وطن يمزقه الـ "لا قانون" -عدنان سعد كامل
Thu, 15 Sep 2011 الساعة : 18:20

ما الحل السحري الذي يحتاجه العراق اليوم للقضاء على
- الإرهاب والأمن المتردي و قضاياه المتفرعة والمتعلقة
- الفساد المستفحل والمستشري
- انعدام و سوء الخدمات
- التفاوت الطبقي الذي بدأ يفصل العراقيين إلى طبقتين أغنياء حد اللامعقول و فقراء حد الصدمة
- ضياع حقوق المواطن في ملفات صغيرة موزعة في حياته اليومية أغلبها في دوائر الدولة جميعها؟؟؟؟؟
هذه هي قضايا العراقيين والشغل الشاغل لهم منذ ثمانية أعوام و لم تقدم وعود الحكومة سوى المزيد من الشعور بالخسارة و التشاؤم من القادم الذي لا يلوح في الأفق أنه سيختلف وحتى سنوات مقبلة عما مضى من سنوات الهجير تحت الفقر والفساد و القتل الذريع الذي أطل ثانية برأسه و في حال استمر هذا الرأس الشيطاني بالنهوض مجددا من قبل بقايا النظام البائد و القاعدة و صنّاع الدمار خارج الحدود و محتضنيه في الداخل فإن الانجاز الوحيد الذي تتغنى به حكومتنا الفاضلة سيتلاشى و عندها لا نعرف ما المبرر لوجودها أصلا؟
هل هناك حل للمشكلة او لهذه المشكلات؟
اليأس يطبق على النفوس لأن الحلول في هذه المرحلة تحديدا تأتي من الساسة أنفسهم و هؤلاء الساسة بأغلبهم لا يريدون وضع حد للصراع الدائر بينهم منذ سنوات، كل طرف يصر على رأي يعلم يقينا انه يقاطع الرأي الآخر 180 درجة و لا يلتقي معه سوى على كونه رأيا مناقضا! وفي الوقت عينه يردد الطرفان معزوفة الشراكة و المشاركة و الالتزام ببنود معاهدة يلح الجميع على الالتزام لأنها الأساس الذي تشكلت بموجبه حكومة الشراكة..! وكما نرى ونعقل أن هذه المواقف والادعاءات تنطوي على تناقض فج وصارخ. فما معنى أنهم شركاء في الحكومة و ملتزمون باتفاقية سياسية ليخوضوا خلافات مريرة لم تعد سوى لعبة صبيانية لا يستسيغها حتى الطفل حياء من أقرانه أن يدمن لعبها في الشارع!
سمعت كلاما طيبا من السيد عمار الحكيم يقول فيه(إذا كنا فريقا فلا بد أن نشعر بأن الربح هو ربح الجميع والخسارة هي خسارة الجميع؛ حتى نكون امة كما أراد القرآن الكريم وكما تحدث عنها. يجب أن يقويّ كلُ منا بالآخر, لا أن يقوى على الآخر، فحينما يشعر احدنا بالقوة تكون قوته في خدمة الآخر لإنجاح المشروع, فنحن جميعا في سفينة واحدة ..). وبالفعل فالفريق الواحد يخسر الجميع لخسارته و يربح الجميع عند ربحه و فوزه، و قد سمعنا كلمة( الفريق الواحد) في خطاب تشكيل الحكومة من قبل رئيس البرلمان و من قبل رئيس الوزراء نفسه، و هذه الكلمة قرأناها و سمعناها في أكثر من خطاب و كلمة لرئيس الحكومة والوزراء و قادة الكتل و لكن.. يبدو أنهم يتحدثون عن فريق من نوع آخر. فريق من الخصوم الأعداء و الربح هنا يكون مرة بفوز الفريق ومرة بخسارته، و كذلك الخسارة مرة تكون بخسارة الفريق ومرة ثانية بربحه.. هذا عن كان رابحا في شيء وهي المصيبة الكبرى، حيث أن الخسارات تتوالى على كل الأصعدة اليوم!!
هل هناك حل للمشكلات التي نعاني منها؟
قد يتفق الكثيرون معي إن الحل في سيادة القانون و بناء دولة القانون الحقيقية لا الملتصقة بالشعارات و يافطات الانتخابات. حين يسود القانون تنتهي الكثير من المشكلات التي يعاني منها المواطن في بلده، و لكن عقبة واحدة تقف أمام الحل .. عقبة كبيرة و صعبة وهي صراع الساسة، فبدون وضع حد لهذا الصراع التافه والمخجل لن نستطيع تطبيق القانون.. اما لماذا ؟ فالجواب واضح وبسيط.. الطبقة السياسية المتنفذة والمتمتعة بحصانة سواء وفق الدستور أو وفق المحاصصة تضرب عرض الحائط بكل القوانين في سبيل مصالحها و حين ينتهك طرف القانون يقوم الآخر بانتهاكه فصار أمرا طبيعيا ألا قانون يحكم اللعبة. وحين لا تخضع طبقة النفوذ العليا في الدولة للقانون فلا سبيل لإقراره وسيادته في البلد. . سيبقى الإرهابيون يخرجون من السجون و يبقى المفسدون في كل مكان و تفشل المشاريع و تهدر الأموال و يتم تقاسم الغنائم و يتعرض المواطن للابتزاز و المساومة و سلب حقوقه ما دام لا وجود لقانون قوي يحكم بلدا تمزقه صراعات ساسته.