انطلقت أحاديث تناولتها وكالات عالمية في اليومين الماضيين عن عزم التحالف الدولي للتدخل بريا لمحاربة تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية أو «داعش» وطرد أفراده من المناطق التي استولى عليها سواء في العراق أو سورية، ومثل هذا الأمر يدعونا للتساؤل عن مدى تقييم نتائج عمليات التحالف الدولي في القصف الجوي المتتالية منذ شهور وكلفت كل دولة مشاركة ملايين الدولارات بما فيها دولة الكويت التي كانت لها مشاركة لوجيستية ضمن عمليات التحالف.
وازاء هذا الأمر، يتضح لنا فشل التحالف الدولي بمكافحة تنظيم «داعش» المتطرف، بل لاحظ الجميع وبشهادة العديد من المحللين العسكريين والخبراء ان مع عمليات التحالف الدولي تمددت «داعش» بمساحات شاسعة وسيطرت على العديد من المناطق في العراق أو سورية، وليس العكس كما كان يأمل التحالف الدولي بعملياته شبه اليومية.
ونسأل حكومتنا، ما هي الاستراتيجية التي تم وضعها قبل اتخاذ قرار المشاركة في عمليات التحالف الدولي - هذا ان وجدت استراتيجية اصلاً؟ وكم كلفت الكويت من الأموال مقابل المشاركة، لاسيما ان الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقبل إعدامه حرقاً، نشرت «داعش» مقطع فيديو يتحدث فيه الكساسبة عن مشاركة الكويت والخدمات التي تقدمها للطائرات المشاركة من خلال قاعدة علي السالم الجوية؟ ولذلك نسأل حكومتنا: نحن نحتاج «الشفافية» بالتعاطي مع هذا الأمر، والذي يبدو من خلاله ان التحالف الدولي وبقيادة واشنطن قد وقع في فخ «داعش»، لذلك سيتم اللجوء للحرب البرية التي ستكلف الجميع فاتورة باهظة الثمن بالارواح والأموال بعد ان كان هذا الخيار مستبعداً تماماً من جانب الدول الرئيسة بالتحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
قلناها سابقاً، ان محاربة أفكار «داعش» تكون باستراتيجية محكمة وبعيدة المدى، بوضع خطة لمحاربة الفكر بالفكر، تطبيق القوانين من دون تمييز وسيادة العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع في الدول التي تنتشر فيها أفكار «داعش» أو أي تنظيم متطرف آخر.