على من تٌنكس الأعلام/نعيم كرم الله الحسان

Thu, 19 Feb 2015 الساعة : 8:52

ربما يذكر هذا العنوان برنته القارئ اللبيب بعنوان رواية الكاتب الامريكي الشهير ,أرنست همنغواي ,..لمن تقرع الأجراس الذي وثق فيها أحداث الحرب الأهليه الإسبانيه ببراعة عبقريه فيها سيلاً جارفاً من الإنفعالات الإنسانيه العظيمه ..تلك الحرب الجنونيه التي كانت عبارة {يحيى الموت }أحد شعاراتهاالذي يلخص رخص الروح البشريه في جو الحروب الرمادي ...كان همنغواي يقول بمراره ..أن الحرب عاهره وعاهره بكل ماللكلمه من معنىً دنيئ ....
ولكن الذي ذكرني أنا شخصياً اليوم هو إعلان الحداد وتنكيس الأعلام لمقتل شرطي واحد  في الدنمارك ...نعم واحدحيث لايعني العدد أي إيحاء يقلل من قداسة الروح البشريه..أوليس نحن من يردد بوقاحه نادره دون تقديس عملي للنص ...من قتل نفساًبغير نفس أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً...
فماعدد الذين قتلوا في هذا البلد ياترى دون ذنب أوقيد أو فساد .. ..فلمن وعلى من ننكس الأعلام في ذاكرتنا المتخمه في قصص الموت الجماعي الرهيب والمؤلم والحزين
فمنذ أن حسبنا على قيد الوجود ونحن ندخل في كابوس حرب ونخرج من كابوس حرب ثم ندخله مرة أخرى
مرةًمن المرات الغريبه والغير مفهومه كناطلاباًفي الرابع الإبتدائي وحين كنا لانعرف وقتاً للدوام في المدرسه إلا الوقت الصباحي حشدنا أحد المعلمين الناشطين جداَفي الإصطفاف الصباحي وطلب بحماسه لافته ..أن نقف دقيقة صمت على وفاة الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو ..وقال أننا سننكس العلم حداداً على روحه كذلك ونفذنا طائعين دون أن نعرف أننا نقف على بحيرة الدم القادمه والتي مرت
وبعدها وبعدها عرفناأننا جميعاً نحن والأموات أن تنكس الأعلام على أرواحنا التي لايأبه بها أحد .
فمتى ما قلبنا الذاكره بعمق وحياديه فلن يتجلى فيها إلا تاريخ من القتل والمجازر والدماء والغرابه
فمنذأيام مرة ذكرى مجزرة شباط التي سماها القتله وعسكاً للمنطق بعروس الثورات لأنهاحفلة دمويه قضت على رأس الدوله قتلاً في قاعة الموسيقى أعقبتها مجازر راح ضحيتها أكثر من أحد عشر ألف من سجناء الرأي والمعارضين لحكم العصابه
أعقبتها دوامة من القتل والتصفيه فلم يسلم منها عالم أومفكر أو صاحب رأي
جماعات وأفواجاً تتبعها أفواج
فعلى من ننكس الأعلام في هذا العراق العجيب الذي يسمى الجهل فيه علماً والحرب سلام والمخبول قائداً ضرورياَ
والخرافة قداسه ..فهذا هو تاريخنا القريب سائحاً بأنواع الموت من الكيمياوي الى دفن الناس بمقابر جماعيه الى جنون الذبح والتفجير وتقطيع البشر ...في سلسلة من الجنون لانهاية قريبة لها

Share |