أذا كانت الأمة بلا مبادئ وقياداتها بلا ضمير فما هو المصير ؟/حسين دويج الجابري
Tue, 13 Jan 2015 الساعة : 11:26

تزداد ضبابية المشهد السياسي العراقي يوما بعد يوم , وتنحصر التكهنات في زاوية ضيقة تسير نحو المجهول , وترتفع نسب الفساد ونسب الأمية وتزداد قدرات الجهات الحزبية التي تعكف على تعزيز قدراتها من خلال صناعة المليشيات الخاصة وتوسيع قواعدها الشعبية مستثمرة حاجات المواطن في مختلف الأشياء .
انه التأسيس لدولة لاتشبة العراق . ذلك البلد الذي تجانست فيه الأطياف طوعا وكرها وعاشت السلم الأهلي الحقيقي , في ظل حكومات أجحفت حقوق البعض فصار مدمنا على الخضوع وأعطت البعض كل الامتيازات فصار شغوفا بالتعالي ..
نعم مر هذا البلد بحالات متعددة من الارتباكات والضغوط والفوضى والجور كانت اللبنات الأولى والأساس لانطلاق هذا المشروع المرعب الذي نقف على اعتابة وربما ولجنا الى أغواره, فلا عودة بعد الآن للعراق ما قبل 2003 . تلك المرحلة المقيتة والظالمة ,
أن مجريات أحداث الأمس هي هي خارطة اليوم , غير أن الحلبة قد اتسعت لان المباراة صارات اكبر واللاعب الضعيف صار أقوى في بعض جنباته . فلقد خلق التوازن بين الأطياف لكي تأكل بعضها بعضا . بدلا من أن يكون البعض قويا والآخر يتلقى الضربات .
وفي ظل هذا اللاوضوح يرتفع زعيق الساسة ليؤلبوا الرأي العام على التشظي والاحتقان لاسباب ليس للمواطن البسيط دخل في إشعالها .
مر العراق في فترة من الهدوء بين الأطياف الرئيسية . وحاولت المدنية بكل قوانينها أن تصهر هذا الخليط في بوتقتها رغم إن الحنق كان باديا على الأفراد من الطائفتين الكبيرتين , فظهرت في تلك الفترة الأحزاب اللادينية التي حاولت ولازالت تحاول في أن تجد موطاء قدم لها في النفوذ على الخارطة العراقية . ومن هنا تجلى التحول الدائم وفقا للمصالح الآنية لدى هذا المجتمع ومن هنا صارت مبادئ الامه قريبة من الضبابية . وشعاراتها لاتمت لواقعها بشيء . والجميع ينتظر آن يبادر القادة وينطلقوا بركبهم الى بر التفوق وتحقيق الأحلام . ولكن لم يسجل في تاريخ هذا البلد أسوة حسنة أرادت الشهادة من اجل المصالح العامة . واستساغ الجمهور رموزا صنعها بنفسه وظل عليها عاكفا ..
إن الحيرة تزداد عندما نحاول أن نحلل الحيثيات ولماذا صرنا الى ما نحن علية . والتساؤلات تكبر عندما نلاحظ المشهد السياسي وشخوصه الذين لايتورع متورع عن اتهامهم بالجهل وربما غياب الضمير في ذاتهم . ولذا فان الذين عاشوا مراحل العراق الحديث لاياملون أن تسبر مراكبهم المتهالكة في هذا المحيط المتلاطم ..