إنحياز الدراما العراقيه/نعيم كرم الله الحسان
Wed, 11 Feb 2015 الساعة : 2:27

دأبت الدراما العراقيه في إطلالاتها بعد بعد 2003ومن خلال تناولها لحقبة ديكتاتورية البعث تصور الواقع السياسي العراقي آنذاك ورموز معارضيه وكأنه كان حكراً على اليساريين والشيوعيين تحديداً رغم علم الجميع بأن الحزب الشيوعي وحزب البعث ينهلان من مصدر ومرجعية فكريه واحده ..وهي النظريه الديالكتيه الماركسيه وفهمها للتاريخ وحركة المجتمع وأن حزب البعث ماهو إلا تسميه مزيفه لفكرة شيوعيه تطلب طلاءها بأسم جديد لتوائم الواقع الإجتماعي للمجتمع العربي ذات الثقافه الإسلاميه حسب مايقول محمد باقر الصدر ..وحين حكم البعث كانت هناك مسارات إلتقاءبين الحزب الشييوعي وحزب البعث توجت بالجبهه الوطنيه والقومية التقدميه عام 1977وهذا يدلل أن الجماعتين لم يكونا في حالة صدام {بكسر الصاد}دائم
وأن المواجهه الحقيقيه والمواجهه الدائمه والدمويه وعدم الإلتقاءكانت مع الإسلاميين وتحديداً مع حزب الدعوه الإسلاميه..وأقصد حزب الدعوه الحقيقي ماقبل 2003 وليس المجاميع الإنتخابيه التي دخلت بعد التغيير وتلائمة مع الذين جاؤا من الخارج مع الأمريكان..وأقصد حزب المقاومه والسجون والأمن العامه وقاطع الأعدام والشهداء الذين بقوا في داخل العراق مع قائدهم محمد باقر الصدر الذي فضل الأعدام على الفرار رغم أن الفرص كانت سانحة له..ولكن وكما عودنا التاريخ بظلامته وحذفه للأبطال الحقيقين نسي صناع المواجهه ودراويشها وأهلها
وعوداًعلى بدء تغافلت الدراما العر اقيه في أعمالها تلك المعارضه الحقيقيه صاحبةالتضحيات العملاقه لتسلط الضوء على حكايات غير واقعيه وكأنها تريد أن تزيف التاريخ ..فمعظم أعمالها التي تناولت قسوة النظام ومواجهته صورتها وكأنهامن صنع جهة واحده هي بالحقيقه غير فاعله ولاترقى لمستوى التضحيات الذي قدمتهاالحركه الإسلاميه والتي لم نرى لها إشارة لامن بعيد أو قريب في الأعمال التي قدمت لحد الآن
رغم أننا لازلنا نؤمن بأن الفن النظيف والراقي هو معبر محايد عن وجود الإنسان وقضاياه وآلامه ..ولدينا أمل كبير بكتاب الدراما أن يلتفتوا الى الوراء وينظروا بعين واقعية تحمل صدق الأمين على التاريخ
وتحمل مسؤلية الكتابه الصادقه