على أعتاب ناقوس الجفاف .. الفهود تحتضر/محمد المحمد العجرش
Thu, 19 Feb 2015 الساعة : 9:12

مدينة الفهود عروس الهور وثغر الناصرية الباسم ، المكتسية بإكليل الخضرة ، المتهدلة من ضفائرها كحسناء تطفو فوق صدر الماء .. أصبحت اليوم تعاني الجفاف في حاله مزرية من الخوف والحذر ان نعود الى التاريخ الحجري ..
فأن توقف محطتين لضخ الماء رغم المناشدة من شحت المياه الواصلة للناحية إنذار مبكر ينبئ بالخطر القادم وليسما نحن في فصل الشتاء ..
الصيف قادم .. والحاجة الى الماء كبيرة ..
مشروع البَدعه أصبح (بِدعه ) .. والمقاول كالملح يذوب عندما يروق له الاختفاء ..
شدني تقرير حول المياه والبحار من على قناة (ناشيونال جيوغرافِك ) وهو يتناول تلك الهبه الربانية للحياة وقد ورد في التقرير أن كمية الماء العذب والمالح على الأرض لم تنقص ولا قطرة من الخلق، إنها تعود إلى الأرض بشكل أو بآخر، ولكن الكمية المتاحة في الأماكن المتاحة هي التي تندر، وكمياتُ الماءِ العذبِ القابلة للاستهلاك البشري هي التي تندر، وأعداد البشر المتكاثرة هي التي تسبب النقص بنسبة التزايد لا بنسبة النضوب.
تذكرت حينها أننا جزء من السبب في نضوب شريان الحياة بصوره مقصوده او غير مقصوده ، بوعي او بدون وعي ، أننا كمواطنين لا نعبئ بمسؤولياتنا ولا نبالي بثرواتنا الوطنية ، فالتبذير سمه تعودنا عليها عندما يتعلق الأمر بالصالح العام ، فالبعض لا يغلق أنبوب الماء ويتركه يتدفق في المجاري بدون ان يضع (حنفيه ) وكأن الماء يأتي مع ضوء الشمس بسهوله ، والبعض يَغرق الشارع ولا يعلم بان خزان الماء فوق حمَّامهُ قد امتلئ وما زاد منه قد ملئ طريق الناس .. وأننا نصرف من الماء ما يعادل خزان ( دنكر ) عندما نغسل السيارة ..وكان الرسول لم يطرق مسامعنا عندما قال ) لا تسرف ، ولو كنت على نهر جار ( ...
كثيرة هي تجاوزاتنا على الماء ، ونتذمر كثيرا عندما نرى موظف الماء يطرق أبوابنا حملاً وصل التسديد .. كواقع حال الموطن مقصر ، والمقصر الأكبر هي الجهات المسؤلة التي هي الأخرى تريد ان يأتيها الماء مع ضوء الشمس بلا عناء ولا بناء .. فان أهدار الماء دون سياسة اقتصادية مدروسة لحفظ هذه الثروة التي تعتبر شريان الحياة يضع عجز الحكومة تحت المجهر من عدم التخطيط والاستفادة من الخبرات في استثمار الثروة المائية المتدفقة من نهري دجلة والفرات والاستفادة منها دون تركها تذهب الى الخليج العربي هدراً ..
ألان ناحية الفهود اشد المناطق عرضه للجفاف ونضوب الماء الصالح للشرب فضلاً عن غيره ..
صيحات استغاثة أهالي ومسؤلي الناحية لا تجد الجديِّة في التعامل معها
ومجلس المحافظة يبني تحالفات ويهدم أخرى لتغير هرمية السلطة .. فلا يرمق بطرفه ظمئ مدينة على حافة الهلاك..
أننا في تيه ، ومدير دائرة ماء الفهود اﻻستاذ موسى ليس (موسى الكليم ) كي يضرب بعصاه الحجر لتنبجس اثنتا عشرة عينا ..
وإذا ما استمر الحال فستتوقف كافة المحطات المغذية للناحية ، وعندئذ يجب اﻻستعانه باﻻستاذ موسى مدير البلدية وهو كذلك ليس (الكليم ) وليس لديه عصا .. بل يمكن ان تقوم (حفارات )البلدية بحفر آبار عملاقه في أطراف الناحية ..
وعلى الحكومة المحلية في المحافظة ان توفر وسيلة للنقل ما بين اﻵ بار والدور السكنية ، ولعل أزمتنا تكون مدعاة لوحدتهم وشعورهم بالمسؤولية تجاه أبناء جلدتهم فيوفروا لكل عائله (حمار ) فهو وسيلة نقل ﻻ بأس بها ،كما أنها ﻻتحتاج الى بنزين او كاز وﻻ تتأثر بأزمة الغاز وعلى ما يبدو سهلة القيادة للصبيان والرجال وحتى النساء ،وخير ما فيها انها قليلة الحوادث وتستطيع السير على الشوارع الترابية وﻻ تتأثر بالحفر الموجودة في الشوارع وﻻ تحتاج الى حزام أمان أو أجازة سوق ..
في أمان الله