نهاجم ألحشد الشعبي لاننا متمسكون بكراهية بعضنا/مهند ال كزار
Thu, 5 Mar 2015 الساعة : 1:05

عندما نريد أن نقلب صفحات التاريخ , نجد الكثير من المأثر والشواهد التي حصلت في ذلك الوقت , والتي تتحدث عن ألتعبئة الجماهيرية , التي تستعين بها الدولة لصد أو درئ أي عدوان داخلي أو خارجي , خاصة اذا كان هذا العدوان يعمل وفق أجندات خارجية وبدعم عسكري ومالي كبير ,
وفي العراق تجلت هذه الصورة بشكل واضح في وقتنا الحالي، بعد مهاجمة مدننا الامنة من قبل هذه العصابات الاجرامية ، حيث هب أبناءه الغيارى لصد هذه الهجمات المتطرفة.
ان هذه التعبئة قد أستخدمت في أيام الحرب العالمية الثانية , حيث كانت روسيا تستقبل الالاف من الشباب من أجل خوض حرب عصابات خلف خطوط الالمان, لكي تعطي الافضلية للجيش في المواجهه , لذلك أن هذه الظاهرة ليست بالجديده ولا تقتصر على الحالة العراقية فحسب , بل هي متطلبات حتمية تفرض نفسها بالقوة أذا ماتعرض الوطن للخطر .
ماحصل في العراق من احداث مابعد 9/6 هي كارثة أمنية بكل معنى الكلمة.! يتحملها من أنفق على المؤسسة العسكرية بحدود 25 مليار دولار, حيث كان الهدف من هذه الاموال هو قيام هذه المؤسسة بمواجهة هكذا تحديات , كل هذه الامور دعت المرجعية الرشيدة لكي تتدخل من أجل الحفاظ على الاقل على الوضع القائم , والذي فرضته هذه الجماعات على الدولة , ولكي لاتتطور الامورالى أبعد من ذلك لان الهدف لم يكن بغداد فحسب , لان تصريحات بعض قيادات هذا التنظيم كانت تعتبر بغداد من الاهداف الممكنه وأن كربلاء والنجف هي الهدف الاكبر , حيث كانت الخطة تنطلق من خطين الاول من جهة ديالى (العظيم) والثاني من جهة صلاح الدين(الضلوعية), وهو ماأفشله الاحرار والمجاهدين ألذين تركوا منازلهم وعوائلم من أجل الذود عن كرامة الوطن , تحت مجموعة من القواعد والتوصيات ألتي رسمها وخطها لهم أكبر مرجع للشيعة في العالم , وشتان بين من يقول " ان المسلم الحقيقي لا يتخلى عن انسانيته واخلاقه عند مواجهة العدو الحقيقي المتمثل بالارهابيين الدواعش في ساحات المعركة" ومن يقول " لا علاج لمن ينادي ياعلي الا بقطع رأسه ", .
على الرغم من كل التطمينات التي تطلقها المرجعية وقادة الحشد الشعبي الا أن هناك بعض السياسين الذين يمثلون السنة في العملية السياسية يتخوفون وبشده من نمو وتطور قوة الحشد الشعبي , كقوة عسكرية شيعية جهادية , مدعومة ومنضبطة بفتوى السيد السيستاني (دام ظله), مما يجعلهم يطالبون بوجود جيش سني الى جانب الجيش الكردي والجيش الشيعي حسب أدعائهم , وقد تناسوا أن تشكيل ألحشد الشعبي أنطلق لكي يحرر ألمناطق السنية لا الشيعية مما يعطية ألصبغة الوطنية لا الطائفية حسب تصور البعض , لذلك تجدهم يركزون على ألقشة ويغضون ألنظر عن الجرائم ألتي ترتكبها هذه الجماعات ألعبثية , وتناسوا ألمقولة ألتي تقول " في ألحرب لا عصمة من خطأ " أن سقوط العديد من أبناء الجنوب شهداء في الانبار وديالى وصلاح الدين هي رساله واضحة لتبديد كل هذه المخاوف التي لا صلاحية لها سوى أنها تشتمل على رؤية مصبوغة بصبغة التأثير الخارجي أو الغباء السياسي ألمعقد .
أن قوات الحشد الشعبي لا تزال إلى الآن منضبطة وتتحكم بها الضوابط الأخلاقية والإلتزامات الشرعية, ألتي ترتكز في فحواها على التمسك والمسير بخطى ثابتة على ما خطته المرجعية الدينية الشريفة المتمثلة بسماحة السيد السيستاني حفظة الله وكل مايشاع يراد منه هدف واحد , هو تحجيم , وتظليل الرأي العام حول المنجزات والانتصارات التي يحققها أبناء الحشد الشعبي, والتي فاقت كل التوقعات وأفشلت جميع المخططات التي أرادت النيل من وحدة وسيادة العراق .


