ماقيمة الوطن يا بيداء بدونك - غزوان الغزي

Tue, 20 Sep 2011 الساعة : 10:43

بيداء طفله في ربيعها العاشر سرقت طفولتها على أعتاب الوطن...... الوطن عبارة عن خارطة لا يختلف رسمه عن الشاجور(مخزن عتاد البندقية) كثيراً لذلك يهوى الحروب ويجنح لها حتى وأن اضطره الأمر إلى أن يحارب نفسه بنفسه . انتماء بيداء إلى وطنها الشاجوري جلب لها الكثير من الويلات ..... ولدت بيداء حينما كانت النفايات وروائحها المجرثمه سيد الموقف وحاكم الوطن ..... الوطن مليء بالنفايات الحاكمة ....... حاكم الوطن لا يأبه للفقراء ولا يقدر حياتهم النفايات تملأ المنطقة دخان المزابل ملأ رئتيها الصغيرتين قدرها المشئوم وحظها العاثر أن ولدت في عصر لم يكتفي رعاته بسرقة حصتها من وطنها الشاجوري وإهمالها بل ساهموا في قتل طفولتها البريئة ......... جمال بيداء وحرفية الخالق في رسم معالم وجهها الجميلة وعيناها الواسعتان اللتان يوزعان الأمن رغم قلقها لم يوقفا النفايات من ممارسة سياستها البغيضة ............الوطن الذي تنتمي إليه بيداء احتل ولكن لا يأخذكم الكلام بعيدا فأنا لا أكتب عن السياسة ولا أجيد التحدث عن الحمقى بل أتكلم عن وطنها الصغير قريتها والتي تقع شرقي مدينة الشطرة اسمها قرية أل ثجيل اختيرت بأن تكون مقلعاً لطمر نفايات البلدية الغير صحي ..... سيارات النفايات التي تدخل الطمر أو قريتهم على حد سواء يومياً تفوق أعداد نوام الشعب ووزراءه مجتمعين تراكم النفايات وكثرتها دفع القائمون عليها إلى أن يشغلوا عقولهم الجهنمية ويستخدموا فكرهم الإسلامي النير فقاموا بحرق النفايات بشكل يومي من اجل تهيئة مكان ليومهم الثاني فكانت بيداء وصديقاتها البريئات يعجزن من رؤية إحداهن للأخرى بسبب عتمة النهار المدخّن ناهيك عن الروائح الكريهة والبعوض والذباب ....الوطن مسرح للبعوض والذباب............ ذوي القرية لم يكونوا متجاوزين (حواسم) سمح لهم بالسكن قبل الانتخابات إنما هم سكان القرية منذ عقود توارثوها من أجدادهم .....................الســــــــــــرطان كان الرابح الوحيد هنا حيث وجد الملاذ الأمن واخذ بالانتشار بين فقراء أل ثجيل وبيداء لم تكن بعيده عنه كحال صديقاتها اللاتي توفيت إحداهن قبل فتره بسرطان الرئة وتموت الأخرى يومياً بفعل الحساسية وضيق التنفس المزمن (الربو) سرطان الدم تعدى التسعين بالمئه من دم البريئة بيداء ......... بيداء تعيش أيامها الأخيرة في منزلها الطيني المتهالك بعد عجز أهلها من إبقائها في المستشفى بسبب فقرهم ولسان حالها يقول وطن يشبه الشاجور في خريطته ماذا يمكنه أن يهدي غير الموت ........ والدها الرجل الكبير اخذ منه مرض طفلته مأخذا حتى صار لايبث شكواه إلا لمن كانت لشكوى لغيره مذله .بث شكواه على كل من تعاقب على المسؤولية في قضاء الشطرة خصوصا ومحافظة ذي قار عموما وكان باستطاعته الوقوف دون مرض طفلته ولم يقف . فيما ذكر أبناء المنطقة بأن السرطان استشرى في المنطقة في الفترة الأخيرة ناهيك عن أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية مطالبين محافظة ذي قار لإنقاذ سكان القرية البالغ عددهم ثلاثمائة نسمه تقريبا . هنا وبعد مشاهدة وقراءة وسماع ماجرى وما يجري لبيداء وأمثالها ماقيمة وطن لم يحفظ أبناءه وراح يهدر أرواحهم بالحروب والانفجارات تارتاً والأمراض والإشعاعات والجراثيم تارتاً أخرى ؟ هل قيمة الوطن بحياة النعيم التي ينعم بها الساسة ؟ ومالفرق بين بيداء وأطفال المسئولين غيرها ؟ نحن وبعد أن يئسنا من تجد العلاج لمرضاك ياوطن فوزع المرض بالتساوي ومرض أبناء الساسة
 

 

 

Share |