صناعة القوة/عصام الطائي

Sun, 1 Mar 2015 الساعة : 20:46

ان الله تبارك وتعالى قادرعلى ان يخرج من الضعف قوة وفق السنن التكوينية في هذا الكون وذلك بسبب التدبير الالهي قال تعالى ( لله الخلق والامر) وكذلك على مستوى السنن التشريعية فقد يتصور البعض ان ما يتعرض له الانسان من تناقضات في الحياة من خلال محاولة البعض خلق حالات الضعف في المسيرة الانسانية من خلال محاولة القضاءعلى الحق او اضعاف الحق الا ان كثير من حالات الضعف تكون هي السبب المهم في استيقاظ الانسان وزيادة وعيه  وبالتالي يكون السبب في صناعة القوة وبالتالي سوف  يكون من الضعف قوة ومن الظلم عدل ومن الرذيلة فضيلة ومن الشر خير ومن الانحراف استقامة ومن الكفر ايمانا.
وان ما نراه ما تحقق في السابق  من صناعة الكيان الصهيوني في فلسطين لاجل خلق حالة من حالات الضعف لخلق التناقضات في الامة كانت السبب في خلق عناصر اليقضة والوعي في الامة من خلال تنبيه الامة لما يجري لها من محاولات لتذويب الامة واضعافها  ذلك مما ادى الى خلق عنصر مقاوم هنا وعنصر مقاوم هناك وكذلك ما حاول الاستعمار القديم سابقا من خلال احتلال البلدان العربية والاسلامية وادى الى خلق اكثر من تناقض في الامة وان بسبب ما تملكه الامة من ارث تاريخي ساهم في صناعة اكثر من عنصر قوة وكانت السبب الى ظهور اكثر من ثورة تحررية ساهمت في اخراج الاستعمار من البلدان العربية والاسلامية .
وهكذا بعدما صنع الاستعمار اكثر من نظام دكتاتوري في المناطق العربية والاسلامية لاجل اضعاف هذه الامة ادى الى ظهور اكثر من انتفاضة واكثر من ثورة في الامة العربية والاسلامية ساهم في التخلص بدرجة ما من الطواغيت والانظمة الدكتاتورية وان كان دور الدولة العميقة قد سبب في اعاقة عمليات التغيير في اكثر من مكان الا ان على المدى القريب والبعيد سوف يؤدي الى عمليات اكثر اتساعا في التغيير.
وقد كان دور الغرب المنافق قد ساهم في كثير من الاحيان في اعاقة التغيير الا انه كان للضعف الداخلي في انفسنا  وبما يحمل البعض من اعتقادات واراء خاطئة قد سبب في زيادة التناقضات في الواقع من خلال خلق اكثر من مشكلة هنا وهناك لذلك كان الاسلام يعتبر ان اهم عنصر في صناعة القوة هو عمليلة التغيير الداخلي من خلال بناء المحتوى الداخلي بالمبادى العقلية السليمة والارادة القوية وهذا لا يتم الا من خلال التوجه الى الله تعالى سبحانه وجعل الاولوية في حياة الانسان هو التعامل الايجابي مع الله تبارك وتعالى وترك وابعاد واضعاف كل قضية تساهم في اضعاف الاولوية في التعامل مع الله من دنيا مغرورة ونفس امارة وشيطان يضل الانسان من خلال الاهواء والشهوات والامال الكاذبة.
وان القران الكريم بما فيه من افكار ومفاهيم وتصورات وقيم عليا احدى اغراضه هو خلق عنصر القوة عند الفرد المسلم لاجل القضاء او ازالة اغلب التناقضات في الواقع الخارجي ولكن المشكلة من عدم خلق عنصر القوة هو بما يحمل البعض من قيم شكلية غير واقعية يعتبرونها هي القيم الاصيلة بينما هي في الواقع تساهم في اضعاف عنصر القوة عند الفرد والامة المسلمة لذلك ياتي دور المصلح التاريخي الذي يساهم عملية الفرز التاريخي واصعب عملية في عملية الاصلاح هو وجود التراكمات من القيم والمبادى الشكلية غير الواقعية لذلك يتطلب عملية الفرز لتتم عملية الاصلاح وبالتالي تغيير الواقع الخارجي بما يحمل من تناقضات .
وان وجود ثقافة الخلاف والتركيز عليها يساهم في اضعاف عملية الاصلاح وان التراث التاريخي للامة المسلمة قد حمل لنا كثير من تلك التناقضات وفي الفترة الاخيرة هناك توجهات متطرفة شيعية وسنية تساهم في زيادة تلك التناقضات وهناك قنوات فضائية تساهم في زيادة هذه التناقضات من خلال التركيز على ثقافة الخلاف وكذلك وجود الفكر التكفيري الذي ساهم الغرب المنافق في خلقه لاجل خلق الفوضى الخلاقة وبالتالي زيادة التناقضات في الواقع .
وان مسؤولية الانسان المسلم الواعي هو ترك ثقافة الخلاف والمساهمة في علاج التناقضات في الواقع وذلك لا يتم الا من خلال عنصر التضحية لاعادة البسمة والفرحة على وجوه الناس وان من يساهم بخلق حالة الفوضى لاي سبب ما يساهم في زيادة التعاسة والالم فهو لا يمثل المصداقية باي حال من الاحوال وكل سلوك يناقض سلوك الرسول الاكرم لا يمكن ان يكون باي حال من الاحوال بانه يمثل المصداقية ولا قيمة لاي ادعاء ما لم يترجم بالواقع على شكل سلوك ايجابي وقيمة عليا واثر واضح في الواقع من خلال خلق ابتسامة هنا وفرحة هناك وحين ذاك يمكن ان يتحقق الاقتداء بالرسول والا الاقداء الشكلي والسلبي والمتخلف يسبب الاساءه للقيم والمبادي والمثل الاسلامية التي جاهد الصلحاء من الناس في بناءها في الواقع.
ان الوجوه المكفهرة  التي لا ترى على وجوهها الابتسامة لا يمكن ان تغير الواقع بل الوجوه التي ترى على وجهها الابتسامة الصادقة والفكرة الواضحة والارادة القوية والخلق القويم والحب الذي يملى الحياة هي التي يمكن ان تغير الواقع والوجه الذي ليس في قلبه الرحمة والشفقة والحنان لا يمكن ان يكون مصداق في الواقع .
وان كثير من المصلحين هذه الايام يركزون على عملية الاصلاح في المجتمع من خلال عملية النقد من خلال بناء شخصية تتعلم كيف تستعمل اسلوب النقد منذ الصغر والتركيز على شخصية انسانية تعتمد على العقل الناقد ويمكن منذ الدراسة الابتدائية او الاساسية حتى الكبر تعويد الطالب على عملية النقد البناء كعرض صورة سلبية ومحاولة التلميذ بيان وجه الخطا في هذه الصورة السلبية او السلوك السلبي او الموقف السلبي او الفكرة الخاطئة  او السلوك الخاطى وهكذا يتعود التلميذ على عملية النقد حيث يناقش الافكار والمواقف والسلوكيات لئلا يتعود على ثقافة التلقين التي هي سمة بارزة في تربيتنا الخاطئة في المناهج التعليمية كافة وان احدى سبل ازالة حالات الارهاب في المجتمع هو من خلال تعويد الناشئة على تبني فكرة العقل النقدي منذ ابتداء الدراسة حتى الانتهاء لذلك يحتاج ثورة في عملية تغيير المناهج الدراسية وان فكرة تبني فكرة التعلم  من خلال تبني فكرة العقل الناقد بدل استعمال التعليم من خلال التلقين هو احدى عناصر القوة في المجتمع .
وان اليد الالهية تخطط من حيث يعلم او لا يعلم الكثير من الناس وما حالات التناقض التي نشاهدها هذه الايام وما تسبب من اذى ومصائب ومحن للناس ولكن في المقابل هناك صناعة لقدرات اكثر من موقع واكثر من مكان ما هي الا عملية تدبير الهي قادر على ان يزيل الظالمين ويحطم قدراتهم مهما بلغت من قوة وان قوتهم قوة وهمية فالقوة الحقيقة هي مع الحق واهله .                                 عصام الطائي

Share |