كردستان استقلال ام استغلال؟!/عماد خلف المشرفاوي

Wed, 11 Mar 2015 الساعة : 2:13

في كل دول العالم الفدراليه هنالك اقاليم مستقله ضمن الحدود الجغرافيه داخل للبلد وهذه الاقاليم تخضع لسلطة الدوله المركزيه من حيث الاقتصاد والسياسه الخارجيه والقوات العسكريه ، ويعاد بأيرادات الاقليم الى الدوله الاتحاديه وتقوم الدوله المركزيه بدورها بتوزيع تلك الثروات بشكل عادل بين الاقاليم ، وكذلك بالنسبه للسياسه الخارجيه لا يحق لسلطات الاقاليم التعامل مع دول العالم ومهما كان نوع هذا التعامل وكذلك هو الحال من الناحية العسكريه ان هنالك جيش مركزي موحد يحمي حدود الدوله ولهذا الجيش الحق في التنقل او القيام في أي مهمه بأي اقليم  اقتضت الحاجه وهنالك شرطه محليه تنظم الحياة داخل الاقليم وترجع ادارة هذه الشرطه الى الحكومه المركزيه .
هذه الانظمه معمول بها في الدول الفدراليه المتطوره الا في العراق فأن فدراليته تختلف عن فدراليات دول العالم حيث يقوم اقليم كردستان الذي يرأسه مسعود برزاني بالاستيلاء على كافة ايرادات الاقليم سواء كانت هذه الايرادات من عائدات النفط او من السياحه او من خلال التعريفه الكمركيه ولم يكتفي الاقليم عند هذا الحد بل يستولون على نسبة 17% من الموازنه الاتحاديه ورواتب وامتيازات ونثريات المسؤولين الاكراد في بغداد وسياراتهم ووقودها وتصليحها وحماياتهم وكذلك رواتب البيشمركه ، كل هذا من الموانه العامه للدوله وبالمقابل يحتفظون بايرادات الاقليم وهذه لها اثارها الاقتصاديه السلبيه على الاقتصاد الوطني والتي تسبب العجز في الموازنه والتقشف وانهيار قيمة النقود لانه من ضمن قواعد الموازنه العامه هي قاعدة عدم التخصص أي ان لا تنفق ايرادات اقليم معين على نشاطات ذلك الاقليم تجنبا للتبذير والاسراف !
اما بالنسبه للسياسه الخارجيه للاقليم فحدث ولا حرج يتعامل كردستان مع دول العالم وكأنه دوله مستقله ويستقبلون رؤساء ووزراء الخارجية العالم ويمدون لهم البساط الاحمر وكما حدث سابقا مع وزير خارجية تركيا والذي ادخلوه الى كركوك رغم تحفظنا على سياسة تركيا وتدخلها بالشؤون الداخليه للبلد ودعمها للجماعات الارهابيه التكفيريه .
واستخدام الاقليم مأوى لقيادة الارهاب وقادة الفتنه الملطخه ايديهم بدماء الابرياء ليقوموا هولاء بالتآمر وتوفير الغطاء السياسي والاعلامي للارهابين في الداخل مثل رافع العيساوي والارهابي رافع الرفاعي والمجرم علي حاتم السليمان .
وكذلك فتح الاقليم ابوابه لدول معاديه للعراق والاسلام كان المفروض ان لا يتم التعامل مع هذه الدول مثل اسرائيل وغيرها واصبح الاقليم مكانا يرتاده الرعايا الاسرائيلين والحاخامات اليهوديه والاخطر من ذلك هو تصدير النفط العراقي الى اسرائيل وخصوصا نفط كركوك الذي احتلها واسحوذ عليها مسعود في الاونه الاخيره مستغلا انشغال المركز بمحاربة داعش الذي مهد مسعود لدخول هذه الجماعه الى المحافظات الشماليه والغربيه من اجل تحقيق مآربه القوميه والحزبيه  وللاستيلاء على ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها .
يضاف الى ذلك هو منع القوات المركزيه من دخول الاقليم او تنفيذ أي مهمه عسكريه لاعتقال أي مطلوب قد تسبب بزعزعة الامن الوطني لكن بالمقابل نرى القوات الكرديه والافواج الكرديه تتجول بكامل حريتها في العاصمه المركزيه بغداد وتقوم هذه القوات باعتقال وقتل من تشاء وكما حدث مع الصحفي محمد بديوي الذي قتل بدم بارد بسبب تهور ضابط كردي ولا احد يستطيع محاسبة هذا الضابط رغم بشاعة الجريمه التي ارتكبها .!
كما ان الاقليم يضع شروط قاسيه واجراءات مشدده لدخول العرب الى الاقليم واهانتهم فيما يتجول المواطنين الاكراد بكل حريه في مناطق العراق الاخرى
نعم انه استغلال وليس استقلال  .

Share |