مع د. مهندرنات أمام (لاغالب إلا الله!) في غرناطة !/الدكتور حسين رشيد دنيف الشطري-المانيا

Thu, 15 Jan 2015 الساعة : 0:35

بعد أن زرت مع د.(مهندرنات) مدينة قرطبة!(المقال السابق على هذه الشبكة الغراء!)، واصلنا سفرتنا(في أراضي الأندلس الخلابة "وفي الماضي المؤلم"!). وبلغنا مدينة غرناطة. عندما وقفنا أمام(قصر الحمراء) الشهير والذي يطلق عليه أكثر الناس في أوروبا:"الحمراء" فقط!) كان الأزدحام كبيرا جدا.إنتظرنا مايقارب الساعة حتى حصلنا على بطاقات الدخول!.إنها لحظات تعيد كل عربي أو أي شخص من أصل عربي(عموما!) إلى أيام المجد الضائع وخصوصا عندما تتحدث المرافقة السياحية الأسبانية(والتي تحاول بقدر المستطاع أن تشرح للسواح "قصر الحمراء" بالتفصيل!)، عن سر الكتابات العربية التي (تمتلأ) بها جدران الأبنية المختلفة(غرف وقاعات إجتماع وصالات طعام ووو...الخ)،والتي معظمها يتألف من أبيات شعر من العصر الأندلسي وما سبقه وآيات قرآنية!. أحد الأشياء التي أثارت إهتام زميلي مهندرنات هو الإعادة المستمرة ل(لاغالب إلا الله!). لاتجد زاوية في قصر الحمراء بدون هذه الكلمات الدينية المؤثرة حقا والتي تتكرر أيضا مرات عديدة في نفس  القاعة أو الغرفة هناك!.لاأبيح سرا إذا قلت بأنني (هذه المرة في الحمراء!)، وطوال فترة التجول فيها(ثلاث ساعات تقريبا!) والتي يكاد المرء خلالهاأن لايصدق مايشاهده هناك من(العظمة والأبهة والذوق السليم والراحة النفسية...الخ)،كنت إردد في ذهني القصيدة الشهيرة للمرحوم الشاعر نزار قباني، والتي وصف بها الحمراء وتأريخها الزاهر والعوادي التي حلت بأهلها ومن بناها، بل بجميع العرب والمسلمين  بعد أن (سيطر؟)الأسبان على غرناطة و(حمراءها!) الرائعة في بداية عام 1492ميلادية، وأعني هنا  (داليته!) الرائعة التي نظمها في منتصف الستينات من القرن المنصرم ومطلعها:  في مدخل الحمراء كان لقاؤنا......ماأطيب اللقيا بلا ميعاد.....الخ من القصيدة)، علما بأن الشاعر كان يقصد اللقاء مع المرافقة الأسبانية التي تشرح للزائرين قصر الحمراء بالتفصيل!. إزداد حزننا معا عندما زرنا(مع المرافقة طبعا!) حدائق الحمراء الرائعة ومياهها العذبة( جنات العريف!). فاجئني زميلي( دقائق بعد زيارة الحمراء!) بسؤال يحتاج لشرح طويل للأجابة عليه وهو: "أتعجب كل العجب يازميلي من أمة حققت في الماضي العجائب ،علميا وعمرانيا...الخ،وعاش مسلموها في الأندلس بسلام ووئام ومحبة وإحترام متبادل مع جميع الأقوام والأديان الأخرى، تصبح في وقتنا الحالي عنوانا(للعنف وقتل الأبرياء وتصرفات بربرية لايمكن وصفها أبدا؟)". أجبته بإختصار جدا( وقلبي كاد أن ينفجر من الأسى!): يازميلي العزيز! لاشك في أن الذين أسسوا حضارة الأندلس الخالدة وبنوا الحمراء الرائعة مسلمون عرب، ولقد رأيت الأيات القرآنية الشريفة المختلفة و العدد الذي لايمكن إحصاءه بسهولة من(لاغالب إلا الله!) منتشرة في كل ناحية من الحمراء،ولكننا يجب أن لاننسى بأن  أكثر هؤلاء القوم إبتعدوا نوعا ما عن (الجادة الأسلامية الصحيحة!)، وإلا كيف نفسر تحالف الكثير منهم،(لابارك الله فيهم وأخزاهم يوم القيامة!)، مع(الأعداء؟) لتدمير وإحتلال ماشيده إخوانهم وأبناء دينهم؟. ألم تعلم ياعزيزي بأن أكثر هؤلاءالخونةو(المرتدين؟) كان همهم الأول والأخير هو الملك(بضم الميم!)؟، وإن أكثرهم جاء من شمال أفريقيا ومن البربر خصوصا؟، وأضفت: لقد زرنا قبل يومين أطلال مدينة الزهراء القريبة من قرطبة والتي كانت(وحسب المؤرخين!)أجمل مابناه العرب في الأندلس!،هذه التحفة بل(الجوهرة!) الأندلسية الرائعة قام البربر(بصورة خاصة!)والذين جاءوا من شمال أفريقيا(وعاثوا في الأرض فسادا هناك!) بتدميرها بعد حوالي 65عام من تأسيسها! لماذا؟،لأجل إشباع غرائزهم المتوحشة المريضة والتي تريد الأستيلاء على مابناه الغير بالقوةأو تدميره نهائيا!، وتابعت: ولقد رأينا سوية هناك مجموعة من الآيات القرآنية الشريفة المكتوبة على الحجر( أوالرخام!) والتي لايزال بعضها ملقى على الأرض ،حيث لم يحترمها المخربون الكفرة أبدا؟،وأزدت: أما في وقتنا الحاضر ياعزيزي! فقد أستبدل(بضم الألف!) برابرة الأمس بوحوش بدوية متخلفة(جاء أكثرها في البداية من الجزيرة العربية!)، لاتعرف غير الطائفية والنفاق والكذب والعمالة والخيانة وقتل النفس البريئة، تحركهم تعاليم زنادقة لايفقهون من الدين الأسلامي  الحنيف المتسامح شيئا، مثل(عدو الله والأسلام المحمدي!)،إبن تيمية!، و(البدوي المتوحش الزنديق!)،محمد بن عبد الوهاب!والذي أسس (شبه مذهب؟) لايعرف غير لغة الدم والعنف والتخلف وهدم قبور الصحابة والأولياء!،وما قام ويقوم به أتباع هذه الفئة الضالة من دعم الأرهاب ماديا وعسكريا وإعلاميا، هو السبب المباشر بأننا نرى اليوم بلدانا شبه مدمرة(كسوريا وليبيا...الخ)،يطلب سكانها الأبرياء(من بقى ومن ترك بلاده كلاجيء!) المساعدات الضرورية للحياة والتي قد تأتيهم (بمشقة!) غالبا من الدول الأجنبية وليس من بدو الخليج ،أعداء الأسلام الحنيف والبشرية جمعاء!،لأنهم يحتاجون(أموال إغاثة؟؟؟) من كانوا(بدو الخليج) سببا في مصيبتهم التي لاتوصف لتمويل ودعم الأرهاب!،و...، وهنا قاطعني د. مهندرنات بإبتسامة رقيقة هادئة(كإنسان بحث طويلا عن حقيقة حاول أعداءها طمسها وظهرت بالرغم عنهم للعيان!) قائلا: إذن كان(العظيم!) غاندي محقا عندما تأثر كثيرا بشهيد كربلاء الخالد والذي دافع(وأتباعه من بعده!) عن الحق والأنسانية جمعاء بشجاعة لاتوصف وأثبت للأجيال اللاحقة بأن الدم(في سبيل المبدأ!) أقوى بكثير من السيف ومن الجيوش الجرارة!وإنه هوالمنتصر في النهاية!، وأضاف: أشاركك ياحسين دفاعك عن هذا المذهب(يقصد:الشيعي!) الذي لم نسمع يوما قط بأن أحد أتباعه قد قتل الأبرياء أو فجر نفسه أو هتك الأعراض ...الخ!، (وكرر!) تقريبا ماقاله لي في قرطبةوهو: "ياليت أن سفرتنا لكربلاء لزيارة قبر الشهيد الخالد،الحسين العظيم، تحدث قريبا"!.

Share |