حديث عن بطون منفوخة قهرا !؟/فراس الجلالي

Sat, 21 Feb 2015 الساعة : 2:51

في ظل الوضع الامني المتردي نتيجة اللا توافقات السياسية التي أفرزتها حكومة الغلاة داخليا وخارجيا, وما رافقها من الفساد الحكومي, وما نتج عنه من أنتشار الفقر والفتن بين مكونات الشعب العراقي, فضلا عن الواقع الخدمي المتأخر بسبب غياب البرنامج, وعشوائية العمل الرسمي؛ أصبحنا  نتشارك كعراقيين اليوم بيومياتنا ..
فأيامنا باتت متلبدة بالغيوم, كهذا النهار الممطر المصحوب بأنقطاع التيار الكهربائي, الذي لم يثني عزيمتنا نحو الهروب من الظلام الى النور, فبعد توقف المطر, خرجت للسوق الشعبي صباح اليوم..
أنا موظف أنتظر العطلة لأقضي فيها أشغالي الخاصة, متطلبات حياتي, قضاء وقت مع العائلة. زيارة الأقارب, تسوق...
فاليوم عطلة, وجزء منه للتسوق, وصلت لهناك وجدت الباعة يمسحون الطين, الذي غطى الشارع كالعادة بعد كل مطر. ليتبسطوا عليه وبضائعهم, هم ﻻ يرجو أن يستمر هطول المطر, لأنهم يريدون أن يبيعوا ما حملٍه كسر ظهورهم .
على الرغم من رداءة الأحوال الجوية خرجوا مع (ماسحاتهم الخاصة وبعض علب كارتون) ينظفون ويفترشون الأرض..
فقوتهم يومي,  وبضاعتهم مصدر عيشهم ورأس مالهم.
وما أبسطها من بضاعة بعض علب الحلويات الرخيصة أو خضار قليلة (ثلاثة بربع) أو طماطم وخيار وبطاطه, الكيلو غرام بخمسمائة دينار, ﻻ أعلم ما سوف يجنونه من تعبهم هذا في هذه الحالة والظروف المتغيرة, هل سيربحون عشرة  آلاف من الدنانير؟ أم سيتعرضون للأمراض المنتشرة تقصيرا أو عدوانا, أو ستلاحقهم قوات الأمن التي تخاف عليهم  من أستهداف تجار الدم وأصحاب المفخخات.
شاب يصيح (لو يفتحون التعينات) شيخ يقول( هسه لو يلبسوني عسكري) عجوز تردد(شيخلصها)...
آه من الإرهاب كله. آه من تسلط بعض وﻻة  الأمور .آه من فساد بعض الساسة, لماذا لا يلتزمون بالدستور ويجعلون القانون  أساس العدل في الحقوق  كالواجبات وفي كل شيء؟
سؤال ماذا عن تآلف بضاعتهم... من أين سيعوضونه.. هل سيشدون الحبال على بطونهم المنفوخة قهرا نتيجة القالون العصبي أو المتقعرة جوعاً.
يا ليتني لم أخرج للتسوق ولم أرى الباعة الجائلين.
الجو بارد والأرض رطبة ممتزجة بالأطيان وأوساخ أخرى ﻻ اعلم مصدرها كان الشارع بلا تبليط, وكأننا بلا أمين  ولا راع.
أكيد سينقطع جزع نعلي. فجل مستورداتنا من الصين أو تركيا وهي رديئة .
ولكن الأطفال يريدون الطعام. البيت يريد مستلزمات. الباعة منتظرين من يشتري منهم.
هل أبقى أتجول في الشارع .ﻻ ﻻ  الأمر مزعج والمال قليل. (غضب الله على الظالمين)...وياليتني لم أك شيئا, على الاقل  حتى يحكمنا انسان عادل, يحس بشعبه, ويعمل لأجل  رفاهيتهم؟!

Share |