ثلاث مليارات دولار متوقفة على هذا البيان/سيد احمد العباسي
Fri, 13 Mar 2015 الساعة : 1:41

لم نكن نتوقع من علماء الازهر كتابة بيان وادانة ( قوات الحشد الشعبي ) في العراق بهذه اللهجة والنبرة التي تدل على تغيير في الخطاب الديني المصري المعروف عنه بالاعتدال نوعا ما اذا صح التعبير .
واذا كان رد فعل الازهر حول جريمة الطيار الاردني الذي احرقته داعش يميل الى نفس الادوات والنصوص الدينية التي استند اليها الازهر فهذه كارثة !!!
وقد سمعنا وقرأنا وشاهدنا جميعا القنوات المصرية وغيرها وهي تشجب وتستنكر هذا الفعل من قبل ( داعش ) بحيث ان الازهر قال ( ان حارقو معاذ الكساسبة يجب قتلهم وصلبهم وقطع ايديهم وأرجلهم تنفيذا لعقوبة المفسدين في الارض ) !!!
هذا يعني ان الازهر يستخدم نفس المصادر والكتب الدينية والروايات التي استند عليها داعش في قتل وذبح واحراق اي شخص او مجموعة بحجة تقويم الدين !
وهذه مشكلة كبيرة وقع فيها الازهر دون علم منه . كان عليه ان يشجب ويستنكر فقط ويدن لا أن يعيد ( الجريمة ) التي قام بها داعش وبأقسى منها .
وهذه ورطة وقع فيها علماء الازهر لايمكن ان يخرجوا منها الا بإعادة النصوص الدينية وتغيير كثير من المفاهيم أو الغائها أو تعديلها . وذلك لأن داعش استخدم نفس النصوص الموجودة عند علماء الازهر . وهذه من المستحيلات السبعين !
أرجع الى بيان الازهر الذي انتقد فيه قوات الحشد الشعبي واعرب فيه عن بالغ ( قلقه ) من ممارسات الحشد الشعبي في عمليات تحرير المناطق المغتصبة .
وكان الازهر قد اشار من دعوى تعرض أهل السنة في العراق للابادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من داعش !!!
وتضمن البيان إدانة الازهر الشديدة لما ترتكبه هذه الميليشيات المتطرفة من جرائم ( بربرية نكراء ) في مناطق السنة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها خاصة في تكريت والأنبار وغيرهما من المدن ذات الأغلبية السنية !!!
كما أهاب الأزهر في بيانه بالجيش العراقي أن يدقق النظر في اختيار القوات التي تقاتل إلى جواره . وأن يتأكد أنها تقاتل ( داعش ) لا أهل السنة !!!!
وألا يسمح للميليشيات المتطرفة بالقتال تحت رايته . وأن توحد القوات العراقية جهودها في مواجهة الجماعات المتطرفة والميليشيات الطائفية حفاظًا على وحدة واستقرار البلاد .
عجبا والله من هذا البيان ( الاعوج ) والذي كتبه لايمكن ان يكون الا ( أحول ) .
فما هذه السفسطات العقيمة التي أتحفنا إياها الازهر ؟ والى ماذا يريد أن يصل ؟
الايعلمون انه لولا جهود الجيش العراقي الاغر وقوات الحشد الابطال لكانت داعش الان تعيث فسادا في جنوب العراق ووسطه ؟ الايعلمون انه لولا قوات الحشد الشعبي وفتوى السيد السيستاني حفظه الله تعالى من كل مكروه بحق محمد وال محمد لكانت داعش تذبح الطفل وهو في حضن امه في بغداد وغيرها من المناطق ؟
ثم الاتعاني مصر العربية من ( داعش ) في سيناء وتعرف هي كم حجم تدميرهم ؟
ثم ألم يسمع الازهر عن جرائم داعش في العراق من سبي للنساء الايزيديات واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة واعدام من لايدين لهم بالولاء وقطع الرقاب واغتصاب المدن وتدمير البنى التحتية وسرقة الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين وحرق وتفخيخ المنازل وتجريف الاثار وتدميرها وفتاواهم التي ماأنزل الله بها من سلطان . أين هم من هذا كله . الايعلمون ان الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟!!!
اقول اين كان الازهر عندما ذبح ولايزال أبناء العراق من سنين بسكين القاعدة او الدواعش كما يسمونهم اليوم ؟
قال الامام علي عليه السلام : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَمِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ وَمَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى سُكَّانُهَا وَعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وَإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا وَيَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وَقَدْ فَعَلَ وَنَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.
ولماذا لم يعترض الازهر او يصدر بيان يستنكر فيه جرائم داعش بحق الشيعة ؟!!
هذه الازدواجية وهذه الفتنة والكيل بمكيالين لاتعني الا شيء واحد . وهو ان انحراف الدين عند ( بعض ) رجال الدين في الازهر . والتملق للسياسيين . وشراء الذمم بأموال الخليجيين هو السبب الرئيسي لمثل هكذا بيانات ناقصة .
والدليل على ذلك فقد انكشفت الحقيقة وبانت سوءة المنحرفين وتعرت أوراقهم وسقطت كما تسقط اوراق الخريف في وضح النهار .
وسبب رضوخ الازهر لمثل هذا البيان ان وزارة المالية المصرية طلبت مساعدة مشيخة الازهر لاصدار بيان يدين فصائل شيعية تقاتل تنظيم داعش في العراق .
وان منحة سعودية بقيمة ثلاث مليارات دولار كانت متوقفىة على هذا البيان !!!!!
ولم نسمع ردود الفعل من بعض القادة الذين كنا نعول عليهم كثيرا على هذا البيان .
الا بعض الردود الخجولة من بعضهم ومن المرجع بشير النجفي والتي كانت ردود على استحياء وخجولة ولم تكن بالمستوى المطلوب .
وحتى وزارة الخارجية لم يكن لها أي ردة فعل مع الاسف الشديد وتعرضنا للاحراج مرة اخرى في دول العالم ( كعراقيين ) يوجهون لنا الانتقاد لعجز الوزارة عن اتخاذ قرارات حاسمة في قضايا مصيرية تخص العراق والعراقيين .
وكان الاجدر على الازهر أن يقف على الحياد في كل الاحوال حتى لايعرض مؤسسته الدينية لهذه الورطة التي أوقعته من شاهق .
هل يعقل أن يبيع رجل الدين أخلاقه ومبادئه وتعاليمه الدينية من أجل المال ؟!!
ولو كنت أتحدث او أكتب عن رجل دين معمم عادي قد يخطيء ويبيع آخرته من أجل دنياه . ولكنني هنا أمام مؤسسة عملاقة مثل الازهر كيف لها أن تكون ضعيفة أمام سياسات الدولة التي تنتمي اليها وتنحرف عن جادة الصواب وتلبس الحق بالباطل وبالعكس من أجل حفنة دولارات ؟!!
سيد احمد العباسي