المتسول يستجير بالدولة فهل من مجيب-علي الغزي
Tue, 20 Sep 2011 الساعة : 10:11

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}... البقرة 273.
جريدة نور العراق تلتقي المتسولين ..
التسول ظاهرة اجتماعية "سلبية" موجودة في كل المجتمعات الإنسانية، بغض النظر عن درجة تحضره وتطوره وتقدمه الاقتصادي والاجتماعي وموقعه الجغرافي، فالتسول موجود في دول العالم المتحضر كما أنه موجود في الدول النامية والمجتمعات المتأخرة.
لكنه يتواجد بنسب ودرجات متفاوتة وبصور مختلفة. هذا الاختلاف والتفاوت راجع إلى اختلاف المستوى الاقتصادي والتطور الاجتماعي والاستقرار السياسي ونسبة التعليم بين المجتمعات، بل أن ظاهرة التسول تختلف في المجتمع الواحد من فترة زمنية لأخرى بسبب العوامل سالفة الذكر من خلال تجوال صحيفة نور العراق شاهدت الكثير من المتسولين دون أن يثيروني لأنني تأقلمت مع هذا الحال . إن ما أثارني ولفت انتباهي ذلك المتسول المتربع على الأرض ويسير زحفا.
إنها ليست صوره تم التقاطها بواسطة الأقمار الاصطناعية ولا بالمسبار (ناسا) بل بعدستي العادية صور التقطتها من ارض الواقع في احد شوارع مدينتي ام التاريخ الناصرية وتعبر عن حالة إنسانيه . لا يمكن الفرق بين المحتاج والمحتال إلا باختلاف الحرفين الأخيرين (الجيم واللام ) بل يكمن في حقيقة الأمر إن كان الإنسان بالفعل محتاجا آم محتال. والمحتال معالمه واضحة ولا اعتقد أن عاقلا تمر عليه لعب المحتالين وحبل الكذب والاحتيال قصير . حتى وان كانت مشوهة المعالم في الوهلة الأولى ولكن ما أن تقترب من الواقع حتى تظهر تلك المعالم بوضوح
وعندها يحق لك أن تتخذ الموقف أو القول تجاه ذلك المحتال بعد كشفه .
أما المحتاج فلا اعتقد إن معالمه تحمل شيء من الغموض ولا تحتاج إلى
اجتهاد في إثبات حقيقة الأمر عوزه المالي فقره إمراضه عاهته الجسمانية سكنه ملبسه اصفرار وجهه جسمه النحيل من الجوع البؤس الواضح للعين المجردة كل هذه دلالات تشير لاحتياجه .
أجرينا حوارات كثيرة مع مسئولين وكتاب وأدباء لكن هذه المرة ضيف جريدة نور العراق المتسول. (جلال عثمان حسن مصطفى) من مدينة ألبصره يسكن قضاء الزبير الحي العسكري قرب الكراج مواليد 1975 متزوج ومعيل لثلاث أطفال .
يقول إنني طرقت جميع الأبواب فوجدتها مغلقه دون أن يرعاني أي مسئول لذالك امتهنت التسول من اجل البقاء لذلك ادعوا كافة المسئولين في ألدوله للنظر في حالي .
إن معالجة ظاهرة التسول تحتاج إلى جهد كبير من كافة المؤسسات ألحكوميه ومؤسسات المجتمع المدني ووضع آلية عمل ولإعطاء الاهميه لذوي الحاجات الخاصة .
ختاما صدق أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام حين قال.
( إن صدق السائل هلك المسئول )

