نم هنيئا ياهادي فنحن بك لاحقون ...جمال الطالقاني

Fri, 16 Sep 2011 الساعة : 18:40

علينا ان نعى الدرس جيدا وندرك بأن الوجود فى القصر اصعب من الوجود فى الغابة حيث أن كل المتغيرات ربما يمكن السيطرة عليها هناك .. اما القصر فكله دسائس ومكر ومؤامرات وعلينا ان نفهم ان اليوم هادي وغدا لا نعلم من هو لكن حتما بان هناك قائمة اخرى لدى اهل الانقاذ لكن تؤكلون فرادا ، وبذكاء انقاذى خبيث .
سلام عليك هادي ما بقي الليل والنهار ..
سلام عليك يوم ولادتك ويوم استشهادك ..
سلام عليك لانك من الخالدين ..
سلام عليك في عليين يازميل القلم والمبادىء ... اعذرني يابطل لأني أمسك اليراع ليخط كلاما عنك وفيك ولك، فما كان لإنسان ميت مثلي أن يتكلم أو يكتب عن رجل حيّ مثلك ...
كل ساعة تمر في ذكراك كنت أفكر أن أكتب عنك كلمات ... وكنت متمنيا بأن أعطر فمي باسمك وبذكراك ، بعد لحظات عجاف ومنذ أن اغتالوك الاوباش ، كيف أكتب وأتكلم عنك؟
ماذا سأقول وماذا سيسطر قلمي بحقك فأنت «بطل » وأنا اخ من اخوان تتقاذفهم الأهواء والشهوات والنزوات،وتستوطنهم المخاوف والشكوك والتردد .. ماذا أكتب عنك وأنت «قمر » اضاء ليلنا الحالك ..
فالأولى التواضع والخجل في حضرتك.
ان الذين أرادوا إخراس صوتك بقصد واضح ليمحو أثرك وضياع كلماتك الصادحة بوجه الضباع لم يعلموا بأنها ستزهر وتثمر، ولم يعلموا بأن اسمك يعرفه القاصي والداني والعدو والصديق، و«معالمه» لم ولن تطمس ابدا بإذن الله ...

اغتالوك ياهادي من غيظهم ولؤمهم ومن قهرهم لانك اشعرتهم بأنهم أقزام أمام عملاق ...
حالهم كناطح صخرة يوما ليوهنها ...
هيهات هيهات فما ربحوا وما نالوا مرادهم ... كيف ينالون مرادهم من صاحب الكلمة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة أصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء ... والله إن ما فعلوه لم يتجاوز تعذيب واغتيال الجسد الفاني لرجل ناهز وتجاوز الاربعين نهشه مرض حب العراق ... وروحه فهي بمشيئة الله مع أرواح من سبقوه ... الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
العراق سينهض من تحت ركام الطغاة وسينتفض على جلاديه كما انتفض سابقا عام 1991 وستكشف الأيام ما اعني ...فارقد بسلام فمريدوك وتابعوك في قول الحق سيكملون المشوار حيث لا يعبد في بقاع الأرض غير الله وحده لا شريك له...

واقول مذكرا كيف تقتلون إنسانا حمل هم العراق أكثر منكم ... متيمنا بقوله تعالى ..

((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ))
فقد كنت سما زعافا على الاراذل والخونة ... وافياء حب للعراقيين الشرفاء النجباء ...
وكنت سمادا لغرس القمح والرز والتين والزيتون والاعناب ونخيل البرحي ...
وكنت منبرا داعيا لحماية الفقراء والمستضعفين وحروفك سيفا تقطع رقاب الافاعي فنقلت بيوتهم بعيدا عن مناطق الموت فحقدوا عليك حتى امتلئت حلوقهم بالبلغم لانك قطعت عليهم طريق ايذاء شعبنا ...
كنت مهرا سباقا تحمل على كتفك ابناء العراق بعيدا عن الاذى ... فاشتعلت نفوسهم حنقا عليك ... ولنا معك يا رائدنا بالشهادة ... وقفة اخرى ...

Share |