السعي لقضاء حوائج الناس طلباً لمرضاة خيراً من الجاه.../سيد صباح بهبهاني
Thu, 12 Mar 2015 الساعة : 23:08

المقدمة | كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يحثّ على صون كرامة
الأخ المؤمن وعدم إراقة ماء وجهه بعدم تكليفه الطلب عند حاجته لذلك يدعو إلى المبادرة بقضاء حوائجه
بمجرد الشعور بحاجته إلى المساعدة وهذه توصية حضارية في غاية الأهمية قال صلى الله عليه وآله : << لا يكلّف
المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته >> . فعن الإمام علي عليه السلام قال :
>> خير الإخوان من لا يحوج إخوانه إلى سواه <<
الإمام الصادق عليه السلام : « من سعى في حاجة أخيه
المسلم طلب وجه اللّه ، كتب اللّه له ألف ألف حسنة » (أصول الكافي ٢ : ١٩٧ / ٦ باب قضاء حاجة المؤمن) وعنه أيضا « من قضى لأخيه المؤمن حاجةً ،
قضى اللّه عزّ وجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوّلها الجنة » (أصول الكافي ٢ : ١٩٣ / ١ باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.). وعن الإمام الكاظم« إنّ للّه عبادا في الأرض
يسعون في حوائج الناس ، هم الآمنون يوم القيامة » (أصول الكافي ١ : ١٩٧ / ٢ باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر ) .
الحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء
حوائج الناس طلباً لمرضاة الله تعالى وليس من أجل مصلحة أو
وجاهة أو شهرة , وقد ورد كثير من الترغيب في السعي في قضاء حوائج الناس فمن ذلك ما في صحيح البخاري ومسلم والأئمة من أهل البيت وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. ومن ذلك ما في مسلم والمسند وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.. إلى آخر الحديث فمن سعى في حوائج الناس عملاً بهذا الترغيب ورجاء للمثوبة عند الله تعالى يسر الله له ذلك وكان سعيه سبباً في أمنه يوم القيامة إذا قصد به وجه الله تعالى . ونعم ما قال الشاعر في هذا الصدد :
اقض الحوائج ما استطعـت*** وكن لهمِ أخيك فارج
فــــالخـــــــير أيام الفــــــتى * يوم قضى فيه الحوائج ...
فضل السعي في قضاء حوائج الناس
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ) .
مدح الله تعالى به المؤمنين فقال :
( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). سورة الحشر .
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا،
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف : 110
﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ البقرة/273 .
السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة
التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها , وجعلها من باب
التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به
فقال في محكم تنزيله :
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
.(2) سورة / المائدة
وإن قضاء الحوائج واصطناع المعروف باب واسع يشمل كل الأمور
المعنوية والحسية التي حثنا الإسلام عليها .
ولا يقتصر على السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي
فقط ، ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم ، والنفع بالرأي ، والنفع
بالنصيحة ، والنفع بالمشورة ، والنفع بالجاه ، والنفع بالسلطان .
ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحا للخير والإحسان, وأن يسخره لقضاء حوائج الناس والسعي في قضاء حوائج الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله
تعالى بها
فقال تعالى :
(مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا
وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ) سورة النساء/85 .
كما أنها لون من ألوان الصدقة ,عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ
قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم
(على كلِّ نفسٍ في كلِّ يومٍ طلعتْ عليه الشمسُ صدقةٌ مِنهُ على نفسِهِ ،
من أبوابِ الصدقةِ :
التَّكبيرُ ، وسبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأستغفِرُ اللهَ ،
ويأمُرُ بالمعروفِ ، وينْهى عنِ المنكَرِ ،
ويَعزِلُ الشَّوكَ عن طريقِ الناسِ ، والعظْمَ والحجَرَ ، وتَهدِي الأعْمَى
وتُسمِعُ الأصَمَّ والأبْكمَ حتى يَفقَهَ ،
وتُدِلُّ المستدِلَّ على حاجةٍ لهُ قدْ علِمتَ مكانَها ،
وتَسعَى بِشدَّةِ ساقَيْكَ إلى اللَّهْفَانِ المستغيثِ ، وترفعُ بشِدَّةِ ذِراعيْكَ مع الضعيفِ ،
كلُّ ذلكَ من أبوابِ الصدَقةِ مِنْكَ على نفسِكَ ، ولكَ في جِماعِكَ زوجتَكَ أجرٌ ،
أرأيتَ لوْ كان لكَ ولَدٌ فأدرَكَ ورجوْتَ أجْرَهُ فماتَ أكُنتَ تَحتَسِبُ بهِ ؟
فأنتَ خلقْتَهُ ، فأنتَ هديْتَهُ فأنتَ كُنتَ تَرزقُهُ ؟
فكذلكَ فضعْهُ في حلالِهِ ، وجَنِّبْهُ حرامَهُ ، فإنْ شاءَ اللهُ أحْياهُ ،
وإنْ شاءَ أماتَهُ ، ولكَ أجرٌ ).
الراوي : أبو ذر الغفاري المحدث:الألباني
المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4038
خلاصة حكم المحدث : صحيح
عن أكثر الصحابة مروية وأحبها عملاً وأزكاها عند الله ,وروي عنهم جميعاً : قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ،
و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ،
أو يقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ،
و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد ،
يعني مسجد المدينة شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته ،
و من كظم غيظه ، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ،
و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ،
و إن سوء الخلق يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ) . منهم الرواة عبد الله أبن عمر والإمام الباقر والإمام الصادق وسوف ألاحقكم بها . ومن الجدد صححه الألباني تحت رقم 906 .
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث :الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم : 906
خلاصة حكم المحدث : صحيح
والسبب أن يكون الله تعالى في عون العبد وسد حاجته كما كان في عون ,أخيه وحاجته , عن سالم , وعن أبيه أن خير الثقلين رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
(المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه ،
ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ،
ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ ،
ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ )
الراوي : عبدالله بن عمر المحدث :البخاري
المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2442
خلاصة حكم المحدث :
[صحيح]
ونجد في الرّوايات معطيات إيجابية يجد ثمراتها الإنسان المؤمن في
الدنيا قبل الآخــــرة كزيادة الرزق فــــعن أمـــــير المؤمنين علــــيه الســـــلام : « مواساة الأخ في اللّه تزيد في الرزق » (٤ )
وفي مقابل ذلك نجد التحذير الكثير لكل من يقصر فـــــي حق إخوانه ولهذا التحذير والإنذار آثار عملية تتمثّل فــــي المحافظة على
الجدار الاجتماعي من أي تصدّع وفي الحدّ من التحولات الاجتماعية التي تخل بقواعد العيش المشترك يقول الإمام الصادق عليه السلام :
« من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته فحجبه ، لم يزل في لعنة اللّه إلى أن حضرته الوفاة » (الاختصاص / منسوب إلى الشيخ المفيد : ٣١).وعن الإمام الصادق عليه السلام :« أيّما
رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة ، وهو يقدر على قضائها فمنعه إيّاها ،عيّره اللّه يوم القيامة تعييرا شديد ، وقال له : أتاك أخوك في حاجة
قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إيّاها زهدا منك في ثوابها ، وعزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجةٍ معذّبا كنت أو مغفورا لك » (الأمالي / الشيخ الطوسي : ٩٩ / المجلس الرابع .). وعن الإمام
الكاظم عليه السلام : « من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله ، فلم يجره بعد أن يقدر عليه ، فقد قطع ولاية اللّه عزّ وجل » (أصول الكافي ٢ : ٣٦٦ / ٤ باب من استعان به أخوه فلم )
وهنا نجد أيضا في الروايات معطيات سلبية لمن أخل بمبدأ الأخوة وما يتطلبه من تكافل وتعاون فعن الإمام الباقر عليه السلام:« من بخل بمعونة أخيه المسلم
والقيام له في حاجته ، ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر » (أصول الكافي ٢ : ٣٦٦ / ١ من الباب المتقدم ).وعن الإمام الصادق عليه السلام : « أيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخواننا فاستعان
به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر،ابتلاه اللّه عزّوجل بأن يقضي حوائج عدوّ من أعدائنا يعذّبه اللّه عليه يوم القيامة » (ثواب الأعمال : ٢٤٩ ).وعنه عليه السلام : « ما من مؤمن يخذل
أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله اللّه في الدنيا والآخرة » (المحاسن / البرقي ١ : ٩٩ )
وفي الوقت الذي تحث تعاليم آل البيت عليهم السلام
على التكافل المادي نجد أنهم يركزون كذلك على التكافل الأدبي مع الفقراء والمساكين
ومن الشواهد على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله : « من استذلّ مؤمنا أو مؤمنة أو حقّره لفقره
وقلّة ذات يده ، شهره اللّه تعالى يوم القيامة ثمّ يفضحه » (مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٢٨) وفي هذا الخصوص يقول الإمام الصادق عليه السلام :
<< من حقّر مؤمنا لقلّة ماله حقّره اللّه ، فلم يزل عند اللّه محقورا حتى يتوب ممّا صنع >>(المصدر السابق).أراد أئمتنا عليهم السلام ـ بذلك ـ
من المؤمنين المشايعين لرسول الله وآله أن يرتقوا إلى مستوى إيماني رفيع يقرن العبادة والمحافظة عليها بالمعاملة الحسنة من أجل بناء محيط اجتماعي سليم .
وبذلك يظهر بأن الإيمان الكامل لا يتحقق على نحو مثالي إلا بالتكافل وكلما تكاتف الفرد المسلم مع إخوانه وتعاون معهم كلما
ارتقى إلى مدارج إيمانية عالية.ولقد سبق أئمتنا عليهم السلام علماء الاجتماع في الدعوة إلى تقوية الأواصر الاجتماعية لدى الناس
وقد ثبت أن ذلك يؤدي إلى ارتقاء الإنسان لذلك حثوا شيعتهم والشيعة المقصودين هم شيعة رسوله وشيعة الإمام علي كانوا في زمن الرسول الأعظم وفي زمن الإمام وبقوا مناصرين لإسلام المحمدي وحتى بعد قتل الإمام قتلهم ودمرهم معاوية أبن هندة أكلة كبد سيد الشهداء الحمزة عليه السلام وأن أن قتلهم ما قتل من أصحاب النبي والإمام بقى على تحقيق أعلى درجة من الاندماج والتعاون هؤلاء هم شيعته أهل البيت لا مثل ما أرى يصفونهم بالخوارج والكفار ووو وأن كل الموحدين للشهادتين هم مسلمين واحترامهم واجب .
وأترككم مع زبده من الأحاديث والحكم لخير الثقلين أبو الزهراء عليهم السلام .
- 34 -
ومن وصية له عليه السلام إلى السبط الأكبر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
يا بني إذا نزل بك كلب الزمان وقحط الدهر (1) فعليك بذوي الأصول الثابتة، والفروع النابتة من أهل الرحمة والإيثار والشفقة، فإنهم أقضي للحاجات، وأمضى لدفع الملمات (2 )
وإياك وطلب الفضل، واكتساب الطياسيج والقراريط (3 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كلب الزمان: شدته وضيقه من فقر أو مرض أو اعتداء معتد ونحوها يقال: (كلب الأمر كلبا): اشتد وصعب. والفعل من باب علم، والمصدر على زنة فرس. والقحط - كفلس وفرس -: الجدب. يقال: قحط - من باب علم ومنع - المطر قحطا: احتبس. وقحط قحطا وقحوطا وقحطا - - كفلسا وفلوسا وفرسا - واقحط - على بناء المجهول - العام: احتبس فيه المطر واجدب فهو قاحط، والجمع قواحط واقحط الله الأرض: صابها بالقحط، واقحط الناس: لم يمطروا. وعام قحط وقحيط ومقحوط: احتبس فيه المطر وأجدب. سنة قحيط: قليلة الخير، لاحتباس المطر فيه .
(2) أمضى أي أشد مضيا، أسرع مبادرة للدفاع عمن نزلت عليه النائبة. والملمات: النوازل الشديدة من حوادث الدهر ونكباته .
(3) الطياسيج جمع الطسوج - كتنور - وهو حبتان وربع دانق - بكسر النون وفتحها وهو معرب دانگ الفارسية -. والقراريط جمع القيراط وهو نصف دانق. وعند اليونايين القيراط: حبة خرنوب ونصف دانق. والدرهم عندهم اثنتا عشرة حبة. وقيل: القيراط بمكة: ربع سدس دينار. وفى العراق نصف عشره. وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين. وأصل القيراط: قراط - بالتشديد - فأبدل أحد حرفي تضعيفه ياءا كما أبدلوا في دينار، ولذلك يجمع على قراريط، كما يجمع الدينار على دنانير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ذوي الأكف اليابسة، والوجوه العابسة، فإنهم إن أعطوا منوا، وإن منعوا كدوا (4 )
ثم أنشأ عليه السلام :
واسأل العرف - إن سألت - كريما * لم يزل يعرف الغنى واليسارا
فسؤال الكريم يورث عزا * وسؤال اللئيم يورث عارا
وإذا لم تجد من الذل بدا * فالق بالذل - إن لقيت الكبارا (5 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) يقال: كد - كدا في العمل: اشتد. وكد الشيء نزعه بيده. كد زيد عمرا: أتعبه. وكدده : طرده طردا شديدا. تكدد: تكلف الكد وأصابه أذى. أكد واكتد: امسك وبخل. اكتده واستكده: طلب منه الاشتداد في العمل. (5) العرف - كقفل - : الجود. المعروف وما يبذل للسائل وملتمس النوال. وجملة: (أن سألت) معترضة ومفعولها محذوف. وكذلك قوله عليه السلام: (أن لقيت) فانه معترض بين العامل ومعموله .
والمعنى انه أن كان لا بد لك ولا محيص عن التماس العطاء، وطلب المعروف والحباء ، فاطلبه ممن كان كريما وذا غنى قديم، ويسار مستمر، فان سائله يفوز بوصول البغية ، مع حفظ ماء الوجه وعزة النفس، بخلاف الطلب من اللئيم، والتماس النوال من الهجين، فانه يوجب العار، والرجوع بالخيبة، مع ذل السؤال، وأما رفع الحوائج إلى الأكابر، وملاقاتهم لقضاء الحوائج فليس بعار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس إجلالك الكبير بعار * إنما العار أن تجل الصغارا
أعلام الدين للديلمي (ره) كما في الحديث (66) من الباب (16) من كتاب الزكاة، من البحار: ج 20، ص 42، ط الكمباني .
والحديث الرابع، من الباب (31) من كتاب الزكاة من مستدرك الوسائل: ج 1، ص 542 .
وينبغي أن نسرد شطرا من الآثار الواردة الجارية على مساق الوصية الشريفة، الدالة على تحمل آلام الفقر، وانه عند الاضطرار يستمسك بذيل من كرم أصله وطاب فرعه ليس إلا، وبعض حكايات ألا جواد .
روى ثقة الإسلام الكليني (ره) في الحديث الأخير، من الباب (16) من كتاب الزكاة، من الكافي: 4 ص 22 عن لقمان الحكيم، انه قال لابنه يا بني ذقت الصبر، وأكلت لحاء الشجر، فلم أجد شيئا هو أمر من الفقر، فان بليت به يوما فلا تظهر الناس عليه فيستهينونك ولا ينفعوك بشيء، ارجع إلى الذي ابتلاك به فهو اقدر على فرجك وسله، من ذا الذي سأله فلم يعطيه، أو وثق به فلم ينجه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي أواخر الحديث الأول، من باب النوادر، من كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 170، في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله ) لعلي (عليه السلام ): يا علي لان أدخل يدي في فم التنين إلى المرفق، أحب إلى من أن اسأل من لم يكن ثم كان - وساق صلى الله عليه وآله وصاياه الشريفة، إلى أن قال لأبى ذر -: يا أبا ذر إياك والسؤال فانه ذل حاضر، وفقر تتعجله، وفيه حساب طويل إلى يوم القيامة - إلي أن قال (صلى الله عليه وآله) - يا أبا ذر لا تسأل بكفك وان أتاك شئ فاقبله .
وفي وصاياه هذه أيضا - ص 256، ج 4 -: يا علي ثمانية أن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلي مائدة لم يدع إليها، والمتآمر على رب البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، واليوم الكل يتآمر على رب البيت ويتحد مع أعداء فمثل يتآمروا على بيت العراق من الداخل بتحالفهم قبل إدخال داعش البيش مركه والتحالف النجيفي محافظ نيوى وطارق عزيز ورجب طيب ولآل سعود وحاكم قطر ويتحدون مع المحتل وتحت دعمه بالمال والعدد وأن السطليت موجود كيف أدخلوا داعش للعراق وأسقط ما أرادوا سقوطه ولكن بعدها عرفوا أنها مؤامرة عليهم ودمرهم داعش ويدمرهم لأنه من صنع المحتل لقتل كل يعصي أمرهم ويدخرون أرواح جيوشهم ....إلى أخره .
وفي ترجمة ابن التمار - محمد بن سعيد بن احمد أبي زرعة القرشي - من تاريخ دمشق: ج 49، ص 520 معنعنا، عن عبد الله بن بسر المازني، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فان الأمور تجري بالمقادير .
وبهذا السند قال (صلى الله عليه وآله): من تناول أمرا بمعصية (ظ) كان ذلك أفوت لما رجا، واقرب لمجيء ما آنفا [ما اتقى ظ ]
وفي الحديث الثالث، من الباب (16)، من كتاب الزكاة، من الكافي ج 4، ص 20، معنعنا قال صلى الله عليه وآله: الأيدي ثلاث: يد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد المعطى اسفل الأيدي، فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم .
أن الأرزاق دونها حجب، فمن شاء قني حياءه وأخذ رزقه، ومن شاء هتك الحجاب وأخذ رزقه، والذي نفسي بيده لان يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه، ثم يدخل به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السوق فيبيعه بمد من تمر، ويأخذ ثلثه ويتصدق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو حرموه .
وقريب من ذيله رواه عنه (صلى الله عليه وآله) في العقد الفريد: ج 2، ص 43، ط 2 .
وفي باب وفاة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) من تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 116، ط النجف، قال (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا سأله أحد حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول .
وفي الحديث (273) من روضة الكافي، ص 220، معنعنا قال (صلى الله عليه وآله ): ما أشد حزن النساء، وأبعد فراق الموت، واشد من ذلك كله فقر يتملق صاحبه، ثم لا يعطى شيئا .
وفي الحديث الثاني، من الباب الخامس عشر، من كتاب الزكاة، من الكافي: 4، ص 19، معنعنا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين: اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله فانه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر .
وفي الحديث الأول، من الباب الثامن عشر، من كتاب الزكاة، من الكافي: ج 4، ص 22، معنعنا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعث إلي رجل بخمسة أو ساق من تمر البغيبغة، وكان الرجل ممن يرجو نوافله، ويؤمل نائله ورفده (6)، وكان لا يسأل عليا ولا غيره شيئا، فقال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألك فلان، ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد .
فقال له أمير المؤمنين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) البغيبغة - تصغير البغبغ - : ضيعة أو عين بالمدينة، غزيرة كثيرة النخل لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله). النوافل: العطايا. وكذلك الرفد والنائل. والضمير في قوله: (نوافله ونائله ورفده) راجع إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) كما هو الظاهر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليه السلام: لا كثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت ! لله أنت، إذا أنا لم أعط الذي يرجوني إلا من بعد المسألة، ثم أعطيه بعد المسألة، فلم أعطه ثمن ما أخذت منه، وذلك لأني عرضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عند تعبده له، وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم، وقد عرف انه موضع لصلته ومعروفه، فلم يصدق الله عز وجل في دعائه له، حيث يتمنى له الجنة بلسانه، ويبخل عليه بالحطام من ماله، وذلك أن العبد قد يقول في دعائه : (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات) فإذا دعا لهم بالمغفرة، فقد طلب لهم الجنة، فما انصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل .
وفي الحديث الرابع، من الباب الثامن عشر، من كتاب الزكاة، من الكافي: ج 4، ص 24 مسندا عن الحارث الهمداني (ره) قال: سامرت أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة .
قال: فرأيتني لها أهلا ؟ (7) قلت: نعم يا أمير المؤمنين .
قله: جزاك الله عني خيرا .
ثم قام إلي السراج فأغشاها وجلس، ثم قال: انما اغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك في وجهك، فتكلم فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (الحوائج أمانة من الله في صدور العباد، فمن كتمها كتبت له عبادة، ومن أفشاها كان حقا على من سمعها أن يعينه .
وفي الحديث (21) من الباب (102) من البحار: ج 9، ص 517، س 2 عكسا نقلا عن جامع الأخبار، انه جاء أعرابي إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس وعلة الفقر وعلة الجهل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) المسامرة: المؤانسة بالتحادث ليلا. ولعل معنى قوله (ع): (رأيتني لها أهلا) أن حاجتك هل من سنخ ما يطلب من مثلي ويرفع إلى، أم ليست كذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا أخا لا عرب، علة النفس تعرض على الطبيب، وعلة الجهل تعرض على العالم، وعلة الفقر تعرض على الكريم .
فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين أنت الكريم، وأنت العالم، وأنت الطبيب .
فأمر أمير المؤمنين بأن يعطى له من بيت المال ثلاثة آلاف درهم، وقال له: تنفق ألفا بعلة النفس، وألفا بعلة الجهل، والفا بعلة الفقر .
وروى الصدوق (ره) في الحديث العاشر، من المجلس (46) من الآمالي ص 164، معنعنا: أن رجلا جاء إلي أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين أن لي إليك حاجة، فقال: اكتبها في الأرض فأني أرى الضر عليك بينا، فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج .
فقال (عليه السلام ): يا قنبر اكسه حلتين .
فأنشأ الرجل يقول :
كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا
ان نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد نلته بدلا
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
فقال عليه السلام أعطوه مائة دينار .
فقيل: يا أمير المؤمنين أغنيته .
فقال: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (انزل الناس منازلهم) ثم قال (عليه السلام): أني لا عجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم (8 )
ورواه عنه في الحديث السابع، من الباب (102) من البحار: 41 ص 35 .
وروى ابن شهر اشوب (ره) عن أبي السعادات، في فضائل العشرة: انه (عليه السلام) كان يحارب رجلا من المشركين، فقال المشرك: يا بن أبى طالب هبني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(8) ورواه في مستدرك الوسائل: 1، ص 533، بطرق آخر أيضا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيفك
فرماه إليه، فقال المشرك: عجبا يا بن أبي طالب في مثل هذا الوقت تدفع إلى سيفك ! فقال: انك مددت يد المسأة إلى، وليس من الكرم أن يرد السائل .
فرمى الكافر نفسه إلي الأرض وقال: هذه سيرة أهل الدين، فقبل قدمه وأسلم .
وقال الإمام المجتبى عليه السلام: فوت الحاجة خير من طلبها الى غير أهلها، وأشد من المصيبة سوء الخلق، والعبادة انتظار الفرج (9 ) .
وقال (عليه السلام): لا تأت رجلا إلا أن ترجو نواله، أو تخاف يده، أو تستفيد من علمه، أو ترجو بركة دعائه، أو تصل رحما بينك وبينه .
وروى الغزالي، في بيان فضيلة السخاء، من كتاب ذم المال، من إحياء العلوم، انه رفع رجل إلى الحسن بن علي عليه ما السلام رقعة .
فقال (عليه السلام ): حاجتك مقضية .
فقيل له: يا بن رسول الله لو نظرت في رقعته، ثم رددت الجواب على قدر ذلك .
فقال: يسألني الله تعالى عن ذل مقامه بين يدي حتى أقرأ رقعته .
وقال (عليه السلام): إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها .
قيل يا بن رسول الله ومن أهلها ؟ قال: الذين قص الله في كتابه ذكرهم فقال: (إنما يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أهل العقول (10 )
وفي البحار ج 17، ص 67، ط الكمباني، وفي ط الجديدة في المجلد (77) ص 235، نقلا عن كتاب العدد القوية للشيخ الفقيه رضي الدين علي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) كذا في قصة وفاة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ اليعقوبي: 2، ص 215، ط النجف .
(10) كما في وصايا الإمام الكاظم (عليه السلام) من تحف العقول، والبحار: 17، ص 199. والحديث (12) من كتاب العقل والجهل، من الكافي: 1، ص 19. والآية هي الآية التاسعة عشرة من سورة الرعد: 13 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن يوسف بن المطهر أخي العلامة (ره) (قيل: وقف رجل على الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا بن أمير المؤمنين بالذي انعم عليك بهذه النعمة التي ما نلتها منه بشفيع منك إليه، بل أنعاما منه عليك، إلا ما أنصفتني من خصمي، فان غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير .
وكان (عليه السلام) متكئا فاستوى جالسا، وقال له: من خصمك حتى انتصف لك منه ؟ فقال له: الفقر .
فأطرق عليه السلام ساعة، ثم رفع رأسه إلي خادمه وقال: احضر ما عندك من موجود، فاحضر خمسة آلاف درهم، فقال: ادفعها إليه، ثم قال له: بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها علي، متى أتاك خصمك جائرا إلا ما آتيتني منه متظلما )
وجاءه أعرابي فقال (عليه السلام): أعطوه ما في الخزانة، فكان عشرين ألف درهم، فقال: يا مولاي إلا تركتني أبوح بحاجتي، وانشر مدحتي .
فأنشأ عليه السلام :
نحن أناس نوالنا خضل * يرتع فيها الرجاء والأمل
لو علم البحر فضل نائلنا * لغاض من بعد فيضه خجل
رواه الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ص 111 .
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: 66، ص 445: قرأت على أبى محمد طاهر بن سهل بن بشر، عن أبى الحسن بن مسري (11) - حيلولة - وأنبأنا أبو محمد ابن ألا كفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن احمد ابن صصري، أنبأنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور المروزي العماري بمكة، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن احمد بن جعفر السقطي بمكة، أنبأنا إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي، أنبأنا أبو بكر محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(11) هذا ظاهر ما في النسخة. والمراد من الحيلولة هو فصل سند أو إسناد بين متن الرواية والسند الأول .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن احمد بن صديق، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم العوامي، حدثني ابن الأعرابي، عن المبرد، حدثني المازني، قال قال الأصمعي: عرضت على معاوية جارية فأعجبته، فسأل عن ثمنها، فإذا ثمنها مائة ألف درهم، فابتاعها ونظر إلي عمرو بن العاص، فقال لمن تصلح هذه الجارية .
قال لأمير المؤمنين .
قال: ثم نظر إلي غيره فقال له كذلك .
قال: لا .
قيل لمن ؟ قال: للحسين بن علي بن أبي طالب، فانه أحق بها لما له من الشرف، ولما كان بيننا وبين أبيه (12) فأهداها له، فأمر من يقوم عليها، فلما مضت أربعون يوما حملها وحمل معها أموالا عظيمة وكسوة وغير ذلك، وكتب: أن أمير المؤمنين اشترى جارية فأعجبته فأثرك بها .
فلما قدمت على الحسين بن علي أدخلت عليه، فأعجب بجمالها فقال لها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(12) هيهات، هيهات، لو كان ينفع إهداء أخوال معاوية لطبق من الرطب في الطائف إلي النبي (صلى الله عليه وآله) وهو جائع مجروح، لكان إهداء معاوية جارية إلى الحسين (عليه السلام) ينفعه، ولو كان إهداء بعض ملوك الشام هاجر إلي سارة امرأة الخليل (عليه وعلى نبينا محمد أفضل السلام) ينجي المهدي ويخلصه من النار وهو كافر مقيم على الكفر، لكان إهداء معاوية ينجيه من وبال غضب الخلافة، وهضم أهل بيت النبوة، وقتل أولياء الله، ومحاربة نبي الله، وذلك لما تواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله ) من قوله لعلي (عليه السلام ): (يا علي حربك حربي) إلي غير ذلك مما اتفق الفريقان عليه من الأقوال الصادرة عنه (صلى الله عليه وآله ) ومخالفة معاوية له وإصراره عليه .
وهل مثل إهداء معاوية إلا كمثل من يسيطر على أموال مؤمن ويصادرها ويغتصبها، ثم يرسل إليه بشربة من ماء بئره، أو بجذوة من ناره !!
ومن هذه الجهة وغيرها مما لا يحصى، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يظهر التألم من صنع أمثال معاوية، ويقول: أن بني أمية ليفوقونني تراث محمد تفويقا، والله لئن بقيت لهم لانفضنهم نفض اللحام الوذام التربة .
كما في المختار (76) من خطب نهج البلاغة، ط إيران .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما اسمك ؟ فقالت: هوى .
قال أنت هوى (كذا) كما سميت، هل تحسنين شيئا ؟ قالت: نعم، أقرأ القرآن وانشد الأشعار .
قال: أقرئي، فقرأت: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .
قال: أنشديني، قالت: ولي الأمان .
قال: نعم .
فأنشأت تقول :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى * غير إن لا بقاء للإنسان
فبكى الحسين، ثم قال: أنت حرة، وما بعث به معاوية معك فهو لك .
ثم قال لها هل قلت في معاوية شيئا ؟ فقالت [نعم قلت فيه ] :
رأيت الفتى يمضي ويجمع جهده * رجاء الغنى والوارثون قعود
وما للفتى إلا نصيب من التقى * إذا فارق الدنيا عليه يعود
فأمر (عليه السلام) لها بألف دينار، أخرجها، ثم قال: رأيت أبى كثيرا ما ينشد :
ومن يطلب الدنيا لحال تسره * فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت على المرء فتنة * وان أقبلت كانت قليلا دوامها
ثم بكى (عليه السلام) وقام إلي صلاته .
وجاء رجل من الأنصار، إلي السبط الشهيد عليه السلام يريد أن يسأله حاجته، فقال (عليه السلام): يا أخا الأنصار صن وجهك عن ذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة، وات بها، سأسرك إن شاء الله .
فكتب إليه: يا أبا عبد الله أن لفلان علي خمس مائة دينار، وقد ألح بي، فكلمه ينظرني إلى ميسرة فلما قرأ الحسين عليه السلام الرقعة دخل منزله فاخرج صرة فيها ألف دينار، (فدفع إليه) وقال له: أما خمس مائة فاقض بها دينك، وأما خمس مائة فاستعن بها دهرك ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلي ذي دين أو مروءة أو حسب، أما ذو الدين فيصون دينه، وأما ذو المروءة فانه يستحي لمروءته، وأما ذوب الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغير قضاء حاجتك (13 )
وقال (عليه السلام): طلب الحوائج إلي الناس مذلة الحياة، ومذهبة للحياء، واستخفاف بالوقار، وهو الفقر الحاضر، وقلة طلب الحوائج من الناس هو الغني الحاضر (14 )
وأتاه رجل فسأله، فقال (عليه السلام ) : أن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح، أو فقر مدقع، أو حمالة مفضعة .
فقال الرجل: ما جئت إلا في إحداهن فأمر له بمائة دينار (15 )
وقال النيشابوري في تفسير الآية (32) من سورة البقرة، من تفسيره ج 1، 83: ويحكى أن أعرابيا سأل الحسين بن علي (عليه السلام) حاجة وقال: سمعت جدك يقول: إذا سألتم حاجة فاسألوها من أوجه أربعة: إما عربيا شريفا أو مولى كريما، أو حامل القران، أو صاحب الوجه الصبيح، أما العرب فشرفت بجدك وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل، وأما الوجه الصبيح فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا أردتم أن تنظروا إلى فانظروا إلي الحسن والحسين (عليه السلام )
فقال الحسين (عليه السلام): ما حاجتك ؟ فكتبها على الأرض .
فقال الحسين (عليه السلام): سمعت أبي عليا (عليه السلام): يقول: قيمة كل امرأ ما يحسنه .
وسمعت جدي يقول: المعروف بقدر المعرفة.
فأسألك عن ثلاث مسائل، إن أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما معي، وان أجبت عن ثنيتين فلك ثلثا ما عندي، وان أجبت عن الثلاثة فلك كل ما عندي .
وقد حمل إلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(13) المختار الثاني عشر، من قصار كلامه (عليه السلام)، في تحف العقول 176، ط النجف، ورواه عنه في البحار: 17، أول ص 149، ط الكمباني .
(14) رواه في البحار: ج 17، ص 153، س 12، عكسا، ط الكمباني .
(15) المختار التاسع من قصار كلامه (عليه السلام) في تحف العقول 175، ط النجف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسين صرة مختومة من العراق، فقال: سل ولا قوة إلا بالله .
فقال عليه السلام: أي الأعمال أفضل ؟ قال الأعرابي: الإيمان بالله .
قال: فما نجاة العبد من المهلكة ؟ قال: الثقة بالله .
قال: فما يزين المرء ؟ قال: علم معه حلم .
قال: فان أخطأ ذلك ؟ قال: فمال معه كرم .
قال: فان أخطأ ذلك ؟ قال: فقر معه صبر .
قال: فان أخطأ ذلك ؟ قال: فصاعقة من السماء فتحرقه .
فضحك الحسين (عليه السلام) ورمى بالصرة إليه .
وروى العلامة النوري (ره) في الحديث الخامس، من الباب السابع عشر، من أبواب الصدقة، من كتاب الزكاة، من مستدرك الوسائل: 1، 536، عن السيد ولي الله الرضوي، في كتاب: مجمع البحرين في مناقب السبطين) عن الحسن البصري قال: كان الحسين عليه السلام سيدا، زاهدا، ورعا، صالحا، ناصحا، حسن الخلق، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلي بستان له، وكان له في ذلك البستان غلام يقال (ظ) له: صافي، فلما قرب من البستان رأى الغلام يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلي الكلب ويأكل نصفه فتعجب الحسين عليه السلام من فعل الغلام، فلما فرغ من الأكل، قال: الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي ولسيدي، وبارك له كما باركت على أبويه يا أرحم الراحمين .
فنادى الحسين عليه السلام: يا صافي .
فقام الغلام فزعا وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين إلي يوم القيامة، أني ما رأيتك، فأعف عني .
فقال الحسين عليه السلام: يا صافي اجعلني في حل، دخلت بستانك بغير آذنك .
فقال صافي: بفضلك وكرمك وسؤددك تقول هذا .
فقال الحسين عليه السلام: أنى رأيتك ترمي بنصف الرغيف إلى الكلب، وتأكل نصفه فما معنى ذلك ؟ فقال الغلام: يا سيدي ان الكلب ينظر ألي حين أكل، فأستحيي منه لنظره إلى، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء، وأنا عبدك وهذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلبك فأكل من رزقك معا .
فبكى الحسين عليه السلام ثم قال: أن كان كذلك فأنت عتيق لله، ووهب له ألف دينار، فقال الغلام: أن أعتقتني فأني أريد القيام ببستانك .
فقال الحسين عليه لسلام: أن الكريم إذا تكلم بكلام ينبغي أن يصدقه بالفعل، البستان أيضا وهبته لك، وأني لما دخلت البستان قلت: اجعلني في حل فأني قد دخلت بستانك بغير أذنك، [وقد وهبتك البستان بما فيه ظ] غير أن هؤلاء أصحابي لأكلهم الثمار والرطب فأجعلهم أضيافك وأكرمهم لأجلي، أكرمك الله يوم القيامة، وبارك لك في حسن خلقك ورأيك .
فقال الغلام: أن وهبت لي بستانك فأني قد سبلته لأصحابك .
قال السيد الأمين تغمده الله برضوانه، في أعيان الشيعة، في القسم الأول، من الجزء الرابع ص 52، ط 2: وروى أحمد بن سليمان بن علي البحراني في كتاب (عقد اللآل في مناقب الآل): أن الحسين (عليه السلام) كان جالسا في مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام)، وكان عبد الله بن الزبير جالسا في ناحية المسجد، وعتبة بن أبى سفيان في ناحية أخرى، فجاء أعرابي على ناقة، فعقلها بباب المسجد، ودخل فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال له الأعرابي: أني قتلت ابن عم لي، وطولبت بالدية، فهل لك أن تعطيني شيئا ؟ فرفع رأسه إلي غلامه وقال: ادفع إليه مائة درهم .
فقال الأعرابي: ما أريد إلا الدية تماما .
ثم تركه وأتى عبد الله بن الزبير، وقال له مثل ما قال لعتبة .
فقال عبد الله لغلامه: ادفع إليه مأتي درهم .
فقال الأعرابي: ما أريد إلا الدية تماما .
ثم تركه واتى الحسين (عليه السلام) فسلم عليه، وقال: يا بن رسول الله أني قتلت ابن عم لي، وقد طولبت بالدية، فهل لك أن تعطيني شيئا ؟ فقال له: نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة .
فقال: سل ما تريد .
فقال له الحسين: يا أعرابي ما النجاة من المهلكة ؟ قال: التوكل على الله في كل الأمور .
والحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء
حوائج الناس طلباً لمرضاة الله تعالى وليس من أجل مصلحة أو
وجاهة أو شهرة .
هو ثواب أعدّه الله تعالى لمن يترك الطلب تعففاً وغنىً، وهذا ما ضمنه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه وآله وسلم: "ضمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقومٍ من الأنصار الجنَّة على ألا يسألوا أحداً شيئاً فكان الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله كراهية أن يسأل أحداً شيئاً، وإن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحدٍ شسعاً".
فعن الإمام علي عليه السلام: "لا تسألوا إلا الله سبحانه، فإنّه إن أعطاكم أكرمكم، وإن منعكم خار لكم".
ونعم ما قيل الشعراء في معدان خير البيوت :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم * * * فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ * * * يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ
واشْدُدْ يديك بحبلِ اللهِ معتصمًا * * * فأنّه الرّكنُ إنْ خانتك أركانُ
من كان للخير منّاعًا فليس له * * * على الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ
من جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً * * * إليه والمالُ للإنسان فتّانُ
كان علي بن الحسين - رحمه الله - يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في الظلام فلما مات فقدوا ذلك ، كان ناس من أهل المدينة يعيشون ولا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم بالليل .قال الحطيئة :
من يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيه * لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ
قال أحدهم معاتبا من تباطأ في قضاء حاجة له :
حَوَائِجُ النَّاسِ كُلُّهَا قُضِيَتْ * * * وَحَاجَتِي مَا أَرَاكَ تَقْضِيهَا
أَنَاقَةُ اللهِ حَاجَتِي عُقِرَتْ * * * أَمْ أُنْبِتَ الْحُرْفُ فِي حَوَاشِيهَا
والحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء حوائج الناس طلباً لمرضاة الله تعالى وليس من أجل مصلحة أو وجاهة أو شهرة , عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110] الحاكم في المستدرك 2/112 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
كما تطلب الحوائج من الكرام وليس من اللئام , أنشد أبو الأسود الدؤلي :
وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً * * * فلقاؤه يكفيك والتسليم
وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً* * * فألح في رفقٍ وأنت مديم .
﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ البقرة/273.
ولأخذ العبرة من أفواها من قالها لاستفادة من الحياة والعمل بما يرضي الله تعالى
قال علي بن خالد: بتُّ ليلة على سور طرسوس فمرّ بهلول فلكزني برجله ثمّ أنشأ يقول :
يا طالب الحور ألا تستحي يحملك النوم على السور؟
وخاطب الحور طويل البكا مقيّد الأعضاء محصور
لا يطعم الغمض وما إن له راحة جسم أو يرى الحور
في جنّة زخرفها ذو العلى ينعم فيها كلّ محبور
قال: فانتبهت فزعاً ولم أنم بعد ذلك في الحرس .
وسئل بهلول عن رجل مات وخلف ابناً وابنة وزوجة ولم يخلف من المال شيئاً كيف تكون القسمة؟ فقال: للابنة الثكل وللزوجة خراب البيت وما بقي من الهمّ فللعصبة !
قال محمّد بن خالد الواسطي : أنشدني بهلول :
دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المال فما تدري لمن تجمع
فإنّ الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع
فقير كلّ ذي حرص غني كلّ من يقنع ..
وبعد ما فهمنا من النية وخير الناس هو إكرام الناس ..
لتفوز بجنة عرضها السماوات والأرض بأن تعفي عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك .
الأصل في الشرع عند من ظلمك هو العفو والتعامل معهم بالتسامح وترك عقوبة من ظلمني لخالق الأرض والسماوات الذي توعد بنصرة المظلوم ولو بعد حين والمرجو أن نقذ أنفسنا من النار ذات السموم ببر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ، وعدم أذيتهم ،ونحذر ظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، فإن ذلك من أشد المحرمات .
وتذكروا أن كما تدين تدان ولو بعد حين ورحم الله
القائل : (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ).
ويداً بيد للتعاون والتآخي لحماية الأوطان والابتعاد عن الظلم والمظلمة ولنعيش حياة ملئها الرحمة والإيمان ونهدي لجميع من مات ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي وللمؤمنين والمؤمنات نصيباً . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
أخوكم المحب صباح بهبهاني