السيد محمد حسين فضل الله...رجل العقلانية والحوار-المهندس حيدر خشان الجابري

Thu, 15 Sep 2011 الساعة : 18:54

المتتبع لسيرة هذا الرجل العملاق يجده بحرا زخارا من الفكر والايمان،وهذا ماجعل منه محطة يتوقف عندها الكثير من الباحثين والمفكرين،لما له من اثر كبير في الفكر الاسلامي المعاصر، ومشاريعه الاصلاحية خير شاهد عليه،فلا يخفى على القارئ الكريم بان السيد فضل الله كان من السباقين والدعاة للاصلاح والتسامح والعقلانية واستبدال لغة البندقية بلغة الحوار والتفاهم،وكان يقول دائما بانه مادام الاسلام رسالة خالدة فلا بد منه ان يوفر كافة الحلول لكل مشكلات الحياة،فتراه يعالج مشاكل الشباب وما يرتبط بوضع المراة بدواء اخلاقي ناجع مرتكزا بذلك على فهمه لمصادر التشريع في الاسلام اضافة الى خبرته العملية وفكره الحصيف وما يمتلكه من مواطن الفطنة والذكاء وسعة الاطلاع والانفتاح على الآخر،وقد جعل منه هذا محط انظار الناس والمجتمع كافة فهو لا يتهيب بان يعلن وبصراحة تامة للناس (باني احبكم جميعا)،وبالاضافة الى ما اسسه من مؤسسات خيرية واجتماعية وفكرية وحوزات علمية،تراه مؤلفا مكثرا وكاتبا بارعا وشاعر مبدعا في كل ميادين الحياة التي تتطلب رجلا موسوعيا وعالما عارفا بما يدور حوله من قضايا تلزمه بان يكون له موقف فيها،وهذا ما كان يفعله السيد فضل الله من خلال تناوله للقضايا السياسية والاقليمية وتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،ان هذا الرجل قد عاش الاسلام في وجدانه قبل ان يعيشه في الواقع وقد صرح بذلك في بعض لقاءاته فيقول(لم اشعر بنفسي في أي مرحلة من ملراحل حياتي بما هي المرحلة الحائرة بين الطفولة والشباب في وجداني بحسب ما كنت اتمثله من ثقافة آنذاك)،فما احوجنا وما احوج الساسة العراقيين الى مثل هذا الرجل لحلحلة المشاكل الصعاب التي تتسبب في اراقة الدماء البريئة كل يوم،من دون ذنب،فليجلسوا على طاولة الحوار ليتفاهموا لا ليختلفوا ويتقاسموا،ان غياب الرؤية السياسية لكثير من السياسين واشباه السياسين وراء الكثير من المآسي التي يعج بها الشارع العربي والعراقي خصوصا،وقد ذهب فضل الله، فأين نجد اليوم فضل الله؟؟!!!
 

Share |