رسم الحدود بالدم/باقر شاكر

Wed, 11 Mar 2015 الساعة : 2:21

يبقى السيد مسعود البارزاني على نفس الاسلوب الذي يعتمده في خطابه للدولة العراقية وذات التعامل مع حكومة المركز في بغداد فهو يتصرف وكأنه دولة تقابل دولة وهذه الخاصية اصبحت واضحة تماما ومعروفة حتى لدى الطفل الرضيع العراقي نتيجة الارهاصات والمشاكل التي تثور كل حين بين الاقليم والحكومة الاتحادية  نتيجة فشل المفاوضات بينهما والذي يبرز عن التعنت المستمر لحكام الاقليم وبالخصوص الحزب الديمقراطي الذي يسيطر كما يبدو على كل المفاوضات التي تجري عادة بين بغداد واربيل وهذا ما تعودنا سماعة من الكثير من قادة الاكراد سواء من التغيير او الاتحاد الوطني والحركة الاسلامية لأن السيد مسعود يأخذ الامور بعيدا عنهم ويتفاوض واحيانا يتخذ القرار في كثير من القضايا دون الرجوع اليهم وهو ما يسبب حالة من التمايل في اطار المفاوضات لتظهر بعد ذلك مشاكل عميقة جدا .

ان التصريحات النارية التي يمارسها الديمقراطي وهو الذي يسيطر على رئاسة الاقليم وبرلمان كردستان تصب الزيت على النار وتتراجع كل التفاوضات كما هو الحاصل اخيرا في الاتفاق النفطي الذي تبين فيه حالة الغبن التي تصيب حقوق باقي المحافظات العراقية والمخاتلة التي يمارسها بعض المسؤولين في الاقليم تجاه حكومة العراق مما أفرغ السيادة العراقية في كثير من الاحيان ولربما الذي حصل بعد العاشر من حزيران من العام الماضي جعل من البارزاني يتكلم بلغة التهديد والوعيد بوجه الدولة العراقية وأي طرف كان الى ان وصل الامر به ان يقول ان الحدود تُرسم بالدم بعد اليوم وقد كان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، قال في مقابلة سابقة مع صحيفة الحياة اللندنية، ان ′الحدود الموروثة من اتفاقات سايكس - بيكو هي حدود مصطنعة وأن الحدود الجديدة في المنطقة تُرسم بالدم داخل الدول أو بينها، لافتاً أيضاً إلى ما يجري في سورية واليمن ودول أخرى، مشدددا على أن العراق يحتاج إلى صيغة أخرى إذا أُريد له أن يبقى موحّداً.

ولا ندري ما هي الصيغة التي يطرحها السيد البارزاني وهو قد اختصرها برائحة ولون الدم في رسم حدود المناطق وهنا القصد ليس الحدود المشتركة بين الدول فقط وانما داخل الدول في انعطافة واضحة على الواقع والشأن العراقي وكأنه يركل كل ما تم التفاوض عليه مع حكومة السيد العبادي الذي انفتح عليهم وقدم لهم الحلول لتذليل كل العقبات ومع ذلك لم يعجبهم العجب وراحوا يراوغون من هنا وهناك للالتفاف على الاتفاق لأنهم يغردوا خارج السرب العراقي ويبحثون ما يبحثون عنه.

Share |