بعد حمل طويل خارق للعاده ، اشتد المخاض وعسرت الولادة ، والكل ينتظر على أحر من الجمر
دعوات الكهول ، الشباب ، النساء ، حتى الأطفال
خوف .. ترقب .. حذر
همسات .. مشاورات .. مناورات
صالة عمليات مبنى البرلمان تغلي ، بعد ان سبقتها اتهامات وتراشقات بصالة الاستقبال على منابر الفضائيات ..
ولادة ( الموازنة ) لم تكن طبيعية وتشوبها كثير من التعقيدات ، الأمر الذي يحتاج الى عملية قيصرية تُحضر بها كل لوازم فتح البطن وكشف أسرار الجنين المعطل في دهاليز البرلمان الغافي .
الولادة صعبة ، وقلة وزن الجنين لا تلبي طموحات الأطراف او المكونات الثلاثة في البلاد التي يتغنى كلاً منها على ليلاه ..فالأكراد لا يهمهم العراق بل تسيل لعابهم المادة 140 وحصة 17 % ورواتب وتسليح البيشمركه ، والسِنة تريد الكيل الأوفر للتعويض والنازحين بعد ان مسهم الضر ، والشيعة لا يريدون ان يكونوا دائماً البقرة الحلوب تدفع من أحشائها وتجني دماء أبنائها ..
وما بين معترك تلك المكونات المتباينة ولدت ( موازنة العراق 2015 ) بعد ان عطلت في مستشفيات البرلمان الموقر منذ عام 2014 .. ولدت تحت تشخيص وتحليل مخيف يشوبه الحذر من التشوهات التي قد تصيبه في الأيام القادمة ، لأنه ولد ضعيف المناعة وفق توقعات وتخمينات ورجم بالغيب تفتقر الى دراسة وتحليل دقيق ، فقد أخرجت للنور على سعر تخميني قدره ( 56 ) دولار للبرميل في حين الواقع اقل من ذلك بكثير واذا ما استمر السعر بالتدني ستكون الموازنة على شفا حفرت الموت ..