تحليل: رسالة السيد السيستاني الى "العراقيين" كعهد الامام علي الى "المصريين"
Sat, 21 Feb 2015 الساعة : 6:25

وكالات:
قال حجة الاسلام الدكتور محمد رضا امام عميد كلية الالهيات بجامعة طهران، ان التوصيات التي اصدرها المرجع الديني السيد علي السيستاني للمقاتلين والعسكريين العراقيين، تبين "رؤى الشيعة والاسلام الاصيل، وفضلا عن ان الذين يقولون بان المسلمين يتبعون علمائهم يجب ان يتأثروا بذلك".
واضاف في حديث رصدته "المسلة" في متابعاتها، ان "الجماهير قد تكون تلقت على مدى السنوات تعليمات من حكوماتها او زعمائها او سياسييها قضايا لا تتوافق مع الاسلام، لذلك فان اية الله السيستاني رأى من الضروري تبليغ العسكريين برؤى الاسلام والتشيع".
وتابع ان "ايه الله السيستاني اختار العسكريين لان هذه الفئة لا يجب ان تستهين وتستخف بأرواح واموال واعراض الناس بل يجب عليها ان تهتم بالمحافظة عليها".
ورأى عميد كلية الالهيات ان "توصيات اية الله السيستاني واضافة الى طابعها التنويري تعد دعوة للدين ايضا، ان هذه التوصيات تؤدي الى ان يعلم الجميع انه لا فرق بين الشيعي وغير الشيعي من وجهة نظر علماء الشيعة وعلى الكل ان يحترم احدهم الاخر، ان هذه التوصيات تدفع الذين يبحثون عن المنطق والحق الى الدفاع عن حريم الاسلام والعلماء وبالتالي افشال المؤامرات".
واكد على انه في ظل هذه التوصيات فان "وجهات نظر واراء العلماء تختلف تماما، عما تروج له وسائل الاعلام المعادية او التي تدعي الاسلام في الظاهر".
وعلى الصعيد نفسه، حيث تعليمات السيد السيستاني، تلقى الاهتمام من قبل الباحثين والدارسين، قال الباحث ماجد حاتمي، ان صوت السيد السيستاني، يأتي من مدينة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، النجف الاشرف، حيث يعيش في بيت قديم صغير في زقاق من ازقتها الضيقة، رافضا رغم كل وحشية الدواعش وفظاعاتهم، دعوات الانتقام، داعيا الى التمسك بنهج ائمة اهل البيت عليهم السلام، مقدما نصائح للمقاتلين العراقيين، من القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي، في اطار رسالة يجب ان تكون ميثاقا وعهدا يلتزم به جميع المدافعين عن ارض وعرض العراق.
ودعا السيد السيستاني في شباط / فبراير 2015، العراقيين في عهده إليهم، الى التصدي لداعش، والدفاع عن الاعراض والمقدسات، وعدم الانجرار وراء الانتقام، او التعامل مع الاخر، كما تتعامل داعش.
واعتبر الكاتب ان عهد السيستاني للعراقيين، "يتضمن معان دينية وانسانية واخلاقية غاية في الاهمية، تتطلب من النخب الفكرية في العالمين العربي والاسلامي، الوقوف امامها طويلا لاستجلاء غاياتها، والوقوف عند مقاصدها، واتخاذها منطلقا لمعرفة الموقف الحقيقي للاسلام الاصيل من الانسان والحياة، بعد ان ساهمت القراءات الخاطئة والتطبيقات المتخلفة في تشويه صورة الاسلام، حتى لدى الفرد المسلم ناهيك عن الاخر".
واضافة "قراءة السيد السيستاني للاسلام هي قبس من قراءة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وما عهده اليوم للعراقيين، الا رجعا لعهد الامام علي (عليه السلام) لمالك بن الحارث الأشتر حين ولاه مصر، ويمكن سماع هذا الرجع ونحن نقرأ بعضا من وصايا الامام علي (عليه السلام) للأشتر، لنقرأ ونسمع: "إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حقها ! والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام، فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله. ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد، لأن فيه قود البدن. وإن ابتليت بخطأ وأفرط عليك سوطك أو سيفك أو يدك بعقوبة، فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم. وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين".
المصدر:المسلة