ان الكثير من السياسيين الافاضل انخرطوا في السلك السياسي كمهنة للعيش والاسترزاق،من دون الالتفات ان هذه الوظيفة لا يتسلمها الا اهلها فهم خلفاء الله في ارضه،والرعاة للرعية،فلا بد للناس من امير كما يقول علي(ع)،وهذا ليس اجتهادا من كاتب هذا السطور وتخمينا ورجما بالغيب،وانما هو واقع ملموس نحسه ونعيشه في كل يوم.ان غياب الرؤية السياسية والهدفية في هذه الحياة وخصوصا لدى السياسيين هداهم الله ستكبد المجتمع خسارة كبرى وتجعل منه عجلة تراوح في مكانها وسيغيب عن انظارنا ركب الحضارة والانسانية فكيف باللحاق به؟!!
ان المناصب مرايا ثقال تظهر خفايا نفوس الرجال كما يقولون في الحكمة،والسياسة اما حق كلها او باطل كلها وليس فيها ما يحمل الوجهين معا،لذا فعلى الساسة الكرام ان يعرفوا في أي مكان هم الآن،وان يرفعوا لافتة الحق ويتركوا المجاملات والتغاضي عن فساد بعض السياسين،فهم مسؤولون اكثر من غيرهم في كشف زيف المزيفين وفساد الفاسدين،وان يعلنوا الحقيقة للملأ،فلا تقية في احقاق الحق وابطال الباطل مع وضوحهما!
ومما ينبغي ذكره في هذه السطور،هو ان ثقافة اللاثقافة وجدت لها مساحة واسعة في الساحة السياسية الغبراء، فبدلا من الوفاء بالعهود واحترام الناس نرى ان بعض الساسة لا يعير اهتماما للناس على الاطلاق وهو يحس بداخله انه متفضل على الناس وليس حاملا لهمومهم ومشاكلهم وهذا اصبح فكرا فاسد ومنحرفا في عقول بعض السياسيين الذين توهموا ان السياسة حرفة كبقية الحرف وليست رسالة من السماء،فلا ادري هل ان هناك من سياسيينا من هو ليس بمسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟