبار كاذبة تبثها قنوات التحريض والفتنة وفبركة الأخبار؛ أو من صنع "شيخ الأزهر" نفسه فهو قادرٌ على الكذب والتلفيق وكلامه يصدق دون مراجعة أو تدقيق!! فكانت كذبة الاعتداء على أهل "تكريت"! من قبل ما سماهم بـ "مليشيات" شيعية! دون أن يعلم ما يدور في تلك المناطق وهو بعيدٌ عنها آلاف الكيلومترات! إلا أن استلام المنحة السعودية سوف لن تتم إلا بمهاجمة أبطال "الحشد الشعبي" في العراق في مواجهة الغزاة المعتدين القادمين من وراء الحدود؛ ويبدو أن "شيخ الأزهر" كان في غفوة وغفلة عما فعله ويفعله الدواعش في سوريا والعراق من قتل وذبح وحرق واحتلال لأرض العراق ولما اقترب النصر وخابت آمال الكثيرين "فز" شيخ الأزهر من نومه أو تم إيقاظه بالتلويح له بصك المليارات من الدولارات الأميركية ليظهر بأن مصر وقيادتها تقف مع أهل السنة وتشجب الاعتداء "الكاذب" عليهم؛ نعم إن قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الأخرى تقتل وتذبح وتحرق المعتدين وحواضنهم من البعثيين الصداميين والمتمردين الخونة في تلك المناطق التي لا علاقة لأهل السنة بهم؛ بل إن أهل السنة شبابها وشيوخها ورجال دينها الصادقون الوطنيون؛ يقاتلون جنبا إلى جنب مع إخوتهم من أهل الشيعة والكورد وغيرهم ويصرون على تحرير مناطقهم وأرض عراقهم من برابرة أردوغان وحثالة العربان وزبالة الأميركان والمشردين في أوروبا؛ هؤلاء هم الذين يتلقون ضربات قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي يا شيخ الأزهر.. نحن نعلم كم أنتم بؤساء وتعساء بواقعكم المزري والتابع للحكام في كل مكان وزمان!! ولا علاقة لكم بالإنسان والبلدان ولا الإسلام والأديان بقدر علاقتكم بالارتزاق والعيش على استغفال الناس واستغلال البسطاء والجهلة والمتخلفين من الشعب المصري الذي يسعى إلى إيجاد وسيلة تخلصه من الفقر والمرض والتخلف والاستجداء والتشرد في بلدان العالم طلبا للرزق ورغيف العيش! الذي احتكره الحكام ومرتزقتهم والأزهر وكسالته!! الذين وجدوا وسيلة جديدة للعيش المترف في إصدار تلك التصريحات التي تدر عليهم مليارات من الدولارات.. ضد مَنْ؟؟ ضد العراق الذي كان قد احتضن ثلاثة ملايين مصري وعائلاتهم ولو أن أكثرهم كانوا جواسيس لحساب "صدام حسين"!! إلا أنهم كانوا موضع احترام وتقدير الشعب العراقي, أما اليوم والعراق يمر بظروف استثنائية وقد استنزفت ميزانيته الحرب الدائرة مع الأوباش وقد يئست القيادة المصرية من مساعداته ولم يحصل شيوخ الأزهر بعد "كوبونات النفط"! انبرى بكل وقاحة ولؤم ودناءة شيخ الأزهر لينال من أبطال الحشد الشعبي ويصفهم بالمليشيات المعتدية على أهل السنة مما سهل حصولهم على الصدقات من دول الخليج وكانت البداية أن ذهب المقبور "عبد الله بن عبد العزيز" بطائرته الخاصة إلى مطار القاهرة وجاء "السيسي" نفسه إلى الطائرة وقبل رأس "عبد الله" وكان ثمن تلك القبلة مليار دولار مع التوسل بأن يحمي عائلته في الحجاز من التجاوز عليها والوقوف بمواجهة "الحوثيين" في اليمن والشيعة في العراق!!, من هنا نقول أن مصر تعمل بأجور "عاجلة" ولا ينفعها بالأجور "الآجلة" من العراق الذي "أعلن إفلاسه"!!؟ هكذا هم قادة من يسمى بـ "الأمة العربية" الخائبة!!؟


