أسلام في عهد التكنولوجيا/فراس الجلالي

Fri, 27 Feb 2015 الساعة : 13:25

تزداد كل يوم أواصر ارتباطنا بالتكنولوجيا, حتى أصبحنا مدمنين على أستعمالها, وأصبح تواجدها ضروري في كل بيت..
لقد أصبحت العوائل تخصص جزء كبير من دخلها لشراء الأجهزة التقنية, وتأمين أشتراك في الشبكة العنكبوتية, التي جعلت من العالم قرية صغيرة..
قرية أفتراضية ذابت فيها الحدود مع الآخرين, وذابت معها القيم, وقارب كل شيء جميل فيها على الانتهاء, لا لخلل في التكنولوجيا, بل لوجود لوثة في عقولنا..
لقد تربينا لنخالف ونختلف, فأصبحنا مجرد أوعية فارغة, قلوبها مغلفة, لا تفقه ألا المفاسد, فدخلت كثير من الناس بممارسات حيوانية, وتقليد أعمى, لتقليعات دادائية, تعكس حربا على الدين والالتزام القيمي.
ولعل مجتمعاتنا المسلمة هي الاكثر تضررا بالتكنولوجيا, فمع وجود المال, أستحصلت على أحدث تقنيات الاتصال, وانتشرت أغلى الاجهزة المحمولة بدون جهد أو عناء..
لتصبح وسيلة للانفتاح المفاجئ والسريع, الذي مهدت أليه وسائل التواصل الجماهيري, ولاسيما التلفزيون, بما أحتواه من مسلسلات تشجع الغرائزية, وتدور حول الشهوة ألا شرعية, التي يحرمها الاسلام المحمدي جملة وتفصيلا..
فبعض الفتيات اليوم يلاحقن الفتية, ويتبجحن بالعلاقات الغير شرعية, أمام اقرانهن الملتزمات, كما بعض الطالبات يبدلن ثيابهن في المغاسل, ويتبرجن بالسيارات العامة, غير آبهات بالناس أو أنتقادهن لهن..
المشكلة ليست بالتقليد أو ألاهتمام بالمظهر, المشكلة في تغيب الشخصية, وضعفها..
فنحن كما أشرنا نتعامل مع أوعية فارغة, تريد أن تبدو ممتلئة ولو بالترهات, فما أعظم الفتاة والشاب حينما يجدون لبناء ذواتهم, وينالون الشهادات, ويبرعون بالاعمال, فنفتخر بهم ..
المشكلة أننا نعيش بمجتمع بات بغالبيته سلبيا ضعيف الشخصية, وبارد في أستحصال حقوقه, وعندما يتم الضغط عليه ينفجر بعدوانية, كالمريض الذهاني, يؤذي نفسه والآخرين ممن يحبونه, ولا يضرونه..
لقد أمسى شبابنا صيد سهل لأصحاب المقاصد الخبيثة, فترى بعضهم يرقص بالملاهي حينا ويؤيد داعش حينا أخر, وأخريات يمارسن جهاد النكاح لدعمه بعد أن كُن ملتزمات, أشياء لا يمكن تصويرها أو تصورها..
وفي تطرف أقل حدة ولا تقل بخطورتها, ظاهرة التحول الجنسي, وتقليد الاخر بلبسه وتزينه..
الغريب أن الاوربيين والامريكان ومن يقلدونهم, لا يرتضون ان يكونوا بالدرجة ذاتها في تقليد المسلمين, بل يعدونا غرباء, ويتخوفون منا..
فهل باتت ثقافتنا أقل شئنا من ثقافتهم, أم أصبحت أخلاقنا كالمرجوحة لا تستقر بعد دفعها, اليوم أسلامنا يعوزه الايمان.

Share |