فتى العم سام المفقود/نعيم كرم الله الحسان
Wed, 25 Feb 2015 الساعة : 2:37

العم سام هو الإسم الشعبي للولايات المتحده الأمريكيه و كغيري من الناس كنت أعتقد أنه كنايه عن سام إبن النبي نوح بإعتباره الشقيق الثاني لحام الذي يرجع إليه العرق الأسمر الذي يننتمي له العرب بينما ينتمي الجنس الأبيض إلى سام بعدما تفرق أبناء النبي نوح في الآفاق بعد النجاة من حادثه الطوفان التي عمت الأرض إلا أنه غير ذلك فالعم سام هو مواطن أمريكي مشبع بالروح الوطنيه لبلاده كان إقطاعياً كبيراً ويملك قطعان هائله من المواشي والأبقار وفي عام 1812وإبان حرب الإستقلال الأمريكيه عن الأم بريطانيا العظمى تعرض الجيش الأمركي لنقص في المؤن والإمدادات فقام العم سام بتهيئة اللحوم والغذاء ووضعه في براميل وإرساله للجيش الأمريكي لكي يصمد ويستمر بمقاومته للجيوش البريطانيه .وكان يكتب على البراميل حرفي u.s ,والتي ترمز للحكومه الأمريكيه الناشئه آنذاك بينما إسمه هو سام نلسون وحين كان الجيش يستلم تلك المؤن تسائل الجنود ماذا تعني هذه الحروف فأجابهم جندي يحمل روح الفكاهه بأنها الحروف الأولى من أسم العم الذي يرسل لنا اللحوم والمؤن ....ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا الأسم يرمز لأمريكا بين مواطينها وكذلك خارج البلاد...
وبعد هذه المقدمه البسيطه يبدو أن العم سام لايمكن سبر غوره تجاه القضيه العراقيه فهو له وجوه عديده وطرق متشعبه للتعامل معهافبعدما تحمل أعباءدخوله المباشر للعراق وقيادته لتحالف دولي أسقط بقوته نظام البعث بعد سنوات طويله من التحير والتعقيد كانت عملية تحرير الكويت مقدمة لها حين ذاك كان الأمريكان في حيره للتعامل مع نظام صدام وكيفية التخلص منه لأنهم لم يروا بديلاً مناسباً له يرضي التوجه الأمريكي ويحافظ على النظام التقليدي في المنطقه ..فبعد الإنتفاضه الشعبانيه وما أظهرته من مواجهه جديه مع النظام سلط الضوء الأعلامي على بعض شخوص المعارضه والمعارضه المقيمه في إيران حينها سُإل وزير الخارجيه الأمريكي جميس بيكر عن موقف الحكومه الأمريكيه تجاه هذه المعارضه ..فأجاب الصحفيين بأنها{ وجوه غير مرغوب فيها } ..وأعتقد أن أسباب هذا الجواب معروفه للمهتمين بالشأن العراقي ..ومجملها أن هذه المعارضه هي محسوبه على التوجه الإيراني ومدعومة من قبله وهذا يتقاطع مع السياسيه الأمريكيه وستراتيجياتهافي المنطقه...بالإضافه لعقد العلاقات الأمريكيه الإيرانيه المزمنه والمشحونه بالروح الثأريه وكون هؤلاء ينتمون إلى أحزاب وتجمعات دينيه ربما هي صدى للأفكارالإيرانيه وتابعه ومنفذه لها وهذا أبعد الخيارات الأمريكيه
لكن الذي حدث بعد2003وبدء المشروع الامريكي القائم على أساس مبدأ الديمقراطيه وصعود الجهات التي كانت تحاذر أمريكا من التعاطي معها أصبحت أمراً واقعاًلابد من مسايرته ولكنه ليس خياراً ولاهدفاً لعملية أمريكا في العراق ....فأمريكا لن ولن تقتنع اليوم أو غداً أن الوضع القائم هو الوضع الذي تريده في العراق أو هو البديل المبتغى بعد إسقاط نظام البعث ..وزاد من قناعاتها هو فشله الذريع على كافة الأصعده ونهم رموزه للسلطة والمال بالإضافه لعقليتهم السياسيه البدائيه
كتب أحد الساسه الكبار في واشنطون حين بدء العمليه السياسيه في العراق قائلاً ..{على أمريكاأن تنتظر وقتاً طويلاً لكي يظهر جيلاً من القاده السياسيين الليبراليين الذين يستطيعون قيادة العراق وبناءه بعد عبور مرحله الأحزاب الطائفيه التي جاءت مستغله لفرصة الديمقراطيه والتي ستؤدي بالبلد للفشل
ولهذا أن أمريكاالآن في حالة الإنتظار ومراقبه للمطحنه البشريه وأدواتها إلى حين يظهر فتى العم سام المفقود على أنقاض مسخ العمليه السياسيه.