القبعة الامريكية وعنق زجاجة الفودكا الروسية/عدنان كاظم الخيكاني

Tue, 13 Jan 2015 الساعة : 10:50

منذ ان اختلقت القضية الفلسطينية عام 1948  وظهور عصبة الامم المتحدة عام ..... والسياساتين الروسية والامريكية ذاتها لم تتغير  فكلاهما يدعي ان الطرف الاخر يدعم الارهاب وكلاهما بنظر الى نفسه انه يكافح الارهاب .. وبمسميات تختلف تبعا للظروف والمعطيات التي تنتج في حينه .. وكلاهما يكون الرابح الاكبر اذا ما قيست بقياس الرابح والخاسر ويكون الخاسر الاكبر هو من يقع عليه اختيار فطاحلة الساسة في روسيا وامريكا تارة عند العرب واذا ما طال الصراع فتكون الفريسة التالية احدى دول البلقان او احدى الجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي السابق كعقوبة متفق عليها بين  روسيا وامريكا  للهذه الدولة التي لم تطع السياسة الروسية والامريكية ...  لقد بنيت سياسة الدولتين على ايهام المقابل المغفل على ان  احد هاتين الدولتين هي المنقذ ولن يستطيع احد من انقاذه الا هما  فاذا ما اختلفت دولة او عارضت السياسة الامريكية فتكون زجاجة الوفودكا هي الملجأ الاول لها واذا كان العكس فانها تلوذ الى القبعة الامريكية وهذا الحل يروق للطرفين الامريكي والروسي واصبح اتفاق او شبه اتفاق لادارة العالم بمساعدة الامم المتحدة وغباء الفريسة ..... فالصراع الذي ادارته الدولتين في افغانستان كان مثالا واضحا على سياستهما حيث بدأت المسرحية بارتداء الاتحاد السوفيتي ثوب المنقذ للشعب الافغاني من طالبان وكان الامريكان على الطرف الاخر يزودون طالبان بالسلاح على اساس انهم المعارضة الرسمية للحكومة الفاسدة وبعد ان انتهى الدور الروسي دخلت القوات الامريكية لتمثل الداعم للسلام ومحبة الشعب الافغاني وتلعب روسيا الدور البديل من خلف الكواليس والنتيجة ظفر الدولتين بمبالغ طائلة من الاموال التي تردها عن طريق الطرف الغبي في الصراع وهو الحكام العرب في دول الخليج العربي بتمويلها صفقات سلاح للجانبين المتحاربين ... لقد تكرر السيناريو هذا على مدار عقود مضت في سوريا وليبيا والعراق والصومال وما الى ذلك .. وما نجاح السياسة لذكاء الامريكان او الروس بل لغباء حكام العرب والدول التي  تدخل راسها في عنق الزجاجة الروسية او القبعة الامريكية  فالعرب لايعرفون غير ان اسرائيل هي راس الافعى تاركين هاتين الدولتي تصول وتجول فافيقوا يا حكام  رأفة بشعوبكم ..

Share |