عملية "تحرير الموصل" ونواحيها؛ يجب أن تتم بحذر ويقظة لأن هناك "مكيدة" تحاك لاستنزاف القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الأخرى؛ فيها !؟/سامي عواد
Thu, 12 Mar 2015 الساعة : 23:51

ما عجز عنه أعداء العراق العظيم وشعبه المظلوم في تحقيق أهدافهم ومخططاتهم في "جرف الصخر" و "الأنبار" و"ديالى" و "صلاح الدين" في إنهاك القوات المسلحة العراقية واستنزافها ومن ثم احتلال "بغداد"! وتغيير المعادلات وقلب موازين القوى المحلية والقضاء على العملية السياسية القائمة في العراق رغم ما تتسم بها من فساد واختلاف واختلال في الاستقرار والأمن والتخلف في تحقيق ما يخدم المواطن ويخفف عن آلامه وتأمين حاجاته وكاد الأعداء والخونة والمتمردون أن ينالوا غايتهم ويصلوا لأهدافهم لولا نداء المرجعية المنقذ والاستجابة السريعة والشاملة له من أبناء الشعب بكل طوائفه وقومياته وفي مقدمتهم أبناء الطائفة "الشيعية"!؛ هذه الفتوى التي غيرت في ليلة وضحاها موازين القوى في جبهات المواجهة مع ما يسمى بـ "الدواعش" وحواضنهم من المتمردين والبعثيين الصداميين وبقية خونة الشعب وجلاديه القدامى! في ساحات الاعتصام! الخياني العميل والتصدي لقوى الشر ودحرها بعد أن أصبح "الحشد الشعبي" الهائل العظيم؛ السند والسد الذي تلافى انهيار بعض أركان المؤسسة العسكرية بسبب بعض الخونة والمتآمرين من القادة والفساد الفضيع في المؤسسة العسكرية وما يسمى بـ "الفضائيين"! في المنظومة العسكرية العراقية بسبب تكوينها الواهي والغير منضبط بعد انهيار جيش "صدام" المهزوم! وتفكيكه بعد الاندحار الكبير في عام 2003, وقد اكتمل تنفيذ المخطط الإجرامي الإقليمي بدعم من التحالف الدولي وبعض قادة الكورد! باحتلال الموصل ليحتل بظله "مسعود بارزاني" (كركوك) ويعلن منها فاضحاً موقفه بغبائه المعهود بأن "قضية كركوك قد حسمت اليوم وإلى الأبد"!! مما يوحي ويؤكد بوضوح الاتفاق المسبق مع مَنْ احتل "الموصل" بأن ثمن تعاون بعض قادة الكورد معهم وتغاضيهم عن تنفيذ تلك المؤامرة القذرة هو "كركوك"؛ وما العمليات اللاحقة على "أربيل" فكانت تكتيكية للتغطية والتمويه؛ إلا أن مرتزقة الأتراك الدواعش أمروا بهز كيان الكورد بعمليات هجومية هنا وهناك لجعلهم يخضعون لمطالب "أردوغان" وتوجيهاته!.
وكان تفوق الجيش العراقي والحشد الشعبي فيما بعد – وحتى الآن-؛ وتحريره مناطق محتلة كثيرة وبزمن قياسي وخسائر قليلة غير الذي خطط له التحالف الدولي؛ أصاب هذا التفوق أقطاب هذا التحالف الدولي الخبيث والإقليمي الغادر؛ بصدمة وصعقة لم تخطر لهم على بال ولم يتوقعوها مما جعلهم يغيروا في مواقفهم ومخططاتهم ورضخوا للأمر الواقع وأيدوا الحكومة العراقية وقواتها المسلحة وشعبها المقاوم بشراسة وشجاعة ووعي كامل ومقدرة فائقة في إدارة المعارك والنجاح فيها واضطروا للإشادة بتلك المنجزات الميدانية التي كانت نتيجة إعداد واستعداد القوات المسلحة الأخيرة واستعادة عافيتها وتخلصت من خونتها والفاسدين فيها ودخول "الحشد الشعبي" وفصائل المقاومة الوطنية, إلا أنهم قبلوا النتائج على مضض واضطروا ربما لهذا الجيش الناهض والقادر على تحقيق المعجزات الحربية بفضل قادته الجُدد وقيادته الحكيمة والتصدي بكل شجاعة للمرتزقة والإرهابيين والمتمردين بطريقة لا تروق للأعداء الذين يخططون اليوم إلى "مكيدة" غادرة سوف تنفذ تحت شعار "تحرير الموصل" ليخططوا له بمواجهة جديدة يحشد لها من وراء الحدود لعملية استنزاف طويلة الأمد تشارك فيه البشمركه بأوامر من بعض قيادات الكورد الحاقدين والخائفين من تنامي قدرات الجيش العراقي وظهيره الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الأخرى؛ يضاف إلى تلك القوى الشريرة عناصر من البعثيين الصداميين وفصائلهم المتواجدين في أربيل والمتمردين ومن يتبعهم لتطويق الجيش العراقي والحشد الشعبي وتحديد حركاته بعمليات محكمة قاسية وضعت تفاصيلها في أميركا وتكلف تركيا ودواعشها بتطبيقها وبتمويل من العملاء في "قطر"!! بحيث لا يستطيع الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى والحشد الشعبي من التقدم ولا الانسحاب حتى يتم القضاء على قادته وضباطه ومن ثم جنوده ووحداته وتشتيت حشود الحشد الشعبي وإفشال خططه في المساهمة في تحرير الموصل؛ هذا السيناريو يعد اليوم بشكل متقن وبغاية السرية! والهدف الأساسي من هذه العملية الخيانية هو لتطمين القيادة الديكتاتورية العائلية في كوردستان بأن الجيش سوف يصبح غير قادر على التحرك على "كركوك" وغيرها من المناطق العراقية المستولى عليها من قبل الكورد, وإرضاء "إسرائيل" بأن الجيش العراقي لم يعد يشكل تهديدا عليها في المستقبل, وكذلك إنهاك الاقتصاد العراقي وإجباره على الاقتراض ورهن العراق لفترة طويلة من الزمن, وضمان هيمنة "تركيا أوردوغان" على جزء مهم من العراق وهو "الموصل ونواحيها"! وضمان تدفق النفط إلى تركيا بأسعار منخفضة ولزمن غير معلوم نهايته, وضمان قتل أكبر عدد ممكن من المرتزقة الذين لا يسمح بعودتهم إلى بلدانهم وخاصة إلى أوروبا ولا يسمح بالعودة إلا إلى المكلفين بقيادة تلك القطعان والتخلص منهم في العراق أو في سوريا في نهاية المطاف الإجرامي.
لذلك نقول وننبه إلى أن الجيش العراقي والحشد الشعبي وبقية فصائل المقاومة يجب أن يقفوا على مشارف الموصل ويساهموا فقط في ضرب طوق من الحصار عليها والاهتمام بحدود العراق وضبطها أهم من تحرير الموصل وأكثر أهلها الذين رحبوا بالدواعش والأجانب وقدموا لهم كافة التسهيلات والطاعة! ويهتم الجيش العراقي الآن باستكمال تحرير "تكريت" والفلوجة والأنبار ثم يتمتعوا باستراحة المقاتلين ولا يساهموا الآن أو يفكروا بتحرير الموصل وهم منهكون بعد هذه العمليات الظافرة العظيمة ويحافظوا على نصرهم المجيد ولا يضحوا به في "الموصل"!! فهناك آل النجيفي الذين سلموها عامرة سوف يستلمونها مدمرة!!؟ وهناك الأكراد الذين قبضوا الثمن "كركوك" ولديهم متطوعين وحشود شعبية فاليبدأوا بها وسوف يكون الجيش العراقي سنداً لهم فيما بعد!.. وقد أعذر من أنذر!؟