استراتيجية الحرب الطويلة على داعش .. سقطت في صلاح الدين

Mon, 16 Mar 2015 الساعة : 7:25

وكالات:
 تزداد الشكوك العراقية تحديداً، حول نوايا التحالفات الحقيقية من الحرب على داعش والسعي الى اطالتها وفق ما يخدم اجندة إقليمية ودولية، لاسيما وان دولا عٌرفت بدعمها للجماعات المسلحة في سوريا، تشارك في التحالف أبرزها تركيا والسعودية وقطر.

وجاءت الشكوك هذه المرة، ليس من أطراف شيعية أدركت قبل غيرها ان هناك "نيات مبيتة"، لا تلتقي مع الإرادة العراقية في دحر داعش باقرب وقت ممكن. فقد استغرب مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني، من عدم قدرة الولايات المتحدة ومن معها في التحالف، على هزيمة داعش، معلنا ان ذلك امر غير قابل للتصديق.

 وابدى البارزاني السبت، "العجب"، من عدم تمكن التحالف من تحطيم تنظيم داعش إلى الآن.

واردف "ما يثير العجب والتساؤل هو أن جميع أعضاء التحالف يسيرون ببطء شديد بشأن تسليح قوات البشمركة رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن داعش ليس تهديداً وخطراً على كردستان فحسب، بل هو خطر على العالم أجمع".

ان من الصعب الاقتناع - بحسب البارزاني - بأن الولايات المتحدة وكل دول التحالف لا تتمكن من تحقيق النصر على داعش وتحطيمه عسكرياً. وأوضح "لو التزم كل بواجباته ونفذ ما يقع على عاتقه، فإن القضاء على داعش عسكرياً ليس بذلك الأمر الصعب".

 وهذه الأسئلة الكردية في حقيقتها أسئلة عراقية، وتحديدا أسئلة طرحتها الأوساط الشيعية العراقية في الاعلام والمحافل السياسية العامة والخاصة، على حد سواء.

ان إطالة الحرب على داعش في العراق، يحتمل ان تكون استراتيجية متفقة عليها عربيا وإقليميا، لابقاء المنطقة مشتعلة بالحرب المحدودة، لأسباب اقتصادية منها تجارة الأسلحة، وأخرى سياسية لإشغال ما يسمى بالقوة الشيعية في المنطقة، وأبرزها ايران والعراق بحرب لا تتجاوز حدود العراق وسوريا. واذا كان التحالف يشارك في الحرب على داعش بالقصف الجوي فان غرضه ليس سحق داعش بل لتعطيل امكانياته في التمدد الى الأردن والسعودية ودول أخرى.

 ويؤكد ذلك اكد المحلل السياسي، احسان الشمري، بالقول ان التحالف لدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية، يحاول الاجهاض على المنجز الامني الذي حققه العراقيين على تنظيمات داعش الارهابي، من خلال استهدافهم بين الحين والاخر.

ويبرز عقيد في الجيش العراقي، في تصريحات الجمعة الماضي، هذا الإنجاز بالقول ان القوات العراقية باتت تسيطر على أكثر من 50% من مساحة مدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين، وسط العراق، بعد أن تمكن خلال الأيام القليلة الماضية من استعادة مناطق عدة من أيدي مسلحي داعش، كما يحاصر الآلاف من عناصر الجيش العراقي ووحدات الحشد الشعبي، مئات المسلحين الارهابيين، الذين أصبحوا هدفا لقصف جوي وبري، في وقت تتقدم القوات العراقية بحذر لتجنب آلاف العبوات الناسفة.

 واعتبر الشمري ان الممارسات الاميركية المتكررة في استهداف القوات العراقية، لا يمكن احتسابها خطأ والتحالف الدولي يدفع باتجاه تراجع المنجز الامني بعد الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابي واستعادة الارض والسيادة.

وفي حين ان الادارة الأميركية وتحالفها لم يحققوا إنجازا يذكر في الحرب، فان الجيش العراقي والحشد الشعبي نجحوا في تحقيق انجازات مفاجئة اقليميا ودوليا، ما اثار حفيظة دول التحالف.

ووصل الامر بالتشكيك في النوايا الامريكية تصاعد الدعوات الى مسائلة الولايات المتحدة حول طبيعة تلك الضربات التي وجهت الى قطعات الجيش العراقي، والتي تكررت في محافظة الانبار، ومناطق أخرى.

وطالب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، السبت الماضي، الولايات المتحدة الأميركية بمواقف واضحة من الانتصارات المتحققة على يد القوات العراقية.

وفي أكتوبر 2014، قال عضو في كتلة بدر النيابية، إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لم يكن دقيقا في استهداف التجمعات "الارهابية" والمواقع الرئيسة التي يتحصّن فيها المتشددون.

وفي أكتوبر الماضي، اكد امام جمعة النجف الاشرف صدر الدين القبانجي، ان التحالف الدولي غير جاد بحربه ضد عصابات داعش الإرهابية، فيما اعلن أكد سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب، الشهر الجاري، أن المجتمع الدولي غير جاد في محاربة التطرف.

وفي خضم ذلك، ترصد "المسلة"، تصاعدا متسارعا، لحملة الانتقادات الواسعة التي توجه من الكتل السياسية وتحديدا الشيعية للدور الذي يلعبه التحالف الدولي في محاربة داعش في العراق.
المصدر:المسلة

Share |