تجليات الشيخ علي عبد الرازق/نعيم كرم الله الحسان

Thu, 12 Feb 2015 الساعة : 2:18

في مطلع القرن العشرين وحين أفول نجم الخلافه العثمانيه وتلاشي الدوله العليه وبروز الدوله العلمانيه التركيه الحاده والموجعه لإصحاب العمائم والطرابيش برز من بين قادة الأزهر وأساتذته صوت يشق عباب الزمن والتاريخ ليكشف المغطى عن بحيرة الدم التي تكونت عبر قرون مضت من تاريخ حكم المسلمين تحت مسمى الخلافه...ليصدر كتابه الصادم والعميق المدعم بالإراء والشواهد الرصينه بأن الخلافه ماهي إلا وسيله سياسيه إبتكرها المسلمون من عندياتهم وليس لها أساس ديني وإنما هي وسيلة الإحتفاظ بالحكم والسلطة القاهره ..وإنها بعيده كل البعد عن الإسلام لأن الإسلام دين روحي لادخل له بالسياسه لأن السياسيه أمر دنيوي يعود إختيارها إلى الناس ..وأن الخلافه هي مجرد نظام نسب إلى الإسلام وليس من الإسلام في شيئ ...
وقد صاغ ذاك كله بحرفة الخبير ذو الحجه الدامغه في كتابه الصغير حجماً والكبير عمقاَ وهو {الإسلام وأصول الحكم}...
يقول الشيخ علي عبدالرازق ..أن الخلافه الإسلاميه ليست أصلاً من أصول الإسلام بل أنها مسألة دنيويه ولم يرد بيان في القرأن الكريم ولا في الأحاديث النبويه في التأكيد على تنصيب الخليفه أو إختياره لابل أن التاريخ يبين أن الخلافه كانت نكبه على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد حسب قوله
ويتسآل الشيخ علي عبدالرارق عن سبب تخلف فقهاء المسلمين في البحث في موضوعة الخلافه والسياسه وهم الذين كتبوا في كل المجالات العلميه والأدبيه ولم ينظروا لها .لأنها لم تكن ذات مطلب ديني تعبدي وإنما هي السلطه المحاطه بالجيوش والسيوف وقطع الرؤس ...
وسواءاً إتفقنا مع الشيخ عبدالرازق أو إختلفنامعه.فإننا لن نفارق عشرات الأسئله والإشكالات حول قضية الحكم والسياسة في الإسلام
فلربما يكون من كبائر الخطايا أن يجر هذا الدين القويم لمثالب ونزوات الحكم والتفسيرات البشريه الطامحه تحت ستار ديني أولاً
وثانياً أن هناك إضطراباً شديداً في كل مقولات الإسلام السياسي حول نظرية الحكم أو بالأحرى أن ليس هناك في الإسلام نظرية
للحكم يتفق عليها المسلمون حتى داخل المذهب الواحد ..وأن نهر الدم الذي جرى ويجري الى هذا اليوم هوبسبب هذا الإشكال الأعظم وعدم قطعيته

Share |