أضنة.. إرث سياحي وجغرافيا بديعة/سلمى نزال
Thu, 5 Feb 2015 الساعة : 0:35

تجثم تركيا على إرث حضاري وسياحي لا يخفت ولا يزول بريقه. تتجلّى الحقيقة الآنفة ليس في مدينة تستقطب سياحاً من أنحاء العالم كله مثل إسطنبول، بل وفي مدن مكرّسة محلياً في تركيا وليس عالمياً مثل اضنة.
حين ذهبت إليها في وقت مبكر هذا العام، لم أكد أصدّق معين التراث الذي لا ينضب فيها.
الرحلات إلى أضنة غير دارجة بطريقة مباشرة، بل تحتاج لرحلة إلى إسطنبول، ومن ثم الانطلاق من مطار أتاتورك إلى مطار أضنة الداخلي. بيد أني حظيت برحلة مباشرة على متن خطوط سعودية اكتشفتها للتو اسمها "فلاي ناس".
وسط المدينة في أضنة هو أجمل ما قد تحظى بزيارته. سترى طيفاً واسعاً من البازارات والأسواق ومقاهي الرصيف الشعبية، عدا عن الحميمية التي ستحظى بها على صعيديّ التعامل مع أهالي وسط أضنة أو من حيث حميمية البناء والأزقة القديمة. ستتذكر جيداً حارات قديمة في القدس ونابلس والمدينة المنورة.
إن كنت من عشاق القلاع القديمة فلديك قصر رمضان أوغلو، الذي يعكس للزائر حُقبة تاريخية مهمة في أضنة، وستجد ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية بادية لك تماماً في زمن السلاطين العثمانيين.
لديك أيضاً برج الساعة الذي يبلغ ارتفاعه ما يقارب الـ 32 متراً، كما ستجد شارشي حمام وهو أحد اقدم الحمامات التركية في تركيا قاطبة. ستكون الحياة الاجتماعية القديمة في تلك البلاد ماثلة أمام عينك، وستحظى بفرصة مشاهدة واحد من أقدم الأبنية في تركيا.
لديك أيضاً مسجد سابانجي، الذي وإن كان معمارياً يعود لحُقبة التسعينيات، لكنه يمثُل أمامك كتحفة معمارية لا تُضاهى، خصوصاً أن طاقته الاستيعابية تعد واحدة من الأكبر على مستوى العالم برمته وليس تركياً فحسب.
ستحظى في أضنة بطقس مثالي، خصوصاً في فترة الربيع، كما ستجد أمامك طيفاً واسعاً من المأكولات التركية الشهيرة كالبقلاوة والإسكندر كباب وغيرها.
البنية التحتية والنظافة التي تتمتع بها أضنة تضاهي مدن تركيا الكبرى كأنقرة وإسطنبول، ما يجعلها إلى جانب ما سبق كله، وجهة غاية في الأهمية، ومدينة جديرة بالزيارة مراراً لإرثها السياحي والتاريخي.