المجاهد "هادي العامري".. "جياب" الفيتنامي؛ و"كاسترو" الكوبي!.. أصبح اليوم هدفٌ أميركي!؟/سامي عواد
Thu, 19 Feb 2015 الساعة : 9:35

الرئيس "أوباما" الأميركي نسى أو تناسى هزائم أميركا وحلفائها في حربين عرفها العالم ويتذكر بطولات شعبها وقادتهم شعوب العالم المضطهد والمستغل من قبل تلك القوى العظمى الظالمة والتي لا تعرف التعايش مع الشعوب إلا عن طريق القوة والهيمنة واستغلال ونهب ثرواتها ونشر قواعدها لتطال أذرعها أهدافها بواسطة عملائها الخونة من قادة تلك البلدان.
إلا أن بلدانا مثل فييتنام وكوريا الشمالية وكوبا في الماضي استطاعت بوحدة وتماسك شعوبها وتضحياتهم الجسيمة وقيادة حزب واحد!, استطاعوا أن يهزموا أميركا وفرنسا وحلفائهم في فييتنام وفي المعركة الحاسمة في محاصرة قلعة "بيان بيان فو" التي كان يتحصن بها الفرنسيون في نفس الوقت الذي كان فيه التفاوض قائم ليل نهار في باريس ومن ثم القبول بشروط الثوار الفيتناميين بقيادة الجنرال "جياب" الشهير! الذي أقلق كل قادة الجيوش الأجنبية الغازية وبزعامة الزعيم المتواضع "هوشي منه" ووافقت فرنسا على كل شروط الثوار مقابل إنقاذ قواتها المحاصرة في تلك القلعة التي حصلت الفييتنام الحرية والإستقلال ومن ثم الوحدة لكل فييتنام. وما أشبه "جياب" بـ "هادي العامري" اليوم!! الذي أصبح مطلوباً من عصابات أميركا في العراق ودواعشهم!؟
السيد "أوباما" هدد العالم كله بأن الولايات المتحدة وقواتها الضاربة يجب أن تسود العالم وأن يحترمها الجميع بكل صراحة ووضوح في كلمته الأخير التي تقرأ بأن هذه اللهجة الغريبة ناتجة عن إخفاقات كثيرة في سياسة الولايات المتحدة الأميركية في المجال السياسي الدولي مما جعله يلجأ إلى نبرة التهديد والوعيد لمن يقف أمام مصالح أميركا وشعبها على حساب شعوب العالم الضعيفة وهذا ما يسمى بأن الإستعمار أعلى مراحل الرأسمالية! وينسى في نفس الوقت ما جرى للقوات الأميركية وحلفائها في الحرب الكورية وهزيمة بلده ومَنْ يساندها أمام المقاومة البطولية للشعب الكوري؛ وكوريا الشمالية اليوم التي لا زالت تقلق أميركا والغرب كله؛ هذه هزيمتين لأميركا وحلفائها التي يهدد بها اليوم السيد "أوباما" بدلا من إيجاد سبل سلمية وعادلة للتعامل مع دول العالم وشعوبها لتخلص الناس من شرورهم ومؤامراتهم وتعاونهم مع المرتزقة والمجرمين في قتل أبناء الشعوب وذبحها وحرقها بدعمهم ورعايتهم الواضحة لهذه القطعان من الهمج والمجرمين بعيدا عن كل ما يدعون من الأخلاق والإنسانية كذبا وخداعا.
والهزيمة الأخرى التي منيت بها الولايات المتحدة الأميركية كانت بسقوط حليف لهم في أميركا اللاتينية وفي كوبا بالذات وهو العميل "باتيستا" حاكم كوبا على يد الثائر الشاب "كاسترو" الذي أقام نظاماً إشتراكياً! على مقربة من زعيمة النظام الرأسمالي أميركا وعلى بعد 200 ميل من الشواطيء الأميركية متحديا كل جيوش أميركا وقوتها الجوية الضاربة! وصواريخها القارية وفرض كاسترو نظامه الثوري وجابهته أميركا بالحصار الذي لايزال مستمراً إلى يومنا هذا والبطل "كاسترو" على فراش الموت وكان قد سبب الصداع لحكام أميركا وكان هدفاً لكل ما يملكون من استخبارات وفرق الإغتيال ولم ينالوا منه رغم كل المحاولات التي تميزت بالفشل.
واليوم وفي العراق يقف "هادي العامري" المجاهد الصامت شامخاً في انتصاراته الباهرة الدواعش والمتمردين من العراقيين الخونة, التي جعلت أميركا وتركيا وإسرائيل أن تغير من خططها ومخططاتها بعد أن قاد عناصر الحشد الشعبي الأبطال وحقق انتصارات لم يتوقعها الأعداء والتي "بشرونا" بأن القضاء على "الدواعش"يحتاج إلى ثلاثين سنة وبعد انتصارات الحشد الشعبي وقيادة المجاهد "هادي العامري" والجيش العراقي والقوى الأمنية الأخرى بقياداتها الشجاعة أصابتهم صدمة رهيبة وأصبحوا يتحدثون عن ثلاث سنوات!! وخابت حساباتهم وانكشفت أوراقهم بعد أن تشامخت! قياداتنا الحكومية والشعبية وقدمت الشهداء من خيرة القادة الذين لم يغادروا ساحات المعارك الضارية حتى نالوا الشهادة وشهد لهم الشعب العراقي بالبطولة والتضحية والتقدير.
نصيحتنا إلى المجاهد "هادي العامري" أن لا يتواجد في مكان واحد أكثر من يومين! إننا نعلم أنه لا تفوته هذه الأفكار ولكن الذكرى تنفع المؤمنين؛ والمتربصين به كثيرون ولا يجب الاستهانة بهم..
ونصيحتنا إلى السيد "أوباما" أن يجد وقادته وحكومته طريقا وأسلوباً أكثر عقلانية واعتدالا وإنسانية في التعامل مع الدول الضعيفة والشعوب المظلومة, وأن مَنْ يرسم له سياسته وقراراته على خطأ كبير والدليل أنه قد غير وزير دفاع الجيش الأميركي أربعة مرات في مدة حكمه وهذا يعني أنه يصر على الأسلوب الخاطيء في التعامل مع الأحداث العالمية ويعرض بلاده إلى الخطر في مجالات كثيرة وإن بعد أميركا عن الأحداث لا يبعدها عن تعرض مصالحها في العالم إلى الدمار والإخفاق في السياسة والإقتصاد كما أن سعيه إلى توريط أوروبا بحرب قادمة من الشمال من أوكرانيا التي انتبه لها قادة أوروبا وعلى رأسهم مستشارة المانيا وتحاول إخمادها في مكانها قبل انتشار لهيبها وتسلم منها أميركا لتسيطر بعد خراب الديار على جزء مهم من العالم بمفردها, ننصح الإدارة الأميركية أن تساهم في عمليات السلم في العالم وتغيير سياستها الإستعلائية على العالم لأن مصيرها الخراب في كل مكان وحتى في أميركا النائية ولا تنسى هزائمها في التاريخ!!؟