حوار الأديان ... تعددت الحوارات والدين واحدُ/رعد الخاشع

Fri, 6 Feb 2015 الساعة : 23:59

في ظل المؤتمرات التي تُعقد تحت مسميات عديدة أبرزها سياسية ::: وبعدُها ثقافية :: وآخرُها علمية .. نشهد هذه الايام انعقاد مؤتمر تحت مسمىً غريبٍ على مسامعنا نحن العراقيون /:::  مؤتمر حوار الاديان .
بغض النظر عن الاموال التي صُرفت على هذا المؤتمر والتكاليفِ التي بُذخت من أجل انجاحة .. فهل نجح هذا المؤتمر وهل هناك اديانٌ مختلفة يتناقش :: ويتقاتل عليها العراقيون ويعقدون مؤتمرات عليها .. فمنذُ الازل لم يعرف العراقي سوى دين الله ( الاسلام ) .
هل يحتاج العراقيون الى حوار دين أم ساسة الصدفة هم من أوصل العراق الى هذه الحالة /:::  الحالةُ التي جعلتهم مضطرين على عقد مثل هكذا مؤتمرات :::  فكان من الاجدر ان يُعقد هذا المؤتمر ليس ما بين الشعوب بل ما بين سياسيين واحزاب محددة ::: فحواراتُهُم تغنينا عن التكاليف المالية وعن الضرائب البشرية التي راح ضحيتها الاف من الابرياء .
وليس الحوارُ وسيلةٌ جذرية لحل الكثير من الاشكاليات ما بين تلك الشخصيات السياسية والاحزاب الاديولوجية بل أن المصالحَ والمكاسبَ فيما بينها ربما أنجع وانجح واسهل الطرق للتخلص من المشاكل التي يعيشها شعوب تلك الشخصيات وتلك الأحزاب .
في العراق ::: لا يحتاج الشعب الى حوار أديان فمنذُ أكثر من سبعةِ الاف عام وهم يتعايشون على أرض الرافدين :::  لكن من يحتاج الى حوار الاديان هم سياسيوه الذي فصّلوا الدين على مقاساتِ احزابِهِم ومصالحِهِم الشخصية :::  ودفع العراقيون ضريبة هذه المقاسات بالدم والموت .
لنسترجع التاريخ قليلا فمنذ عام 2003 الى الآن عقُدت المئاتُ من هذه المؤتمرات على جميع الاصعدة والمستويات .
العراق أنموذجاً لمؤتمرات حوار الاديان ..
فعلى أمتداد أحد عشر عاماً عُقد في عاصمة التعايش بغداد أكثر من خمسين مؤتمراً حول حوار الاديان والتعايش السلمي ما بين الطوائف :::  بالمقابل ::: ورغم هذه المؤتمرات فإن أكثر من مليون شخص قد قُتل واكثرَ من مليون آخر قد هُجّر بغض النظر عن الالاف من المشاكل الاجتماعية التي عانى ما عانى منها المجتمعُ العراقي ..:::  أذاً ماذا حققت هذه المؤتمرات مقابل هذة النتائج السلبية .

Share |