العراق وفق الرسمة الامريكية الراهنة : أمارات نفطية و” جيوش” مليشياوية محمية بقواعد امريكية/صباح الموسوي

Mon, 19 Jan 2015 الساعة : 0:31

بعد حوالي 13 سنة من اسقاط النظام البعثي الفاشي على يد اسياده واحتلال العراق وانقضاء سنوات ثلاث على انسحاب قوات الاحتلال الامريكية منه وفق ما يسمى ب ” اتفاق المصالح الاستراتيجي “، لايزال القرار الامريكي مهيمن على نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد. بل بدى التعامل مع القوى الطائفية الاثنية التي منحت الحكم بصك الاحتلال, تعاملاً يجري مع ثلاث أمارات اقطاعيات سياسية وليس مع الدولة الوطنية العراقية, كما جرى ولوشكلياً, في التعامل مع مجلس الحكم الذي اسسه بريمير. وهاهي امريكا تشترط على دعاة تشكيل اقليم المنطقة الغربية منحها قاعدتي الحبانية والاسد مقابل موافقتها على تسليح وتدريب 100 الف عنصر يشكلون ” جيش الاقليم”.

من جهته اعترف قائد ” الحشد الشعبي” بإن اعداده لم تتجاوز ال 100 الف متطوع مقابل مرتب قدرة 825 الف دينار عراقي, وما الحديث عن ملايين المتطوعين سوى دعاية, وهو رقم تبدو فيه المصادفة غريبة حين يتساوى مع رقم ال 100 الف ل ” جيش اقليم الانبار ” المزمع تشكيله امريكيا , معتبراً تشكيل “الحرس الوطني” في صلاح الدين والانبار والموصل هو عمل طائفي مدعوم امريكيا يراد به تقسيم العراق. واعترف ايضاَ بدور المستشاريين الايرانيين الفاعل حد التواجد الميداني بين قادة الحشد الشعبي على عكس المستشاريين الامريكان الذي يقومون بدور تخريبي ضد العراق في اطار السياسية الامريكية العامة الرسمية..

وكان صعود العبادي وسقوط المالكي يؤذن بأنتهاء مرحلة معادلة التوافق النسبي الامريكي- الايراني, الذي شهد ابرز تجلياته في حضور السفيرين الامريكي والايراني سوية جلسة مجلس النواب التي اقرت صفقة تولي نوري المالكي رئاسة مجلس الوزراء, لصالح الصراع المكشوف بين الدولتين في ظل تراجع ايراني تكتيكي على صعيد تشكيل الحكومة لصالح الدورالامريكي والنزول على ارض المعركة مباشرة ضد داعش. حيث يمكن لطهران الاستفادة من <الحشد الشعبي> الذي تشكل بفتوى من المرجعية الشيعية وساندته ايران ميدانيا، واستخدامه كقوة مؤثرة لتعديل مسار حكومة العبادي بعيداً عن الهيمنة الامريكية.

من هذا المنظور يمكن تفسير زيارات العبادي الى دول المنطقة المتصارعة على الساحة العراقية, إذ يبدو ك” حمامة سلام” بينها او وسيط لحل خلافاتها, لا رئيساً لوزراء العراق الدولة التي تحترق الى جانب الشقيقة سوريا في قلب المعركة المحلية والاقليمية والدولية الدائرة اليوم. وهذا ما يدحض الطروحات الانتهازية والساذجة عن آفاق” التغيير” التي فتحت ابوابه بتوليه الحكم في نسخة دعائية ديماغوجية مكررة عن ما جرى عند صعود سلفه الى موقع رئيس الورزاء.

لم يعي البعض حتى الأن مغزى ما حدث في 10 حزيران 2014, فيواصل خطابه السياسي السطحي عن ” التفائل والتغيير”, كما لم يرتدع تجار الشعارات من خونة المبادئ الطبقية والوطنية, حيث يواصلون الترويج لإمكانية اصلاح نظام فاسد تابع يتخبط في اعنف أزمة اقتصادية بعد انهيار اسعار النفط , فسقوط الموصل بايدي ( داعش) قد أدخل العراق في أخطر مرحلة لما بعد 9 نبسان 2003, مرحلة التقسيم التي قد تطول لعقد من الزمان كما روج الامريكان لفترة حربهم المزعومة على ” داعش” , عقد من الحروب الاهلية لا تبقي حجر على حجر وقوده ابناء الشعب العراقي من الكادحين لضمان نهب النفط العراقي وتدفقه باسعار زهيدة وقودأ للصناعة الراسمالية الاحتكارية وفق قاعدة كيسنجر الشهيرة ” إقامة أمارة حول كل بئر نفط ” في الشرق الاوسط.

*منسق التيار اليساري الوطني العراقي

Share |