بارزاني: العراق "القديم" فشل.. والدم يرسم سايكس - بيكو جديدة
Sun, 8 Feb 2015 الساعة : 7:25

وكالات:
قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ان حدود سايكس - بيكو حدود مصطنعة أصلاً، وكل طرف يتحدث من منطلقاته وحساباته في ابداء الرأي بهذه الحدود.
واعتبر البارزاني ان "كل تقسيم قسري لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية، والحدود الجديدة هي حدود رُسمت بالدم في المنطقة بدلاً من حدود سايكس – بيكو".
وأضاف البارزاني في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية، وتنشره "المسلة" بتصرف، انه "لا بد من صياغة عراق جديد، لان العراق السابق فشل".
وزاد في القول "لقد تحوّلت كردستان إلى ملاذ آمن لأبناء المكوّنات الأخرى من مسيحيين وتركمان وعرب رافضين سياسة داعش وأخواته. لو حصل استفتاء ربما طلب بعض المقيمين خارج الإقليم أن يكونوا جزءاً منه. الإقليم يحتضن اليوم مليوناً ونصف المليون نازح من العراقيين. هذا إضافة إلى 250 ألف نازح من سورية".
واعترف البارزاني بسقوط نحو 800 شهيد من القوات الكردية، بينهم 300 من الضباط وضباط الصف، إضافة الى أربعة آلاف جريح".
واستطرد "أهم المعارك التي خاضتها البيشمركة هي معركة استعادة سد الموصل، ومعركة مخمور، ومعركة معبر ربيعة الحدودي، ومعركة تحرير زمار، ومعركة تحرير جبل سنجار، ومعركة جنوب سد الموصل، ومعركة مفرق الكسك بين الموصل وتلعفر، ومعركة تحرير جلولاء والسعدية، ومعركة تل الورد جنوب غربي كركوك. كانت المعارك شديدة".
وقال البارزاني ان "الحرب مكلفة جداً وأكبر من طاقة حكومة الإقليم.، وبادر الأثرياء والفقراء إلى تقديم الدعم كلٌّ وفق قدرته. بعض الأثرياء أخذ على عاتقه تموين محاور عسكرية من حسابه الخاص".
وحول الدعم الذي تلقاه الاكراد، قال البارزاني "يجب أن أشير إلى وجود دعم جوي فرنسي وبريطاني وكندي وهولندي وبلجيكي. الفرنسيون قدّموا مدافع رشاشة ممتازة جداً. الألمان قدّموا صواريخ ميلان ونوعاً آخر أقل مضاداً للدروع. الأسلحة الألمانية ساهمت في إبطال هجمات عدة بالسيارات المفخخة. صواريخ ميلان أثبتت فاعليتها في شكل كبير. وحصلنا على مساعدات في مجال الذخيرة التي صنعت في دول أوروبا الشرقية. دول عدة ساعدتنا مثل كندا وهنغاريا والتشيك وبلغاريا وكرواتيا وألبانيا. الحقيقة كان هناك دعم، والأبرز فيه المدافع الرشاشة الفرنسية والصواريخ الألمانية وصواريخ أخرى أقل تطوراً".
وزاد في القول "الأسلحة الثقيلة التي تمكننا من حسم كامل للمعركة لم نحصل عليها بعد. قوات البيشمركة واثقة، ولو حصلت على السلاح الذي تحتاجه للحسم لما ترددت. داعش لم يصمد أمام أي هجوم واسع للبيشمركة لكنه كان يلجأ إلى عمليات المباغتة والالتفاف بالسيارات المفخخة والانتحاريين. 70 في المئة من خسائرنا كانت نتيجة السيارات المفخّخة والعبوات الناسفة".
وحول قوة داعش، أضاف "لديهم خبراء من مختلف بلدان العالم. استقطبوا ضباطاً متقاعدين من الجيش السوفياتي السابق من أوزبكستان وكازاخستان والتتار والشيشان. ولديهم عناصر من باكستان وعدد كبير من ضباط الجيش العراقي. هناك ضباط من جيوش عربية التحقوا بهم. لديهم خبراء في استخدام بنادق القنص أيضاً".
واعتبر البارزاني ان نقطة القوة لدى داعش، "السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون والعبوات الناسفة وبنادق القنص، ودقة في استخدام المدفعية بسبب وجود ضباط محترفين معهم".
وبحسب البارزاني فان "عدد المحاربين تحت علم داعش يبلغ نحو 50 ألفاً في العراق وسورية معاً".
واكد البارزاني على العزم على محاربة التنظيم الإرهابي، قائلا "نحن لا نضع أمامنا حدوداً لضرب داعش. لو نستطيع ضربهم في أي مكان لضربناهم. مجرمون وحوش ارتكبوا جرائم لا تغتفر. قواتنا وصلت الآن إلى حدود إقليم كردستان. الخطوات المقبلة تتوقف على استعداد الجيش العراقي وأبناء المناطق للتعاون معنا ونحن على استعداد. تقدُّم قواتنا من مواقعها الحالية يحتاج إلى دراسة وتفكير".
وعرّف البارزاني تنظيم داعش بالقول "داعش تنظيم متطرف اجتمع فيه التعصب الديني والتعصب القومي. إنه لقاء بين الفكر الجهادي التكفيري وشوفينية بعض العرب. لقاء الاثنين أنتج هذا التنظيم بأفكاره المتخلفة والعنيفة والخطرة وبممارساته الفظة والسيئة. هذا عن جوهر داعش. أما اختراق التنظيم أو توظيف ممارساته أو التأثير فيه فهي مسائل أخرى".
وحول دور البعثيين في عمليات داعش، اعتبر البارزاني، ان "البداية شهدت لقاء البعث مع داعش ومع ممن وقفوا ضد العملية السياسية في العراق بعد سقوط صدام حسين. الآن أعتقد أن داعش سيطر في المناطق السنّية وانحسر دور البعث وأشباهه".
وقال "عدد الضباط العراقيين السابقين المنخرطين في تنظيم داعش كبير جداً. إنهم يتولّون حالياً قيادة وحدات عسكرية من داعش".
وزاد "تنظيم داعش قوي وخطر. لديه تعصّب وخبرات ومال وعنف بلا حدود. لديه أيضاً عدد من الناس المستعدين للانتحار. شرف كبير للأكراد أن يكون داعش انكسر ميدانياً على أيديهم".
واكد البارزاني على ان التنسيق مع الجيش العراقي، قائم حالياً.
وحول وجود خلايا إرهابية نائمة في كردستان، قال البارزاني "لا أستطيع القول إن داعش غير موجود على الإطلاق، لكن الأكيد هو أن الخلايا قليلة ومحدودة. إقامة قواعد ثابتة ودائمة أمر صعب جداً. ربما تحدث عمليات تسلل لكنها ازدادت صعوبة مع ارتسام الجبهات. هناك بالتأكيد خلايا نائمة في كركوك التي كانت شهدت عمليات تعريب قسرية. للأسف هناك من ابتهجوا بانتصارات داعش في البداية وتناسَوا أنهم حلوا ضيوفاً في إقليم كردستان وينعمون بالأمن والخدمات".
وحول الوضع الإقليمي، اعتبر البارزاني، ان "إيران تريد أن يكون لها النفوذ الأكبر في العراق وأعتقد أن هذا الذي يحصل الآن".
وزاد "تركيا أيضاً تريد أن يكون لها نفوذ في العراق. لكن إيران تصرفت بدقّة أكبر وبسرعة أكبر".
وحول ظهور دور لعزة الدوري (نائب صدام حسين سابقاً) في هذه الحرب، قال البارزاني، "في البداية تعاون البعثيون مع داعش أسوة بتنظيمات سنّية معادية للعملية السياسية. الآن يسيطر داعش في شكل كامل على المناطق التي يحتلها، ولا أعتقد أن الآخرين يلعبون أي دور فـ داعش لا يؤمن لا بالحلفاء ولا بالشركاء. داعش يريد المبايعة"
المصدر:المسلة