سوريا الأسد باقية و لن تستسلم أبداً/فؤاد الموسوي
Tue, 3 Feb 2015 الساعة : 23:40

من المؤكد إن التحالف الغربي قد إستعجل جداً في إحتلال الجمهورية العربية السورية من خلال تلك الجماعات الارهابية المتوحشة المتمثلة بداعش و جبهة النصرة و ما يسمى بالمعارضة المعتدلة أو الجيش الحر و غيرها من الحركات و المنظمات الارهابية المدعومة من الغرب و مستعمراتهم العربية و التركية . و لكنها في الواقع استعجلت إيضاً في فتح ملف صعب للغاية و السبب في ذلك هو إن تلك المنظمات العميلة لم تكسب شيئاً غير سفك الدماء و تشريد الناس و نهب الخيرات و تدمير البلد ، أما سوريا فظلت صامدة لما يقارب الاربع سنوات و مازالت صامدة و لن تركع لهم مهما كلف الثمن . لقد خرجت سوريا الأسد منتصرة و مازالت تحقق الانتصارات تلو الانتصارات على الصعيد السياسي و العسكري و هذا ما أرغم التحالف الغربي و مرتزقته إلى العودة اللامشروطة إلى طاولة المفاوضات لعلها تأتي بشيء جديد يغير من الموقف هناك . و لكن التجارب اثبتت بأن الأمل الوحيد لدى الشعب و الحكومة السورية هو الميدان و الذي طالما أثبت فيه الجيش العربي السوري قدرته و شجاعته الفائقة في حسم الموقف بالقضاء على القوارض الارهابية المتعفنة .
كان التحالف الغربي يعتقد بأن سقوط بعض المدن السورية بأيدي داعش و اخواتها هو نهاية الحكومة السورية ، و ما يؤكد ذلك هو إنه بمجرد إستيلاء الارهابيين على بعض المناطق ، بادر التحالف الغربي إلى تشكيل ائتلاف أو حكومة وطنية مؤقتة يترأسها زمرة من العملاء من الذين خانوا دينهم و بلدهم و أمهم سورية في سبيل حفنة من الدولارات و الريالات الخليجية . و لكن بحول الله و قوته بدأت روؤس تلك الحكومة الورقية بالسقوط واحداً تلو الاخر كما تتساقط أوراق الخريف . و هذا يعني بأن التحالف الغربي متمثلاً بالمعارضة السورية قد بات متورطاً أكثر من ذي قبل و أخذ يبحث عن حل لتلك الأزمة حيث إن الخسائر الفادحة التي تتكبدها المنظمات الارهابية كل يوم و عجزها عن حسم المعركة جعل التحالف يتخبط في أزمة لها أول و ليس لها أخر.
ربما تكون هناك جولة ثالثة من المفاوضات بين الطرفين ، لكن الغلبة ستكون في النهاية لأصحاب الثوابت الذين إستعدوا للموت من أجل تلك الثوابت حيث قدم السوريون الشرفاء البراهين على انهم يموتون من أجل ثوابتهم . إن الدرس الكبير الذي يقدمه الجيش العربي السوري في معادلة الصراع هو إن للقوة تعريفاتها المتعددة و هي التي تحسم النتائج النهاية للمعركة ، فاذا كان الغرب يمتلك عناصر القوة الالية بكل تفاصيلها، فأن الجيش السوري يمتلك الثوابت و العزيمة والاصرار على تحقيق الأهداف. الألة العسكرية قد تحسم الصراع أحيانا لصالح من يملكها لكن العزيمة تهزم الآلة، بل و هزمت الآلة في أكثر من موقع و مكان و ما النصر إلا من عند الله الواحد القهار . من هنا يكون المشهد الذي تقدمه الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد فريداً قوياً و معبراً عن إرادة امة أراد لها الاخرون إن تتمرغ في الوحل ، لكن الذي حدث إن سوريا الأسد ما زالت شامخة و صامدة في كل الأحوال . و هذا هو الدرس الأخير الذي يجب أن نعلمه للأجيال بأن لسورية قضية و القضية عندما تترسخ في النفوس تكون قادرة دائماً على التوالد المستمر . إذن سوريا باقية و لن تستسلم أبداً .